ثلاث نساء ضد الإسلام - مقالات
أحدث المقالات

ثلاث نساء ضد الإسلام

ثلاث نساء ضد الإسلام

محمد دريوس:

 

في رحلة عودته من العراق في 8 آذار، قال البابا فرنسيس: "النساء أكثر شجاعة من الرجال".

ربما تمّ تسليط الضوء على بعض الحوادث في التاريخ أكثر من غيرها لإثبات تلك المقولة، لكنها رغم ذلك تأتي من فكرة "احتكار" الشجاعة من قبل الرجال، وإلحاق الضعف والحساسية الزائدة بالنساء أو "المخنثين"، لكن أيضاً في بعض اللحظات المفصلية، تبد النساء أكثر شجاعة فعلاً، خصوصاً في الحروب أو في الاعتراض.

ربما لأن "التخلص من الرجال" أسهل بالنسبة لرجل طاغية من التخلّص من النساء، إذ تنطوي فكرة "قتل امرأة" على وصم يعيب "رجولة" طاغية أو رجل عسكري، وبالتالي استفادت النساء من "حماقة" الرجال في بعض الأوقات.

ونستطيع أن نذكر مثلاً، حركة "أمهات ساحة ماي" في الأرجنتين، والتي ناضلت ضد الديكتاتورية العسكرية هناك، "حركة نساء بالأسود" (دلالة الحزن)، التي تشكلت ضد حرب بلغراد في يوغسلافيا السابقة، "نساء كارديف" في 1982 في إنكلترا، والعديد من الحركات النسائية الأخرى التي تشكلت بعيد الحرب العالمية الثانية، وكانت أساس نشوء حركات التحرر النسوي.

لا يخلو التاريخ العربي من شجاعة مماثلة، ويسجّل لنساء وأمهات معتقلين سوريين في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، شجاعتهن ووقوفهن في وجه عناصر الأمن وقيامهن بالعديد من الوقفات الاحتجاجية ضد استبقاء أبنائهن الشيوعيين في المعتقلات.

عصماء بنت مروان

ورد فيها أكثر من حديث، لكن الثابت أن عصماء بنت مروان، كانت امرأة لا تؤمن برسالة محمد، وكانت كثيرة السباب والشتم له ولدينه، حتى ضاق بها، وربما لم يأمر بقتلها صراحة، لكن تأففه كان جلياً.

قال الواقدي حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه، أن عصماء بنت مروان من بني أمية بنت زيد، كانت "تحت" يزيد بن زيد بن حصن الخطمي، وكانت تؤذي النبي وتعيب الإسلام وتحرّض على النبي، وقالت شعراً:

فبإست بني مالك والنبيت/ وعوف وبإست بني الخزرج

أطعتم أتاوي من غيركم/ فلا من مراد ولا مذحج

ترجونه بعد قتل الرؤوس/ كما يرتجى مرق المنضج

ألا أنفٌ يبتغي غرة/ فيقطع من أمل المرتجي؟

قال عمير بن عدي الخطمي حين بلغه قولها وتحريضها: "اللهم إن لك عليّ نذراً لئن رددت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لأقتلنّها"، والرسول يومئذ ببدر، فلما رجع النبي من بدر، جاءها عمير بن عدي في جوف الليل، وكان أعمى، حتى دخل عليها في بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام، منهم من ترضعه في صدرها، فجسّها بيده فوجد الصبي ترضعه فنحاه عنها، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها، ثم خرج حتى صلّى الصبح مع النبي.

فلما انصرف النبي، نظر إلى عمير فقال: "أقتلت بنت مروان؟"، قال: "نعم بأبي أنت يا رسول الله"، وخشي عمير أن يكون أفتأت على الرسول بقتلها، فقال: "هل عليّ في ذلك شيء يا رسول الله؟"، قال: "لا ينتطح فيها عنزان"، فإن أول ما سُمعت هذه الكلمة من النبي، قال عمير: فالتفت النبي إلى من حوله، قال: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب، فانظروا إلى عمير بن عدي.

أم جميل بنت حرب بن أمية

هي أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان وزوجة عبد العزى بن عبد المطلب أو أبي لهب، لقبت بالعوراء لشدة جمالها، وأم ولديه، عتبة وعتيبة اللذين تزوجا بنتي الرسول، أم كلثوم ورقية، اللتين تزوجهما عثمان بن عفان فيما بعدـ. إذ إنها عندما جهر محمد بالرسالة، أقسمت على عتبة بأن يطلق بنت الرسول، فجاء إلى النبي فقال: "يا محمد، أشهد من حضر أني قد كفرت بربك، وطلّقت ابنتك"، ولما نزلت آية "والنجم إذا هوى" قال للنبي: "أنا أكفر برب النجم إذا هوى".

