مكافحة الإرهاب ـ تمكنت الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة من جذب الكثيرين من الشباب في فرنسا، من خلال استغلال عدة أسباب منها البحث عن الهوية، وتنشط هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة عبر المساجد والسجون ووسائل التواصل الاجتماعي . وأدركت فرنسا مؤخراً حجم التهديدات التي تشكلها الجماعات المتطرفة في البلاد، ودعت السلطات الفرنسية إلى مكافحة الإرهاب في فرنسا وضرورة تجفيف منابع تمويل التنظيمات والجماعات المتطرفة . حيث لا زالت لجماعات المتطرفة تتلقى دعماً من قطر وتركيا وتكرّس جهودها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي وأذرعه الإعلامية لاستدراج الشباب الفرنسي نحو التطرف وفيما يلى أبرز الجماعات والتنظيمات المتطرفة فى فرنسا . مؤشر الإرهاب عام 2018 وقراءة في شكل الإرهاب عام 2019
فرسان العزة
أنشأت عام 2010 نفسها على أنها مجموعة جهادية واشتهرت بدعواتها الاستفزازية أكثر من أنشطتها العنيفة وفقا لـ”فرانس24″. يعرفون أنفسهم على أساس أنهم من الجهاديين ومن السلفيين إلا أنهم لا يملكون إلا معرفة سطحية بالدين الإسلامي . يعود أول نشاط لمجموعة “فرسان العزة” إلى يونيو 2010 حين قامت مجموعة منهم بالتظاهر في ساحة “لاموت” في مدينة لاموج الفرنسية . قائد المجموعة محمد الشملان . تربطها علاقات مع أشخاص وجهات إسلامية في الخارج متورطين في أعمال إرهابية. و تعمل بأسلوب أشبه بالميليشيات الخاصة ومجموعات القتال. كما أنهم يوفرون لبعض العناصر النشيطة تدريبا مكثفا على تقنيات القتال وسيناريوهات احتجاز رهائن.
ونشر موقع مجموعة “فرسان العزة” على الإنترنت والذي تم إغلاقه لاحقا كتابات من قبيل “إن جماعتنا في حاجة إلى طاقات بشرية للعمل في سبيل الله، نبحث عن كل الكفاءات وخاصة عن جنود. فإذا كنتم تحبون رياضة القتال وتشعرون بأنكم قادرون على التدخل بسرعة عند الحاجة، فإننا نرحب بكم”.ولا يدعو محمد الشملان، الفرنسي من أصول مغاربية بصراحة إلى العنف، إلا أن خطابه يوحي بالتهديد. وخلال تفكيك مجموعة “فرسان العزة” قال الشملان إنه لا يستبعد اعتماد الكفاح المسلح إذا استمر تنامي العداء للإسلام.
اتحاد المنظمات الإسلامية في باريس “UOIF”
يرجع تأسيس الاتحاد إلى “عبدالله بن منصور” وهو طالب تونسي مهاجر متأثر بفكر حركة الاتجاه الإسلامي التونسية بزعامة “راشد الغنوشي”. وقد رفضت السلطات الفرنسية طلبه الجنسية الفرنسية سنة 1990 بسبب صلاته بهذه المنظمة . ويوجد مقر الاتحاد في المنطقة الصناعية بـ”كورناف” في فرنسا، وهو الفرع الفرنسي من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
ينقسم اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا إلى 8 جهات إدارية على حسب درجة الولاء والالتزام:
- العاملون يتكونون من (50) فردًا والأصدقاء( 50) فرداً، والمتعاطفون (100) فرداً.
- القطاعات الخاصة، والتي يعمل بها عدد من الشباب أو لطلبة المسلمين الفرنسيين.
- الرابطة الفرنسية للمرأة المسلمة.
- اللجنة الخيرية ودعم فلسطين.
- جمعية ابن سينا التي تضم الأطباء.
- الإطارات الدينية تنتمي لجمعية أئمة فرنسا، المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الكائن ، ومن مهامه تكوين الأئمة والإطارت الدينية، وفق أيديولوجية “الإخوان المسلمون”.
