صباح ابراهيم:
جاء في القرآن وفي سورة الحج 52 آية تخص الشيطان وما يريده من النبي ان يقوله على لسانه بعد أن يلقي عليه امنيته في احدى المناسبات، ليشعر الشيطان بالانتصار على النبي. فمدح محمد آلهة قريش الوثنية تزلفا لهم بعد ان استسلم لأمنية الشيطان واقواله. لكن الشيطان نجح في القاء أمنيته على محمد وقالها بلسانه امام الناس دون ان ينسخها إلا بعد تدخل جبريل لتنبيه النبي ومعاتبته أنه قد نفذ ارادة الشيطان وقال امام الناس ما املى عليه من أمنية، ولم يكن عندها النبي معصوما من هذا الزلل لتنفيذ ارادة الشيطان، فاين الحماية الالهية وعصمته للنبي من الوقوع بحبائل الشيطان؟ قرآن محمد يقول: "ما ارسلنا من قبلك رسول ولا نبي إلا والقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يُلقي الشيطان .
فمن هو النبي والرسول الذي جاء قبل محمد حسب ألاية القرآنية، واستطاع الشيطان ان يخترق عقله ولسانه وألقى عليه ما تمناه، ونفذ ذلك النبي اوالرسول ارادة الشيطان بتنفيذ امنيته؟ لم نسمع بأي نبي او رسول حدث له هذا واستجاب لأمنية الشيطان ما عدا نبي الاسلام محمد الذي قرأ امام قريش: "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى، فقال المشركون: ما ذكر (محمد) آلهتنا بخير قبل اليوم. هذا ما جاء في صحيح البخاري ثاني اقدس كتاب عند المسلمين بعد القرآن وذكره الطبري ايضا. فلما سمعت قريش ذلك فرحوا، ومضى الرسول في قراءته للسورة كلها وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين للأوثان ثم تفرقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر.
نتسائل لمن سجد النبي والمسلمين مع المشركين، والمشركون لا يؤمنون بالله ولا يسجدون لغير اوثانهم اللات والعزة ومنات واله القمر؟ ففي هذه الحالة انهم سجدوا مع محمد واتباعه للاوثان عن رضا وقناعة مع مدح محمد لاوثان المشركين اللات والعزة ومنات والتي يعتقد النبي ان شفاعتهن لترتجى.
في انجيل متى اصحاح 4، يذكر لنا القديس متى ان الشيطان حاول ان يجرّب السيد المسيح، ويسيطر عليه لينفذ له رغباته الشريرة، ليشعر الشيطان بالغرور والانتصار على السيد المسيح. فقال الشيطان للسيد المسيح: [ان كنت ابن الله فقل لهذه الحجارة ان تصير خبزا] ليأكل بعد صيام طويل. انتهر السيد المسيح الشيطان قائلا له بحزم: "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ". فخاب ظن الشيطان ولم ينجح في تنفيذ أمنيته مع ابن الله المتجسد. ثم حاول مرة اخرى، وقال الشيطان للمسيح بعد ان أخذه الى اعلى جناح الهيكل المرتفع "إن كنت ابن الله فأطرح نفسك الى اسفل، لأنه مكتوب إنه (الله) يوصي ملائكتة بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلكَ" . فرد السيد المسيح مرة اخرى بجواب قاطع دون ان يخضع لأراداته ولم ينفذ امنيته، قائلا له: "مكتوب ايضا: لآ تجرب الرب الهك "... ولم ييأس الشيطان، فحاول مرة اخرى اغواء السيد المسيح ليشعر بغرور العظمة والكبرياء والانتصار المزيف على رب المجد. فطلب الشيطان من السيد المسيح ان يسجد له فيعطيه مقابل ذلك كل كنوز الأرض وممالك العالم، فجاءه الرد الصاعق من السيد المسيح كلمة الله وروحه: " أذهب يا شيطان لأنه مكتوب: للربِّ إلهكَ تَسجُدُ وإياهُ وحدَهُ تَعبُدُ "، فولى الشيطان هاربا مذعورا وخابت أمانيه. هذا هو الرد الصاعق على الشيطان من كلمة الله المتجسد على الأرض يسوع المسيح، وليس كما فعل نبي الاسلام الذي استجاب لأمنية الشيطان بسرعة ونفذ ما املى عليه من كلام لمدح الآلهة الوثنية لمشركي قريش.
لقد اعترف نبي الاسلام ان له قرينا من الجن والشياطين يدعى الأبيض حسب كتب التراث الإسلامي، كما نجد ان القرآن يضم سورة كاملة من (كلام واقوال الجن) وليس كلام الله الذي يدّعون فقط، وتسمى بسورة الجن. وفيها ان فرقة من الجن والشياطين كانت تستمع للقرآن وتطرب لكلماته و سجعه. "واذ صرفنا اليك نفر من الجن!! الله يرسل نفر من الجن الى محمد ليستمعوا لقرآنه. فقال الجن: " يا قومنا أجيبوا داعي الله (محمد)، وآمنوا به يَغفِرُ لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب أليم"! المراد بداعي الله هو (النبي) حسب كتب التفسير. وان محمد هو من يغفر الذنوب! هنا اصبح محمد غافر للذنوب مثل الله!! لقد تحول القرآن من كتاب يحوي كلام الله كما يدّعون، الى كتاب يحوي كلاما عن الجن والشياطين. وقد استجاب نبي الإسلام للشيطان، فهم يعترفون ضمنا ان القرآن كتابٌ يحوي آيات شيطانية، وعندما كتب الروائي سلمان رشدي روايته بعنوان (آيات شيطانية)، اصدر الخميني فتوى بهدر دمه، وهو نفسه الذي افتى بمفاخذة الرضيعة في كتابه (تحرير الوسيلة)!! فيا عجبا مما نقرأ من السيرة والتاريخ الإسلامي!!
لينغا