حازم شوقي - فلوريدا
لماذا تُنسب إلى الإسلام، دون الأديان الأخرى، كلمة حضارة فيقولون بكل أريحية "الحضارة الإسلامية". بالله عليكم ! هل سمعتم ذات يوم عن الحضارة اليهودية أو المسيحية أو حتى البوذية؟
أيها السادة، لا تنسب الحضارات إلى الأديان. فالحضارات تنسب إلى البلاد والقوميات فنقول مثلا الحضارة الصينية، الحضارة الفرعونية، والحضارة اليونانية، والحضارة الرومانية، الحضارة الفارسية، و هكذا.
فلا يوجد دين أو عقيدة أنشات حضارة. ثم ما هى مظاهر هذه الحضارة الإسلامية، ياترى؟ لم نرَ أثرا أو أي شيء يثبت أنه كانت هناك حضارة إسلامية من أي نوع فى الجزيرة العربية. حتى كل العلماء الذين ينسبونهم إلى الحضارة الإسلامية قد تم تكفيرهم ورميهم بالزندقة. ومنهم من حرق حيا ومنهم من صلب وتم تقطيع جسده وهو حي. ناهيك أن هناك معلومة مهمة يتم إهمالها عمدا فى هذا الموضوع، ألا وهي أن كل هؤلاء العلماء العباقرة لم يكن فيهم عربى واحد، بل كانوا كلهم تقريبا من البلاد التى تم غزوها وفتحها و احتلالها و اختلاطهم بثقافات غربية أخرى. ويعنى هذا أن كل ما يطلقون عليها الحضارة الإسلامية كانت حضارة تنحصر فى الغزو والاحتلال و اغتصاب النساء تحت مسميات مختلفة.
وهذا بطبيعةِ الحال عبث، لكنه تعظيم الذات والعزلة التى برع فيها المسلمون.
فالعزلة و تعظيم الذات و لعن الآخرين أمراض إسلامية عن جدارة و امتياز. فمنذ بداية الإسلام، نجد أنه ولد داخل كهف أو مغارة فى عزلة. فكانت هذه أول علاماته أو بصماته. و حتى الآن لم يخرج هذا الدين من هذا الكهف، و ما زال محبوسًا و مخنوقًا و لا يرى النور الحقيقي نور الحياة. فالإسلام يحتقر الحياة و لا يعتد بها أصلا. فكلما ذكر القرآن الحياة، أشار إليها من الناحية السلبية:
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
{ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر}
( لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ))
(أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ)
و بعد كل هذا يقولون: ما أعظم الحضارة الإسلامية!
والأمثلة كثيرة، و أمراض هذه العقيدة مركبة وعميقة فى التاريخ. و يصعب على المسلم العادي التخلص منها. فالإسلام و ضع المسلم داخل جزيرة منعزلة عن العالم. و منذ أن أتى ( محمد)، قسم العالم إلى مسلمين أخيار و كفار أشرار كقسمة أحادية لا تقبل التوافق مع الآخرين.
فإما أن تكون مسلمًا و مؤمنًا بما أُنزل على (محمد) قابلًا الإسلام دينا قولًا و نصَّا، وإما أن تكون كافرًا بدين الحق و بمحمد، خير المرسلين. وسيترتب على ذلك أن تكون جهنم مصيرك خالدا فيها إلى أبد الآبدين. و عليك أن تحذر، أيها المؤمن: فإن ابتغيت دينًا أو فكرًا أو عقيدة أخرى خلاف الإسلام، فلن تقبل منك، وستكون فى الآخرة من القوم الخاسرين، و فى الدنيا من القوم المغضوب عليهم، و من القوم الضالين، بل ستكون من القردة و الخنازير الخاسئين. فإما أن تكون معنا أو تكون مع الناس الآخرين.
العزلة و تعظيم الذات و لعن الاخرين أهم أمراض هذا الدين.
وهو دين فعلا لا يستطيع التعايش مع الآخر إلا إذا كان هذا الآخر تحت شروط الإذلال من جزية يدفعها و هو صاغر مذلول، وإلا يُقتل. و بعد كل هذا يقولون ما أعظمها و ما أجملها و ما أرحمها من حضارة – أقصد بطبيعة الحال الحضارة الإسلامية فقط.