“جمعية الإخاء الإسلامي سنابل”
بدأت نشاطها لتكوين شبكة علاقات تمتد بين السجناء المتورطين فى الأعمال الإرهابية بالسجون الفرنسية، وتصف نفسها بأنها جمعية “مخصصة للمؤسسة الخيرية للمسلمين فى السجن وعائلاتهم المتضررين من السجن من أحبتهم” من خلال ثلاث ركائز هى “الإيمان، والتمويل والأسرة” وإنها لا تتردد فى إنقاذ السجناء المدانين بالإرهاب. تتلقى دعما ومساعدات معنوية ولوجستية ولديها شبكة علاقات مع متطرفين وإرهابيين . اصدر مجلس الدولة الفرنسى حكماً قضائياً بحل الجمعية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وتجميد أنشطتها فى ديسمبر 2016 . والتحفظ على ممتلكاتها ووضع القائمين على إدارتها تحت الإقامة الجبرية وذلك لتورطها فى تمويل ودعم النشاطات والأعمال الإرهابية.
فرنسيون ومسلمون
أسسها “نزار بورشادة” بعد انشقاقه عن حزب اتحاد الديمقراطيين الفرنسيين بسبب انعدام الديمقراطية داخل هذا الحزب. ويدعو إلى بعض المبادئ والمطالب النمطية التي يحاول هذا الحزب الطائفي التخفي من ورائها ليظهر كحزب كغيره من الأحزاب.
مؤشر الإرهاب عام 2019 وقراءة في شكل الإرهاب لعام 2019
“مجموعة تطبيق تلغرام”
نشطت على مواقع التواصل الإجتماعى عبر الانترنت في باريس وجنوب فرنسا للدعوة لتنفيذ عمليات إرهابية ، وبثت المجموعة مواد دعائية متطرفة تحث على التطرف والكراهية وفقا للمركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات فى 11 يونيو 2019 .
اتحاد الفرنسيين المسلمين
أسسه “نجيب أزرقي” تأسس في شهر نوفمبر من سنة 2012 بزعمتوحيد كل المسلمين الفرنسيين الذين يعانون من التعسف بسبب أحكام النظام المسبقة، بهدف الوصول إلى بديل في إطار المجتمع الفرنسي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وفقا لـ”العرب اللندنية” فى 14 يونيو 2017. ومن أبرز أهدافه أهدافه
- تغيير نظرة المجتمع الفرنسي للدين الإسلامي.
- الإيقاف النهائي للتشويهات التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا.
- مكافحة أسباب فشل سياسات الاندماج.
- الغاء القانون الذي يمنع ارتداء الحجاب في المدارس.
- تسريع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
حزب مسلمي فرنسا
تأسس حزب مسلمي فرنسا سنة 1997 بمدينة ستراسبورغ شرق فرنسا وكان تحت رئاسة محمد لطرش. جمدت السلطات الفرنسية أمواله وأموال جمعيته الثقافية الإسلامية من طرف العدالة الفرنسية بتهمة الدعوة للإرهاب ومساندة الجهاد المسلح. و علاقاته مع اليمين المتطرف المعادي للسامية . فشل حزب اتحاد الديمقراطيين الفرنسيين في الدخول إلى البرلمان الأوروبي. الحزب كان يأمل في الفوز ولو بمقعد واحد، ولهذا فقد قدم نفسه على أنه حزب “علماني” وأنه على شاكلة أحزاب سياسية مسيحية في أوروبا. ويعارض الحزب حظر الحجاب في المدارس وفقا ليورونيوز فى 27 مايو 2019.
مركز الزهراء في فرنسا
ويعد مركز الزهراء من أكبر المراكز في أوروبا وهو يضم حزب معاداة الصهيونية وجمعية الاتحاد الشيعي في فرنسا وتلفزيون فرانس ماريان تيلي. تأسست عام 2005، وتعمل في المجالات الاجتماعية والعائلية والدينية، حيث تنظم الفعاليات الدينية. وقد قامت الشرطة الفرنسية 1 أكتوبر 2018 بمداهمة مركز الزهراء في بلدة غراند سانت شمالي البلاد، حيث أوقفت عددا من مسؤوليه وأعضائه بشبهة (تمجيد حركات متهمة بالإرهاب) كما قامت بتجميد أموال المركز لمدة ستة أشهر. و أعلن وزير الداخلية الفرنسي “كريستوف كاستانير” وفقا لـ”سبوتنيك” فى 20 مارس 2019 اعتزام السلطات الفرنسية حل أربع جمعيات تروج بشكل متواصل لما يسمى “الجهاد المسلح”.
