محمد يسري:
أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل متحف آيا صوفيا الشهير إلى مسجد جامع مرة أخرى، بعد ما يقرب من 86 عاماً من ترسيمه كمتحف إسلامي- مسيحي، الكثير من المجادلات والانتقادات في تركيا وخارجها، وذلك ما بين مؤيد يرى في تلك الخطوة إعلاناً عن استعادة تركيا هويتها الإسلامية، ومعارض يرى فيها انقلاباً على المبادئ الكمالية العلمانية، التي لطالما حافظ الأتراك عليها منذ تأسيس الدولة الحديثة في عشرينيات القرن المنصرم.
سلّط هذا الجدال الدائر الأضواء على عادة تحويل دور العبادة، والتي اشتهرت منذ العصور القديمة وعُرفت في الكثير من الحضارات الإنسانية، ولا سيما تلك التي دخلت في صراعات عسكرية طويلة مع جيرانها. فظاهرة تحويل الكنيسة إلى مسجد أو العكس، ارتبطت بظروف الصراع المرير بين المسلمين والمسيحيين في العصور الوسطى، إذ كان كل من الطرفين يسعى لإبراز قوته وإظهار تفوقه، من خلال الاستيلاء على أهم دور العبادة الخاصة بالطرف الآخر، وتحويلها إلى مكان لممارسة شعائره وطقوسه.
آيا صوفيا: أعجوبة جستنيان التي حولها الفاتح إلى مسجد عظيم
بنى الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول المدينة التي نُسبت إليه –القسطنطينية- على أنقاض مدينة صغيرة على مضيق البوسفور، وهي المدينة التي كانت تُعرف ببيزنطة.
الإمبراطور الذي تحول إلى المسيحية فيما بعد، أراد أن يضع بصمته الدينية الواضحة على مدينته الجديدة، فبنى كنيسة في أحد المواضع بها، ثم قام الإمبراطور ثيودسيوس الثاني بتجديد بناء تلك الكنيسة، قبل أن تتسبب بعض الهزات الأرضية وبعض الحرائق التي اندلعت على مدار السنين، بتصدع أجزاء كثيرة من البناء.
من غير المعروف على وجه اليقين السبب الذي دعا قسطنطين وخلفاءه إلى تسمية تلك الكنيسة بآيا صوفيا، وتذكر مجموعة من المراجع المسيحية أن صوفيا هي قديسة مصرية من مدينة البدرشين، تحولت من الوثنية إلى المسيحية، وتعرضت للتعذيب من قبل الوثنيين حتى توفيت، ولما سمع قسطنطين وأمه هيلانة بها، أرسلوا في طلب رفاتها من مصر ووضعوها في كنيستهم الجديدة، فسُميت باسمها.
الخطوة الأهم في بناء كنيسة آيا صوفيا، وقعت في زمن الإمبراطور جستنيان الأول، في النصف الأول من القرن السادس الميلادي، وذلك عندما تم تكليف مجموعة من أمهر مهندسي الإمبراطورية البيزنطية ببناء تلك الكنيسة، لتصبح أهم كنائس الدنيا على الإطلاق، ويقال إن جستنيان بعدما دخلها ليفتتحها بشكل رسمي في 537ه، قال: "يا سليمان الحكيم لقد تفوقت عليك"، وذلك بحسب ما يذكر جلال عبده خدشي، في كتابه "عجائب الدنيا السبع"، وذلك في إشارة لإحساسه بالتفوق على الملك سليمان، ملك إسرائيل، والذي أسهب العهد القديم في وصف إنجازه العظيم المتمثل في تشييده للهيكل المقدس في أورشليم.
في سياق الصراع الإسلامي- البيزنطي الطويل في منطقة الأناضول وبلاد الشام، ومع انتشار البشارات النبوية التي تعدّ المسلمين بفتح القسطنطينية، حلم المسلمون بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد جامع كبير، تنطلق منه أصوات المؤذنين صادحة في الفضاء. هذا الحلم كُتب له أن يتحول إلى واقع في عام 1453م، عندما تمكنت القوات العثمانية بقيادة السلطان محمد الثاني بن مراد، وهو نفسه الذي عُرف بمحمد الفاتح، من اقتحام أسوار القسطنطينية المنيعة، الاستيلاء عليها والإجهاز على الإمبراطورية البيزنطية العجوز.
