ماذا يخيف الغربَ من المسلم؟ - مقالات
أحدث المقالات

ماذا يخيف الغربَ من المسلم؟

ماذا يخيف الغربَ من المسلم؟

أحمد أميرى 

في مقال له اقترح الكاتب دانيال بايبس طرح 93 سؤالاً على المسلم الراغب في الهجرة إلى الغرب، وهي أسئلة كما قال بايبس المعروف بتوجهاته المتشددة مستقاة من آراء محللين غربيين، من ضمنهم مسلمون يعيشون في الغرب.

وقد توغلت الأسئلة في المناطق المعروفة والمجهولة من منظومة القيم لدى الفرد المسلم، لتلقي الضوء على قيمه التي ينظر لها الغرب كتهديد لحضارته. وبطبيعة الحال لسنا ملزمين بالتماهي مع قيم لا تنبع من حضارتنا، ولا التخلي عن قيمنا لأن غيرنا يتوجّس منها، لكن من المهم أن نفهم أسباب تخوّف الآخر، لتكون هذه المعرفة أرضية للحوار معه.

وإذا كان من العسير بلع بعض تلك الأسئلة، لأنها قد تمسّ بالثوابت الدينية والأسس الاجتماعية، فثمة مساحة للأخذ والرد في بعضها الآخر، وحاجة لدور أكبر تقوم به النخب الدينية والفكرية وحتى السياسية، لوضع النقاط على حروف إجابات تلك الأسئلة، أعني أن نكون أكثر وضوحاً، وأكثر ثقة باقتناعنا بإجاباتنا.

من تلك الأسئلة الموقف من تفسير القرآن الكريم على ضوء المستجدات الحديثة، ومن الفوائد البنكية، ومن التقية الدينية، ومن تكفير المسلم، ومن الفصل بين المسجد والدولة، والشرطة الدينية، والإلزام بالصلاة، وعقاب المسلم على عدم صوم رمضان، وأكل الخنزير، وتناول الكحول، ولعب القمار، والزنا والمثلية الجنسية، والتساهل مع حالات القتل بدافع الشرف، والموقف من المرتد عن الإسلام.

وفي محور المرأة جاءت الأسئلة حول ضرب الزوجة الناشز، ومنع النساء من الخروج من المنزل، وحصول الزوج على موافقة زوجته في حال التعدد، وحصولها على حقوق متساوية معه عند الطلاق، وحقها في الحضانة، وفي احترام اختياراتها في اللباس غير الفاضح، وفي السفر من دون محرم، والعمل من دون موافقة الولي، ومنع الاختلاط، وحصر عملها في وظائف معينة، وشغلها المناصب العليا، وإجبار الزوجة على الجماع، وختان الإناث.

وتناول محور التعليم أسئلة حول تعليم الطالب تاريخ الأمم الأخرى، وأن الدين شأن شخصي، ومشاركة الطالبات في الأنشطة الرياضية، لا سيما السباحة، والتحاقهن بالجامعات. وفي محور نقد الذات والتصدي للإسلامويين كانت ثمة أسئلة حول انتشار الإسلام، وجواز النقاش العلمي حول أصوله، وما تمثله «داعش»، والموقف من التدابير الأمنية ضد الإسلامويين، وعما إذا كان حظر المؤسسات التي تمول «الجهاد» يعد تحيّزاً ضد المسلمين، وعما إذا كانت الحرب على الإرهاب حرباً على الإسلام، والموقف من منظمات مثل «حماس»، و«حزب الله»، و«الجهاد الإسلامي».

وفي محور النظرة إلى الآخر، كانت الأسئلة حول تساوي البشر في الحقوق بغض النظر عن أي اعتبار، والقبول بالأديان السماوية والأرضية والسماح لها ببناء دور عبادة، وأفضلية المسلم على غيره، وإخضاع غير المسلمين للشريعة، ومصير غير المسلمين في الآخرة، ومن عقوبات بتر اليد والصلب وقطع الرأس للمدانين بالجرائم، والموقف من جهاد الطلب في هذا العصر، وفرض الجزية، واسترقاق غير المسلمين.

وفي محور النظرة إلى الغرب ومؤسساته، كانت الأسئلة عما إذا كان يمكن الالتزام بالإسلام في ظل حكومة غير إسلامية، والقبول بالدساتير الغربية، والولاء لحكوماتها، والعمل في جيوشها، وعما إذا كانت المؤسسات غير الإسلامية منحلة بالضرورة، وعما إذا كانت الحرية على النمط الغربي شكلاً من أشكال الفساد الأخلاقي قطعاً.

الاتحاد الاماراتية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث