المؤسسات الدينية في مصر - مقالات
أحدث المقالات

المؤسسات الدينية في مصر

المؤسسات الدينية في مصر

ولاء بكري:

 

تقف المؤسسات الدينية عامةً و في مصر خاصة في خندق واحد. في دفاع وجودي عن أحقيتهما كالمؤسسات الأوحد لتقرير القيم والأخلاق لتابعيهم.

ولكن عواصف الرياح المطالبه بالإصلاح والتحديث وإطلاق الحريات الشخصية والتى يطلقها العديد خاصة من الشابات والشباب أقوى من أن تصدها الوتيرة البطيئه التى تدار بها هذه المؤسسات والتى يقوم على إدارتها (رجال ١٠٠٪؜) من كبار السن.

ولايختلف هذا الصراع كثيراً عن الصراع التى مرت به المؤسسات الدينية في الغرب.

 يُصدَم الشباب مراراً وتكراراً باآراء وفتاوي محملة بإرث تاريخي لا يمثل هذا الجيل و لاتنصف حق ولاتُدين ظالم

ويُسخَرُ مجهود هذه المؤسسات الأعظم في الدفاع عن تراث "له ماله وعليه ماعليه". لم يكتبوه ولم يعيشوه.

والصراع في مصر أشد من أي دولة أخرى في العالم العربي. وهذا شئ صحي فلا ينزعج المحافظين من الآباء والأمهات. والسبب الرئيسي هو حجم الشباب كنسبة من الشعب المصري (٥٢٪؜) أقل من ٢٤ سنه. أي أكثر من ٥٢ مليون مواطن (أول تعليق)

فحينما يصل هؤلاء الشباب لقياده الدوله سيطيحون بتلك المؤسسات من أبراجها لامحاله.

السبب الثانى ضبابية تكييف تلك المؤسسات في المجتمع. هل تلك المؤسسات هي من مؤسسات الدوله أم أنها مؤسسات تعترف بها الدوله فقط؟ التكييف الأول يعنى التبعيه لنظام حكم الدوله والتكييف التانى يعنى إستقلاليه عن نظام الحُكم.

تلك الضبابيه ينتج عنها تلقائياً إتهامات لتلك المؤسسات بموائمة النظام من طرف و إتهام النظام بحمايتهم من طرف آخر.

ثم تأتي الضبابيه الثانيه: هل يمثل رؤساء المؤسسات الدينيه القياده العليا للدين أم ان القيادة السياسيه لها اليد العليا؟ 

ضبابية من يقود الدين في مصر نشأت نتيجة إنتشار التيارات الاسلاميه المتشدده فى سبعينات القرن الماضي. والتي تبعها رد فعل الكنيسه بإحتواء أتباعها في خطاب محافظاً أكثر لمواجهة الخطاب الاسلامي المتشدد

وأصبح سباق المجتمع المصري بديانتيه لأكثر من ثلاثين عاماً هو سباق لمزيد من التدين على حساب العديد من الحريات خاصة حرية المرأة التى عاشت ومازالت تعيش عقوداً مهينه بمباركة تلك المؤسسات. (لاداعي لسرد الاحصائيات فالجميع يعلمها).

نتذكر الرئيس المؤمن (السادات) الذي حاول ان يعيد القياده الدينية له بعد إنتشار الجماعات الاسلامية. وإستمع (فيديو تاني تعليق) للسيسي في مقابلة منذ ٦ سنوات وهو يقول "مافيش حاجه إسمها قيادة دينية ورئيس الدولة مسئول عن دين الدوله وقيمها وأخلاقها". وذلك كرد فعل لمحاولة الاخوان الحكم تحت مظلة دينية.

وهذا الصراع ليس بجديد. حدث في أوروبا. فعلى سبيل المثال الملكه في بريطانيا هى الرئيس الأعلى للكنيسة الإنجليزية. وهو مايعنى أن رئيس الكنيسة يقدم لها الولاء والطاعة.

إنتصر الشعب (العامه) في النهايه ووضعوا المؤسستان الملكية والدينية في مكان أدبي "مرتفع جدا" لا يُمَكنهم من التدخل في السياسة أو الحكم الفعلي. واصبحت سلطة الكنيسة سلطة روحانية فقط.