بحسب الكثير من المصادر التاريخية المعاصرة، ومنها على سبيل المثال، كتاب "أخبار الدول وآثار الأول في التأريخ" لأحمد بن يوسف القرماني، فإن السلطان العثماني المظفر، المنتشي بنصره، قد أمر بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد جامع لتقام فيه الصلاة، وهو الأمر الذي استغرق العمل في تنفيذه مدة ثلاثة أيام متواصلة، حتى افتتحت ساحات المسجد لاستقبال المصلين في صلاة الجمعة الأسبوعية، وبعدها أتيحت الفرصة للمسلمين على مر القرون، لتزيين المسجد بالزخارف ذات الطابع الإسلامي، فضلاً عن تدوين العديد من الآيات القرآنية وأسماء الرسول والخلفاء الراشدين على أعمدته وقبابه.
بعض المراجع التركية العثمانية، عملت على تحسين صورة محمد الفاتح، فأكدت على أنه قد اشترى الكنيسة من الرهبان والقساوسة الأرثوذكس الذين كانوا مشرفين عليها من قبل، ولكن الأرجح أن تحول الكنيسة إلى مسجد قد تم بنفس الطريقة المعروفة زمن العصور الوسطى، والتي لا تعترف إلا بالغلبة وحكم المنتصر وفرض الأمر الواقع، وهو الأمر الذي يتشابه كثيراً مع ما فعله الإسبان في شبه الجزيرة الإيبيرية في القرن نفسه، الخامس عشر الميلادي، عندما حولوا مساجد قرطبة وغرناطة وأشبيلية إلى كنائس وكاتدرائيات تُقرع فيها الأجراس.
الأمر المهم الجدير بالذكر هنا، والذي يستحق الملاحظة والإعجاب، أن السلطان محمد الفاتح لم يعمد إلى طمس الجداريات والمنمنمات والرسوم المسيحية المنقوشة على جدران الكنيسة، بل أمر بتغطيتها بألواح كبيرة من الصلب، ولهذا كان من السهل على تركيا الأتاتوركية أن تزيل تلك الألواح في ثلاثينيات القرن المنصرم، بحيث تظهر الرسومات المسيحية بجانب الزخارف الإسلامية، ولتتحول دار العبادة الأشهر في القرون الوسطى إلى متحف يقصده الملايين للزيارة كل عام.
متحف قرطبة: تحولات المعبد الوثني
بحسب الكثير من المصادر الأندلسية القديمة، فإن الموضع الذي بُني فيه المسجد الجامع بقرطبة، كان بالأصل مكاناً لمعبد وثني قديم، ثم جرى تحويل البناء في العصر القوطي إلى كنيسة مسيحية كاثوليكية. في عام 92هـ، وبعد دخول الإسلام للأندلس وسيطرة الأمويين على قرطبة، تقاسم المسلمون الكنيسة مع المسيحيين، فبنوا فيها جامعاً صغيراً، وبقي هذا الجامع على حاله لما يقرب من ثمانين عاماً كاملة، حتى قدم الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، المعروف باسم عبد الرحمن الداخل، إلى الأندلس، وأسس الدولة الأموية المستقلة، واتخذ من قرطبة عاصمة لملكه، وفكر في عام 170هـ بأن يبني مسجداً جامعاً عظيماً يضاهي به مساجد المشرق.
بحسب ما يذكر الباحث المصري محمد عبد الله عنان، في كتابه "الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال"، فإن الداخل أراد "أن يكون مسجد قرطبة أعظم مساجد الأندلس وأفخمها، فجلب إليه الأعمدة الفخمة والرخام المموه، من أربونة ونيمة وإشبيلية وقسطنطينية"، وعمل على توسعته، فأشترى الكنيسة المجاورة له وضمها إليه، وبعد وفاته، اهتمّ خلفاؤه من أمثال هشام الرضا، عبد الرحمن الأوسط وعبد الرحمن الناصر، بمتابعة العمل في توسعة هذا المسجد، وبحسب ما يذكر أحمد بن محمد المقري التلمساني، في كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب"، فإن المسجد قد زادت مساحته بشكل كبير جداً في عهد الحاجب المنصور بن أبي عامر، وأنه بذل كل جهده في سبيل هذه التوسعة، فكان يشتري الأراضي المجاورة للمسجد من أصحابها، ويغالي في أثمانها، حتى قيل إن امرأة رفضت أن تبيع مسكنها إلا بعد أن تحظى ببيت آخر يوجد في ساحته نخلة مثل النخلة التي توجد في ساحة منزلها، فانصاع المنصور لطلبها وأخذ بيتها وضمه إلى مساحة المسجد الجامع: "وهكذا، لبث الأمراء والخلفاء عصوراً يتعاقبون في توسيع جامع قرطبة وتجميله، حتى غدا برقعته الشاسعة، وسواريه الألف وأربعمائة، وأبوابه البرونزية العديدة، ومحاريبه الفخمة، وزخارفه البديعة، من أعظم المساجد الجامعة في العالم الإسلامي، إن لم يكن أعظمها جميعاً"، بحسب ما يذكر عنان في كتابه.