خلية مدينة لينيل
مقرها جنوبي فرنسا، التابعة لإقليم “هيرولت” . اشتهرت بأنها مركز لتجنيد الشباب من أجل الانضمام لصفوف الإرهاب في سوريا، بين عامي 2013 و2014م، حيث انضم منها عدد كبير لصفوف داعش والقاعدة، مقارنة بعدد سكان المدينة، وفقا لمرصد الإزهر فى 15 أبريل 2018.
تمويل الجماعات المتطرفة و مكافحة الإرهاب في فرنسا
صرح “إيمانويل ماكرون” الرئيس الفرنسي فى 26 أبريل 2019 وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” أن الحكومة الفرنسية ستعمل على تشديد الرقابة على تمويل الجماعات المتطرفة داخل البلاد. وأضاف سنشدد الرقابة على عمليات التمويل التي تأتي من خارج فرنسا للجماعات التي تعتنق فكرا متطرفا وسنتعامل معها على أنها تهديد.
الخلاصة
تثير ظاهرة تنامى الجماعات المتطرفة، قلق السلطات الفرنسية كذلك تنامي التيار السلفي الذي يعتبر بوابة العبور لاعتناق الأيديولوجيا الجهادية . وترتكز الجماعات المتطرفة الناشطة في فرنسا خاصة على الدعم والإسناد في العديد من الجبهات، سواء الإعلامية أو القانونية أو العقائدية.فبات من المحتمل زيادة نسبة التطرف في أوساط طلابالمدارس الفرنسية، بالشكل الذي يدعو للقلق ودق ناقوس الخطر لأن الموضوع يثبت صعود تيار قوي من الأفكار المتطرفة في المجتمع الفرنسي.
وتواجه السلطات الفرنسية تحديات كثيرة لفرضِ الأمن على أراضيها، من بين هذه التحديات تنامى أنشطة الجماعات المتطرفة ومكافحة الإرهاب في فرنسا. حيث بات من المتوقع مع تنامى أنشطة الجماعات المتطرقة لاسيما جماعة”الأخوان المسلمين “أن يمتد خطر التطرف إلى قلب المؤسسات الرسمية الفرنسية . كأجهزة رسمية كالشرطة والجيش والنقل العام والمستشفيات . بل أصبح القطاع العام يواجه خطر انزلاق بعض موظفيه نحو التشدد.
لذلك ينبغى على السلطات الفرنسية محاربة الفكر المتطرف بكل تجلياته و مكافحة الإرهاب في فرنسا. أكان الأمر يتعلق بغلق جمعيات وتنظيمات تنشر الفكر المتطرف وتغسل دماغ الشباب لتعبئتهم في مشاريع إرهابية. و ملاحقة شخصيات دينية تنخرط تصرفاتها وخطبها وفتاويها في عملية نشر العنف وتشجيع الإرهاب كذلك تجفيف منابع التيارات المتشددة والتحكم في طريقة تمويلها عبر ضبط السيول المالية التي تنهال عليها من طرف بعض الدول الأجنبية.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=53478&preview=true
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
من هم “فرسان العزة”؟ …. فرانس 24
http://bit.ly/2M4rVyw
فرنسا في مواجهة الجماعات المتطرفة على أراضيها … المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
http://bit.ly/2xZI6Fb
فرنسا.. أحزاب إسلامية تستظل بقوانين علمانية وتحاربها بأفكار أصولية … العرب اللندنية
http://bit.ly/2SEUu77
الانتخابات الأوروبية: حزب مسلمي فرنسا لم ينجح أحد! … يورونيوز
http://bit.ly/2XUOrAZ
فرنسا: السلطات تعتزم حل 4 جمعيات تروج باستمرار لـ “الجهاد المسلح” … سبوتنيك
http://bit.ly/30PBCoK
الشرطة الفرنسية تداهم جمعية إسلامية شيعية وتعتقل 11 شخصا … روسيا اليوم
http://bit.ly/2LyTeSc
فتح ملف “خلية مدينة لينيل” الفرنسية بشأن “دعم” الإرهاب … مرصد الأزهر
http://bit.ly/2YkZent
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات