سحر الجعارة:
هل توجد «ديانة» على وجه الأرض تحلل تفخيذ الطفلة وزواج القاصرات غير الإسلام؟
نحن ننفرد بفتاوى ذبح الإناث، ولدينا عصابة من «فقهاء الجنس»، يحتكرون المنابر الإعلامية، ويحرضون الشباب على هتك أعراض الأطفال، ويبررون للمهووسين جنسياً ممارسة البيدوفليا (pedophilia).. أى التمتع الجنسي بالأطفال.. «فقهاء الجنس» شوهوا وجه الإسلام وجعلوه يحلل رغباتهم الشاذة!.
هل كان مغتصب «جانا» يستمع إلى «أبوإسحق الحوينى»، وهو يجتزئ من القرآن الكريم آية تبرر الزواج بطفلة فى الثالثة من عمرها؟.. أم كان يستمع إلى «ياسر برهامى» وهو يتحدث عن «مفاخذة الطفلة» أو وطئها حتى تبلغ؟!.
كانت أصوات الدعاة تملأ الأرجاء، ساعة صلاة الجمعة، ابتهالات وأدعية وقرآن وأحاديث نبوية، من أين تأتى الرغبة فى تلك الأجواء المعبقة بالروحانية؟ تأتى من الغل المستعر تحت جلد شاب، فشل فى زيجتين، وتاه بين رغبة لا تتحقق وفتاوى تحريضية، تدفعه لأن ينهش أى قطعة لحم تسمى «أنثى».
«جانا» عشرون شهراً على وجه الأرض، لم تعرف خلالها إلا رائحة أمها، وصوت دقات قلبها، ولهوها البرىء تتحسس أولى خطواتها فى الحياة أمام المنزل.
«جانا» قطعة لحم نيئة، لم تنضج عبر السنين لتصبح «أنثى»، لكن بين فخذيها ذلك الممر الذى يغري بالخروج من الجنة، فى قلب الممر الذى لم يكتمل نموه تسكن الفضيلة والعفة، يرقد «عرض أبيها» مستغرقاً في سلام من يشتري «البامبرز» ولم يعرف طريقه بعد لشراء «طرحة» تحجب الفتنة عن شياطين الأنس، وتقى ابنته شر التحرش.
هكذا امتد إصبعه بكل وحشية يفتش عن متعة «سادية» ممزوجة بدماء بريئة، دماء لا تزال تنزف ألماً وغضباً، لتتوقف الحياة حتى لا تكبر «جانا» منزوعة الشرف!.
«الشرف» هذه اللافتة العريضة التى تُرتكب تحتها أبشع الجرائم، من باب الشك فى سلوك «الضحية»، فمصر تُعد من أكثر الدول فى ارتفاع معدلات «جرائم الشرف».. لكن الواقع يؤكد أن ما نردده عن قيم النخوة والشهامة والشرف هو مجرد «ذكرى» فى القاموس الشعبى.
قرية «جانا» ما زالت تتمسك بتقاليد «العار والفضيحة»، ولا تتستر على العرض المهتوك تحت «الخيش»، عكس المدينة التى تتواطأ مع الفضيحة وتتكتم عليها.. من باب الحفاظ على «سمعة الضحية».
الضحية «جانا» لا تعرف أننا مجتمع «متدين بالفطرة»، وأن مصر «دولة إسلامية»، لها مرجعية دينية اسمها «الأزهر الشريف».. لا تعرف أن المجتمع ينتفض دفاعاً عن «النقاب» ويملأ المحاكم بدعاوى قضائية تريد فرضه كجزء من «الشريعة».
لا تعرف أن فى سيناء جماعة تدعى أنها جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».. ولم تسمع بمئات الحالات التى تعرضت فيها النساء للسعار الجنسي، الذى وصل إلى حد تمزيق الملابس الداخلية للضحية بموس.
إنها «طفلة» تنتمى لأسرة قروية، أسرة لا تعرف عقوبة المغتصب ولا جزاء من يختطف أنثى.. لم تتصور يوماً أن «الجد» مضطر للوقوف أمام كاميرات الفضائيات ليتحدث عن «عرض حفيدته».. أسرة ليس لها حساب على «الفيس بوك» أو «تويتر» لتداوى جرحها بمطالبة المجتمع بإعدام الجانى.
هذه الأسرة ستواجه مصيبتها وحدها، إن عاشت «جانا»، ستواجه مستقبلاً يسأل «الأب» عن «غشاء البكارة» أين ذهب؟.. وهى أسرة بسيطة لم تسمع بغشاء البكارة الصينى، ولا تعرف الأبواب الخلفية للبكارة المزيفة.
دعونى أصرخ -معهم- «جانا بكر».. لم تلوثها يد الشيطان التى عبثت بأحشائها، «جانا بكر» لم يدنسها «ماء الذئب»، الذى تسلل فى ثياب الجدة العجوز ليسرق منها «أعز ما تملك».
«جانا» أطهر من مجتمع كاره للنساء، «منافق» يهدهد الجانى ويشنق الضحية لأنها كشفت شعرها أو خرجت تتظاهر ببنطلون جينز.. مجتمع «مخادع» تفتنه مظاهر «التدين الشكلى».. ويبارك الخطيئة المستترة وكأنه صاحب «براءة اختراع»: الستر بغشاء بكارة مزيف (لدينا فتاوى واقعية بذلك)!.
إن شئتم أن تعاقبوا مغتصب «جانا».. حاكموا «برهامى والحوينى».. حاكموا كل من حول الإسلام إلى دين للتمتع بملك اليمين واستحلال «لحم الأطفال».
إن شئتم القضاء على التحرش والسعار الجنسي واغتصاب الأطفال والنساء.. اعترفوا بجريمتكم فى حق الإسلام.. تطهروا وامنعوا المتطرفين من اعتلاء المنابر.
«جانا» الآن تصارع الموت، تناغى ملائكة لا نراهم، وحدها تعانق السحاب، تتشبث بالحياة على عتبة الموت.. الضجيج الذى يحمل اسمها لا يصل إليها، والصور التى نتناقلها لا تعبر عنها.. إنها أطهر مما ندركه بحواسنا الخمس.. أنبل من قوانين قاصرة عن القصاص لها.. وأبعد من أن تطالها يد الغدر.
«جانا» أبقى من صورتنا القبيحة فى مرآة الفتاوى المضللة، وقوانين العار، والاختباء خلف «ذقن» أو «نقاب».. علها تدارى ذنوب مجتمع «التكفير والمفاخذة».