الأمر المهم الذي ينبغي ملاحظته، أن قرطبة كانت من أهم المدن في سياق الصراع بين المسلمين والإسبان في الأندلس، فقد كانت مركز الحكم الإسلامي لقرون عدة، وقد وصل عدد سكانها إلى ما يقرب من نصف مليون نسمة، ومن هنا فقد تمتع مسجدها الجامع بأهمية سياسية لا تُبارى، ويلخصها عنان بقوله: "كان جامع قرطبة، فضلاً عن وظيفته الدينية الرئيسية كمسجد الإمارة ثم الخلافة الرسمي، يُتخذ مركزاً لبعض المهام الكبرى، فقد كانت تؤخذ فيه بيعة الأمير أو الخليفة الجديد، وكانت تعلن من فوق منبره عظائم الحوادث، وتقرأ الأوامر والأحكام الخلافية الهامة، وكان يعقد به مجلس قاضي القضاة.".
من هنا يمكن تفهم الأسباب التي دعت القشتاليين لاستهداف هذا المسجد بالذات، ضمن مجموعة معينة من المساجد التي تم تحويلها إلى كنائس أثناء حرب الاسترداد، فأهميته لم تنحصر في المجال الديني فحسب، بل تعدت ذلك لتصل إلى ميادين السلطة والسياسة، فبمجرد سقوط قرطبة في يد فرناندو الثالث، ملك قشتالة، سنة 633هـ، تم تحويل مسجدها الجامع إلى كنيسة كاثوليكية، وعُلق عليها الصليب إعلاناً عن هذا التحول، كما أُقيم قداس شكر لمباركة هذا الحدث المهم.
واليوم، بعد أن حولت الحكومة الإسبانية هذا المعلم التاريخي إلى متحف أثري، أصبح شاهداً على تراث إنساني متعدد الهوية امتد لعقود، ويمكن لزائره رؤية هذا التعدد من خلال توضع لوحات وأقانيم وتماثيل للمسيح والعذراء والقديسين، جنباً إلى جنب مع زخارف إسلامية الطابع ونقوش بالخط العربي لآيات قرآنية.
الجامع الأموي، ودير أباهور، ومعبد عزرا: نماذج من التحولات السلمية لدور العبادة
إذا كان كل من النموذجين السابقين، آيا صوفيا وجامع قرطبة، قد جرى تحويله على خلفية حروب طاحنة اصطبغت بالصبغة الدينية المقدسة، فإننا نجد أن هناك نماذج أخرى من تحول دور العبادة، والتي لم ترتبط بالسياسة بقدر ارتباطها بوجود تحولات ديموغرافية حقيقية في بعض المجتمعات، وهو الأمر الذي مهد لوقوع التحول في دور العبادة بسهولة ويسر بدرجة كبيرة.
من تلك النماذج، الجامع الأموي بدمشق، والذي بناه مجموعة من الخلفاء الأمويين المتعاقبين في نهايات القرن الأول الهجري.
بحسب ما هو معروف تاريخياً، فأن أصل هذا المسجد يعود إلى العصر الحديدي، تقريباً 1200 ق.م، عندما بُني في موضعه معبد للإله حدد، وهو إله الخصوبة والمطر عند الآراميين. بعد الغزو الروماني لسوريا في القرن الأول الميلادي، تم تحويل هذا المعبد إلى معبد للإله جوبيتر، وتم الدمج بين المعبودين، حدد وجوبيتر، وهو الأمر الذي يتسق مع التطور الفكري والديني للدمشقيين في تلك الفترة.
ظل الأمر كذلك حتى تحولت الدولة الرومانية إلى المسيحية، وتم إقرارها كديانة رسمية للإمبراطورية، وأصدر الإمبراطور ثيودسيوس الأول قراراً بتحويل معبد جوبيتر إلى كنيسة باسم القديس يوحنا، وكانت هذه الكنيسة ذات شأن عظيم في بطريركية أنطاكية، وساد الاعتقاد بأن يوحنا المعمدان قد دفن فيها.
مع التوسع العربي الإسلامي في سوريا، تحولت كنيسة يوحنا إلى مسجد شيئاً فشيئاً، فبحسب ما يذكر شمس الدين الذهبي، في كتابه "تاريخ الإسلام"، فأنه لما فُتحت دمشق، اتفق أبو عبيدة بن الجراح مع المسيحيين الموجودين فيها على اقتسام كنيسة يوحنا، إذ احتفظ الدمشقيون بنصفها فيما تم تحويل النصف الأخر منها إلى مسجد للمسلمين.
