صلاح يوسف:
الإهداء ،،،
إلى الأستاذ الباحث المرحوم خليل عبد الكريم وإلى الأستاذ الباحث سيد القمني وإلى كل ضحايا الإرهاب المحمدي في هذا الكوكب الجميل !
----------------------------
لا ينتطح عنزان، ولا يترافس حماران، في أن جرائم سيرلانكا لا تفرق من حيث الجوهر عن مذبحة كتّاب ورسامي الصحيفة الفرنسية " شارلي إيبدو " ولا عن حوادث الدهس بالشحانات في ألمانيا وبروكسل، ولو عدنا للنبش والتفتيش في كتب التراث الإسلامي وتاريخ العقيدة المحمدية، لوجدنا ما تشيب له رؤوس الولدان وتقشّعر له الأبدان، من ممارسات محمد بحق المخالفين له بالرأي وفكرة التوحيد، فهو من بدأ بتصفية الشعراء والنقاد جسدياً أمثال كعب بن الأشرف والعصماء بنت مروان وأبو عفك والأسود العنسي وغيرهم !
إن مجرد الاعتقاد بأن عقيدة دينية واحدة من بين 894 ديانة على الكوكب، هي الديانة الوحيدة الصحيحة، وأن " الله " في القرآن هو الإله الوحيد خالق الكون والحياة من دون 894 آلهة – لهو الإرهاب بعينه، والإقصاء بذاته، وهو منبع فكرة التكفير، فإله اليهود " يهوه " إله المسيحيين " يسوع " وإله الهندوس وكل الآلهة هي آلهة باطلة، لأنه ( لا إله إلا الله ) !
• من الأرض إلى السماء .. ومن الحقيقة إلى الوهم .. ومن عذاب وجحيم السلاطين والخلفاء إلى جنة وهمية والحور العين .. ومن الوعي بمحاسبة الخليفة إلى العيش في حمد الله وشكره على قمامة العيش ومزبلة الحياة.
إنها العقيدة التي تؤسس أتباعها على توحيد الإله، وتوحيد كلام الإله ( القرآن ) وتوحيد نبي الإسلام ( محمد )، ليموت كل فكر مختلف، وتتصحر العقول، وتنتحر الأفكار على مذبح الهمجية والتوحش والبربرية !
لقد ساهم الاستعمار البريطاني والمخابرات الإنجليزية ومراكز الاستشراق في مطلع القرن السابع عشر وما تلاه، في اكتشاف أثمن الكنوز التي ستحافظ على شعوب الشرق عبيداً للثقافة الغربية .. شعوبا غير منتجة ولا ناقدة ولا مفكرة ولا مبدعة، لأنها بكل بساطة لا تعيش الحياة التي يسرقها الخليفة وشركاه، ذلك أن أموال الخلافة ومقدارتها والمال العام، هي كلها أموال منهوبة ومقدرات مسلوبة كما رأينا في خليفة الإخوان المسلمين عمر البشير .. عمر البشير لا يختلف عن خلفاء بني عثمان وبني أمية وبني العباس ولا عن اللص أبو هريرة. فلماذا يتمكن اللصوص من الحكم والاستبداد طوال هذه القرون ؟!
تقوم العقيدة المحمدية على فكرة الاعتقاد بالحياة الأخرى بعد الموت، حيث الخلود والرياحين والخمور وأنهار العسل واللبن وحيث النخيل ( لا يوجد مانجو ! )، ويتلخص دور المسلم في هذه الحياة في التعبد والدعاء والتهجد والصلاة والصيام والحج وذبيحة الأضحى والاحتفال بعاشوراء وليلة منتصف شعبان .. كل الحياة وأنماطها وأنساقها لا هدف لها إلا جمع الحسنات من أجل الفوز بالجنة بعد الموت، وهكذا يموت كل اهتمام بالحياة، فلا علوم، ولا زراعة، ولا صناعة، ولا مؤسسات، ولا جامعات، ولا مراكز أبحاث .. في دنيا فانية، زائلة، حقيرة، فالآخرة ( خير وأبقى ) !
لمحة عن تاريخ تطور الآلهة !
لقد عاشت البشرية القديمة، ما قبل النهضة الصناعية والعلمية الأوروبية، مراحل من الجهل والظلام والسذاجة والطفولية، ذلك أن إنسان ما قبل النهضة، لم يفهم جميع ظواهر الطبيعة، من تعاقب الليل والنهار أو ظاهرتي البرق والرعد أو الزلازل أو البراكين أو الأعاصير، فما كان منه إلا تخيل قوة عاتية جبارة تقف خلف كل هذه القوى العاتية.
ولأن عقيدة الإسلام والقرآن قد اكتملتا قبل النهضة الصناعية، فسنجد أن القرآن يجهل تماما كروية الأرض أو مركزية الشمس، فحركة الشمس الظاهرة بالعين المجردة في القبة السماوية ما هي إلا ( والشمس تجري لمستقر لها ) ومستقرها يوميا بعد الغروب في مكان ما تحت العرش الإلهي كما أخبر محمد رفيقه أبا ذر الغفاري !
أما تعاقب الليل والنهار فلم يكن نتيجة دوران الأرض حول نفسها كما اكتشف كوبرنيكوس في القرن السادس عشر، بل إن الليل والنهار معجزتان وآيتان من آيات الإله ( إن في اختلاف الليل والنهار لآية لقوم يعقلون ) .. ( وجعلنا آية الليل تمحو آية النهار ) .. ( والليل إذا يغشاها والنهار إذا جلاها ) .. وإلخ من الآيات التي تؤكد بأن مؤلف القرآن كان عاجزاً عن فهم تلك الظواهر.
فماذا عن الرعد والبرق ؟؟ سألت جماعة من اليهود محمدا عن الرعد، فقال ( هو ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار ) !
وماذا عن السائل المنوي ؟؟؟ يقول مؤلف القرآن ( فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ) والصلب هو ظهر الذكر والترائب هي عظام صدر المرأة، وكل هذه تصورات قديمة غير علمية ولا تمت بصلة للحقائق البيولوجية الحديثة، ذلك أن مصدر السائل المنوي هو خصيتي الرجل ولا علاقة مطلقا للمرأة بهذه السائل كما كان يتخيل مؤلف القرآن !
في محاولة للختام،
عقيدة التوحيد عملت على إلغاء وإقصاء جميع الأديان بل وجميع الأفكار التي تبدي ولو تعارضا ضمنيا مع القرآن، ومن هنا ترسخ الاعتقاد بأن أتباع هذه العقيدة وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة والثابتة وأن الجنة لهم وحدهم وأن باقي البشر إلى النار وبئس القرار !
ربما كان لتعليم مادة ثقافية تستعرض عدة أديان ومعتقدات وليست عقيدة واحدة أثر عميق في نبذ الإقصاء والتطرف، كما نقترح تعليم مادة نقدية علمية لمقارنة المعارف القديمة التي قدمتها الأديان مقابل المعارف الحديثة التي قدمها العلم ما بعد النهضة الأوروبية !
أخيرا، لن ينتهي الإرهاب والقتل والهمجية طالما أن هنالك من يعتقد بأنه ( لا إله إلا الله ) !