قال البابا فرنسيس، الاثنين، إن اللقاء الذي جمعه بالمرجع الشيعي في العراق، آية الله علي السيستاني، "أراح نفسه"، واصفا السيستاني بـ "الرجل المتواضع والحكيم".
تصريحات البابا جاءت خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة التي أعادته إلى روما، حيث غادر بغداد بعد زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم إلى العراق، انتهت بدون أي حوادث في بلد غالبا ما يشهد توترات أمنية وأعمال عنف.
وفي اليوم الثاني من زيارته، التقى البابا، السبت، في النجف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي أعلن اهتمامه بـ"أمن وسلام" المسيحيين العراقيين.
والتقى الرجلان، البابا 86 عاما، والسيستاني 91 عاما، لنحو 50 دقيقة، وفي ختام اللقاء ظهرا متشابكي الأيدي في مصافحة طويلة.
ومنذ الجمعة، جال البابا فرنسيس (84 عاما) بين بغداد وأربيل، والموصل وقرقوش في شمال العراق الذي عانى لسنوات من وجود مقاتلين، والنجف في الجنوب ليعبر ما مجمله 1445 كلم عبر طائرة أو مروحية أو سيارة مصفحة.
وزار البابا، الأحد، مدينة الموصل حيث صلّى على أرواح "ضحايا الحرب" في ساحة حوش البيعة أمام كنيسة أثرية مدمرة.
وأسف، في كلمة ألقاها هناك، لـ"التناقص المأساوي بأعداد تلاميذ المسيح" في الشرق الأوسط.
وصلّى من الموقع الأثري الشاهد على انتهاكات الجهاديين "من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة"، مؤكدا أن "الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب".
وأرغم العديد من مسيحيي العراق، بفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية، على الهجرة.
ولم يبق في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه، البالغ عددهم 40 مليونا، بعدما كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الاجتياح الأميركي للعراق.