في عام 86ه، اعتلى الوليد بن عبد الملك كرسي الخلافة، وطمع في النصف المخصص للمسيحيين من الكنيسة، فحاول التفاوض عليه مع كبار القساوسة، ولما رفضوا وتمسكوا بنصيبهم، أعطاهم الوليد كنيسة أخرى، واستولى على نصيبهم في كنيسة يوحنا، وعمل على بناء جامع عظيم: "وجمع عليه الوليد الحجارين والمرخمين من الأقطار، حتى بلغوا فيما قيل اثني عشر ألف مرخم، وغرم عليها قناطير عديدة من الذهب، فقيل إن النفقة عليه بلغت ستة آلاف ألف دينار..."، وذلك بحسب ما يذكر الذهبي.
أسهب ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" بوصف عظمة الجامع الأموي، فكان مما قاله فيه: "والمقصود أن الجامع الأموي لما كمل بناؤه لم يكن على وجه الأرض بناء أحسن منه، ولا أبهى ولا أجل منه، بحيث إنه إذا نظر الناظر إليه، أو إلى أي جهة منه أو إلى أي بقعة أو مكان منه، تحير فيما ينظر إليه; لحسنه جميعه، ولا يمل ناظره، بل كلما أدمن النظر، بانت له أعجوبة ليست كالأخرى".
وتذكر نانسي خالق، بروفيسورة الدراسات الإسلامية في جامعة براون، في كتابها "دمشق: بعد الفتح الإسلامي" (2011)، أن البذخ في بناء الجامع الأموي لفت أنظار العباسيين والمسيحيين من زوار دمشق على حد سواء. ويقال أنه في عهد عمر الثاني قعد مبعوث بيزنطي يندب بحسرة بعد رؤيته لجامع أمية الكبير، وعندما سئل عن السبب قال: "كنا نأمل أن العرب لن يقيموا طويلاً في دمشق لكن بعد رؤيتنا لما بنوه في الجامع، ذهبت آمالنا أدراج الرياح" بحسب ما تشير خالق.
قصة الجامع الأموي لم تنته عند ذلك الحد، إذ إنه لما وصل عمر بن عبد العزيز إلى كرسي الخلافة الأموية، في العام التاسع والتسعين من الهجرة، فإن مجموعة من الرهبان والقساوسة الذين سمعوا بعدل الخليفة الجديد، قد ذهبوا إليه واشتكوا له من فقد نصيبهم من كنيسة يوحنا. الخليفة الجديد راجع الأمر، ولما تأكد من أحقية أقوال المسيحيين، أمر بهدم ما بناه الوليد، فتحرك مجموعة من القضاة والفقهاء المسلمين وفاوضوا القساوسة، حتى اتفق الطرفان في نهاية الأمر على أن يُترك الجامع الأموي على حاله، مقابل أن يتم رد الكنائس الموجودة في غوطة دمشق إلى الجانب المسيحي.
في مصر أيضاً توجد الكثير من النماذج التي تؤكد على أهمية التغيرات الفكرية في تحويل دور العبادة من شكل إلى آخر. على سبيل المثال، كان دير القديس أباهور، المنحوت في صخر أحد الجبال بالقرب من مدينة المنيا، في بدايته معبداً رومانياً، ثم تحول إلى كنيسة مع انتشار المسيحيين في صعيد مصر.
أيضاً من المعروف أن معبد السيرابيوم بالإسكندرية، وهو معبد روماني خُصص لعبادة الإله سيرابيس، قد تحول إلى كنيسة للقديس يوحنا، وذلك بعدما انتشرت المسيحية وتحول أغلبية المصريين إلى اعتناقها في القرن الرابع الميلادي.
يمكننا أيضاً أن نلمس امتزاجاً عجيباً بين الأبنية الإسلامية، صوفية الطابع من جهة، والإرث المصري القديم من جهة أخرى، ولعل أوضح الأمثلة على ذلك هو مسجد الصوفي الشهير أبي الحجاج الأقصري، وهو المسجد الذي بُني داخل معبد الأقصر الذي يعود تاريخ تشييده إلى أواسط الألف الثانية قبل الميلاد.
في مصر أيضاً يمكن أن نجد نموذجاً فريداً من نماذج التحول الودّي لدور العبادة، فعلى سبيل المثال، يقبع معبد بن عزرا في قلب مصر القديمة، ومن المعروف أن هذا المعبد كان بالأصل كنيسة أرثوذكسية تُعرف باسم كنيسة الشماعين، ولما فرض والي مصر أحمد بن طولون ضرائب باهظة على الأقباط، في القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، فاختاروا بمحض إرادتهم بيع تلك الكنيسة للحاخام اليهودي إبراهام بن عزرا، مقابل عشرين ألف دينار، وهكذا تحولت الكنيسة إلى واحد من أشهر معابد القاهرة الأثرية.