رفضت سلطات بايون في ولاية نيوجيرسي الأمريكية الموافقة على مشروع لبناء مركز إسلامي يضم مسجدا في المدينة، بعد ساعات من لقاءات عامة شهدت تصريحات غاضبة بين مسيحيين ومسلمين. وقررت لجنة التخطيط المدني للمدينة الأربعاء 8 مارس/آذار رفض مشروع لتحويل منشأة صناعية مهملة في شارع سكني هادئ إلى مركز إسلامي في بايون التي تبعد 30 كلم عن نيويورك.
وعبر سكان المدينة عن استيائهم من المشروع، وأشاروا إلى أنه "سيثير الضجيج، أو سيؤدي إلى ازدحام الطريق"، وتساءل عدد منهم عن، "من سيفرض تطبيق سقف المشاركة البالغ 135 شخصا للحدث الواحد؟".
وعجزت مبادرات المجموعة المسلمة لطمأنه المخاوف بتحديد سقف المشاركة وإلغاء لقاءات عوائل كانت مقررة كل شهرين، وأداء صلاة الجمعة على دفعتين لضبط ازدحام السير، لكنها لم تؤد سوى إلى مزيد من الحذر والتوجس، وغالبا ما ترددت جملة "أنه ليس مناسبا للمكان ببساطة"، في إشارة إلى المشروع.
وعقدت خلال الأشهر الماضية سلسلة لقاءات عامة سجلت حضورا قياسيا، تخللتها الشتائم والتصريحات الغاضبة والعدائية، ما أشعر البعض بالتعرض للتمييز وبعدم الترحيب.
وكان التوتر جليا، حتى قبل انعقاد اجتماع الاثنين الماضي، في قاعة محاضرات مدرسة ثانوية، حيث انتحى المسلمون أحد جهات القاعة للصلاة بهدوء، فيما تلت مجموعة أخرى من السكان صلوات مسيحية بصوت مرتفع في الجهة المقابلة، ومع توافد أفراد من الحضور إلى المنصة لطرح أسئلة والإدلاء بتصريحات تعرض المتحدثون للمضايقة والمقاطعة، وهدد رئيس لجنة التخطيط مارك أوربان مرارا بطرد المشاغبين.
وانتقد أوربان، الذي صوت ضد المشروع، الطرفين، وقال: "كلاهما سيان، الأمور خرجت عن السيطرة"... "بعض الأمور التي شاهدتها معيبة ومهما حصل الليلة، آمل عندما نغادر المكان أن نتمكن من التوافق، فهذا هو الأهم".
فيما أكد مسلمون نشأوا وترعرعوا في بايون ويتولون وظائف فيها، أنهم لم يشعروا بهذا القدر من التمييز سابقا، مؤكدين أن الاحتجاجات أشبه باضطهاد ديني.
هاشم الموسوي