الحرة / ترجمات - واشنطن
بعد عامين على سقوط ما يسمى بـ "خلافة داعش" ومقتل زعيمها، أبو بكر البغدادي، وتفرق عناصرها، وجد التنظيم المتطرف "شريان حياة" جديد في إفريقيا عبر التحالف مع مع جماعات مسلحة محلية عززت قوة التنظيم في جمع الأموال وتجنيد المقاتلين، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة في تقرير نشر، الأربعاء، إن داعش أقام علاقات مع العديد من حركات التمرد المحلية، فيما يصفه المحللون بأنه "زواج مصلحة".
هذا "الزواج"، وفقا للصحيفة، يعني أن الجماعات المتشددة المحلية ستحصل على الشرعية اللازمة لتنفيذ عملياتها وكذلك يعني أن الحكومات ستعترف بوجودها على الأرض.
أما بالنسبة لتنظيم داعش، فيعني هذا أنه سيتمكن من استغلال هجمات المسلحين المحليين واستخدامها كدليل على أن "جهاده العالمي" ما يزال على قيد الحياة.
ويؤكد باحثون تحدثت إليهم الصحيفة أن الهجمات الدموية الأخيرة التي وقعت مؤخرا في موزمبيق "أطلقت العنان في المنتديات التابعة للتنظيم على الإنترنت عن إقامة خلافة جديدة هناك".
وكانت مجموعات مسلحة شنت في 24 مارس هجوما كبيرا تبناه تنظيم داعش على المدينة التي تضم 75 ألف نسمة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى من مدنيين وعسكريين وشرطيين. والحصيلة النهائية للضحايا لم تعرف بعد.
وارتفع العنف المرتبط بالجماعات المحلية الموالية لداعش في إفريقيا بنسبة 43 في المئة في عام 2020 مقارنة بعام 2019، وفقا لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الدفاع الأميركية.
وتشير الصحيفة إلى أنه ولأكثر من عقد، حذر المسؤولون العسكريون الأميركيون ومسؤولو مكافحة الإرهاب من أن إفريقيا تستعد لأن تصبح الحدود التالية للمنظمات الإرهابية الدولية مثل القاعدة ومؤخرا الدولة الإسلامية.
وتابعت، نقلا عن خبراء ومسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا، أن المنظمتان الإرهابيتان أقامتا تحالفات مع الجماعات المتشددة المحلية في السنوات الأخيرة وأنشأت معاقل جديدة في غرب وشمال ووسط إفريقيا يمكن أن تستخدم لشن هجمات واسعة النطاق.
وتوغلت الجماعات المسلحة المحلية الموالية لداعش في مناطق لم يمسها العنف المتطرف في السابق، وتمتد من سواحل السنغال إلى السودان وعلى طول ساحل المحيط الهندي في الصومال وفي أقصى جنوب موزمبيق.
وارتفع عدد الهجمات التي تبناها تنظيم داعش في إفريقيا بأكثر من الثلث بين عامي 2019 و 2020، وفقا لمسؤولين أميركيين وغربيين يعملون في مجال مكافحة الإرهاب.