هل من الممكن أن يختصر الأزهر والكنيسة الطريق ويقدموا نموذج روحاني لأتباعم الآن واستسباق الصراع؟ هذا ليس بتلك السهولة فذلك يتبعه إنخفاض نفوذ وتمويل. فأمامنا صراع عقدين او ثلاثه كمان.

ليس من الإزدراء أن يطالب البعض ان تكشف الكنيسة عن مواردها وتنشر ميزانياتها سنوياً وأوجه صرف موادها (رابع تعليق ميزانيات الكنيسة الانجليزيه منذ عام ٢٠١٢ وحتى عام ٢٠١٩). الكنيسه الانجليزيه لديها صندوق إستثمار يتعدى ١٧٥ مليار جنيه مصري. لا أعتقد ان الكنيسة المصرية سيكون لديها مبلغ أكبر لتخفيه

تخضع ميزانية الأزهر والأوقاف وجامعة الأزهر لمراقبة مجلس الشعب وهو شئ حميد. وفى المقابل تحصل الثلاث مؤسسات على حوالي ٣١ مليار جنيه (٢٠٢٠) من ميزانية الدولة. (رابع تعليق).

وبالتالي ليس من إزدراء الأزهر أن يسأل دافعي الضرائب لماذا لا تسمح جامعة الازهر بقبول الحاصلين على الثانوية العامة والمسيحين. وماهو العذر لفصل الاولاد عن البنات في العملية التعليمية مع انه ثبت ان الفصل سبب رئيسي لزيادة التحرش الجنسي.

وليس من ازدراء الازهر ان يطلب البعض بإلغاء الثانوية والاعدادية الأزهرية نظراً لانخافض أدائها مقارنة بالثانوية والاعدادية العامة. أليس ذلك إهدار للمال العام في دولة فقيرة. ثلث مواطنيها تحت خط الفقر ؟

وليس من إزدراء الأزهر أو الكنيسة أن يطلب أتباعهم من الشباب أن ينأو بمؤسساتهم عن أي جدل سياسي. خاصة ذلك الذي يطالبون فيه بمزيد من الحقوق الشخصيه و السياسية والإقتصادية.

وليس من إزدراء الأزهر أو الكنيسة ان يطالب أتباعهم بمزيد من الشفافية والحوكمة في إدارة تلك المؤسسات بل أن يكونوا نماذج تحتذى بها و متسقة مع التعاليم التي ينادون أتباعهم بممارستها

تعلم تلك المؤسسات علم اليقين أن العلمانية ليست كفراً أو إلحادا. بل أنها مجرد أيديولچية إدارة دولة تضمن حقوق جميع مواطنيها بلا إستثناء أو تمييز

ولكن مازالت تلك المؤسسات تبارك وتدعم وتترك أعضائها يسبون العلمانيه ليل نهار وكأن هناك شيطان يسمى العلمانيه سيفتك بهم. وما هذا إلا وهَمٌ عظيم وهُمْ يعلمون

ولكن من سيفتك بتلك المؤسسات هم شباب هذا الوطن حين يصلوا لموقع قيادة ويتذكرون أن تلك المؤسسات لم تعطف عليهم ولم تناصرهم وقت ضعفهم أو حاجتهم.

إن الحاجة لقدر من الروحانية الصافية شئ يتطلع له كل إنسان في حياته. يطوق إليه ويلجأ له في دينه وديار عباداته خاصة فى محنته ووقت ضعفه

فلا تلوم إنسانا أو إنسانة إذا ابتعدوا عن دينهم إذا كان كل ما تسطيع ان تقدم لهم تلك المؤسسات هو مزيد من الغلاظة ووعيد بنارٍ أشدٌ من نار الدنيا وحرمانٌ من رحمة الله التى لاتنضب. وكأنهم يملكون خزائن الرحمة  ومفاتيح أبواب السماء

لم تخسر الإنسانية معركةٌ واحدةٌ في التاريخ. النصر قادم فلاتيأسوا من رحمة الله.

وأستغفر الله لي ولكم

موقع ولاء بكري

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*