كانت أم جميل شديدة الكره للنبي وغير مؤمنة بالمرة بما يقول به، ولما نزلت آين "تبت يدا أبي لهب"/ جاءت المسجد ولها ولولة وفي يدها حجر، تبحث عن الرسول وهي تقول: "مذمماً أبينا/ودينه قلينا/ وأمره عصينا". ومذمم هي الكلمة المعاكسة لمحمد، كان يناديه بها أهل قريش.

وجاء في "تاريخ الإسلام" للذهبي أن النبي كان يخاف منها ويتهرّب من مواجهتها، فلما دخلت المسجد، "وكان النبي جالساً ومعه أبو بكر. قال: يا رسول الله قد أقبلت وأخاف أن تراك، فقال: لن تراني، وقيل إنه قرأ قرآناً فاعتصم به، فوقفت على أبي بكر ولم تر الرسول، وذُكر أنها قالت: والله لو وجدته لضربته بهذا الفهر- الحجر".

هند بنت أبي سفيان

واسمها هند بنت عتبة بن عبد شمس وكانت من جميلات قريش، قتل المسلمون أباها عتبة وعمها شيبة وأخاها الوليد في يوم بدر، فحقدت على النبي والمسلمين، وكانت في يوم أحد تضرب خلف جيش قريش بالدف وتصرخ:

ويهاً بني عبد الدارْ/ ويهاً حماة الأدبارْ/ ضرباً بكل بنارْ.

ومن أناشيدها الشهيرة أيضاً يوم أحد:

نحن بنات طارقْ/ نمشي على النمارق

والمسك في المفارق/ والدرّ في المخانق

إن تقبلوا نعانق/ ونفرش النمارق

أو تدبروا نفارق/ فراق غير وامق

ويروى أنها صنعت من آذان وأنوف القتلى من المسلمين خلاخيل وقلائد، ولاكت كبد حمزة بن عبد المطلب، بعد ما قتله عبدها وحشي، وقالت يوم أحد، بعد هزيمة المسلمين:

نحن جزيناكم بيوم بدرٍ/ والحرب بعد الحرب ذات سعرِ

ما كان لي عن عتبةٍ من صبرِ/ ولا أخي وعمّه وبِكري

شفيتُ نفسي وقضيتُ نذري/ شفيتَ، وحشيٌّ، غليل صدري

فشكرُ وحشيٍّ عليّ عمري/ حتى ترمّ أعظمي قبري

كما أنشدت عند مقتل حمزة:

شفيت من حمزة نفسي بأحد/ حين بقرتُ بطنه عن الكبدْ

أذهب عني ذاك، ما كنت أجدْ/ من لذعة الحزن الشديد المعتمدْ

والحرب تعلوكم بشؤبوبٍ بردْ/ نقدم إقداماً عليكم كالأسدْ

وكانت تقول كلما رأت وحشيّ: إيه، أبا دُسمة، أشفِ واشتفِ.

وقالت أيضاً في يوم بدر:

لله عيناً من رأى/ هلكاً كهلك رجاليه

يا رب باك لي غداً/ في النائبات وباكيه

كما غادروا يوم القليب/ غداة تلك الواعيه

من كل غيث في البنين/ إذا الكواكب خاوية

قد كنت أحذر ما أرى/ فاليوم حقّ حذاريه

قد كنت أحذر ما أرى/ فأنا الغداة مواميه

يا رب قائلة غداً/ يا ويح أم معاويه

حكم الرسول عليها بأن دمها هدر، لكنها أسلمت بعد إسلام زوجها أبي سفيان، فلما جاءت لتُجري الشهادتين أمام الرسول، غطت وجهها، ثم كشفته بعد أن نطقت الشهادتين، فقال النبي لها: لا تشركي بالله ولا تزني ولا تسرقي، فردت: أتزني الحرة؟ قال لا تقتلي ولدك، فردّت: ربينا أولادنا صغاراً وقتلتهم كباراً.

وسألها النبي بعد إسلامها: كيف ترين الإسلام، فقالت: ما أحسنه لولا ثلاث: الركوع والخمار وصياح العبد الأسود فوق الكعبة.

رصيف 22

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث