تعيش العواصم الأوروبية على وقع جدل سياسي ونقاش محتد على وسائل الإعلام بشأن العودة المرتقبة لآلاف الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش وقاتلوا في صفوفه سنوات، كيف ستستقبلهم دولهم الأصلية وماذا تفعل بهم؟ في وقت تستعد فيه قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على آخر جيب للتنظيم المتشدد في شرق سوريا.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي إنها تحتجز 800 مقاتلٍ أجنبي في سجونها، بالإضافة إلى 700 امرأةٍ و1500 طفلٍ موجودين في المخيمات.
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد الماضي الدول الأوروبية باستعادة مواطنيها الدواعش من سوريا، مهدداً بأنه إذا لم يحدث ذلك "سيتم إطلاق سراحهم" لكن من جانبها تؤكد قوات سوريا الديمقراطية أنها لن تطلق سراح المقاتلين الأجانب المحتجزين لديها، غير أنها لا تخفي تخوفها من أنهم قد يفرون في المستقبل في حال تعرضت المنطقة لهجوم.
وحالياً تدرس الدول الأوروبية سبل التعامل مع مواطنيها الراغبين في العودة بما في ذلك إجراء تحقيقات مع المتهمين بارتكاب جرائم ومحاكمتهم.
لكن الإشكالية الآن أن دبلوماسيي الدول الأوروبية لا يمكنهم العمل في منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية لأنها لا تحظى باعتراف دولي، وفي الوقت نفسه تتخوف تلك الدول من عدم وجود وقت كاف أمامها لاتخاذ إجراء، بعد قرار ترامب سحبَ القوات الأمريكية وقِوامها 2000 جندياً من سوريا.
وبحسب ما أعلنته وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي “يوروبول”، هناك 5000 أوروبي يقاتلون في صفوف داعش، معظمهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، غادروا بلدانهم للقتال في سوريا والعراق، حوالي 1500 منهم عادوا بالفعل إلى أوطانهم.
ونشرت وكالة رويترز للأنباء الثلاثاء تقريرا بأعداد المقاتلين في سوريا والعراق حسب الدول.
مئات البريطانيين في سوريا
يقول المسؤولون البريطانيون إن عدد البريطانيين الذين توجهوا إلى سوريا وانضموا إلى تنظيمات إرهابية من بينها داعش يقارب الـ 900 لقي خُمس هذا العدد حتفهم بينما عاد نصفهم، ما يعني بقاء 360 بريطانياً في سوريا حتى الآن.
لكن يؤكد المسؤولون البريطانيون أن ليس كل من سافر إلى هذه المنطقة متشدد، فالبعض منهم ذهب لأغراض خيرية حقيقية، ولا كل من غادر بهدف القتال انضم إلى داعش لكن معظم من بقي منهم حتى الآن في سوريا يُعتقد بأنهم من العناصر المتشددة.
لقيت قضية المقاتلين البريطانيين المنضمين لداعش اهتماماً كبيراً في بريطانيا في الأيام الأخيرة بعدما أجرت مؤسسات إعلامية مقابلات مع شميما بيجوم، البالغة من العمر 19 عاماً، والتي غادرت لندن حين كانت طالبة ثم تزوجت مقاتلاً في داعش.
عائلات بلجيكية في سوريا
بحسب مركز تقييم التهديدات البلجيكي، غادر 442 بلجيكياً بلدهم وتوجهوا إلى سوريا والعراق، عاد منهم 130 شخصاً، فيما قُتل 142 آخرون.
وفي الوقت الحالي تحتجز قوات سوريا الديمقراطية ستة رجال بلجيكيين و17 امرأة و32 طفلاً، بينما يوجد رجلان فقط من بلجيكا في سجون العراق.
أعداد قليلة من الدنماركيين
تظهر إحصاءات صدرت عن جهاز الأمن والمخابرات الدنماركي في يناير من العام الماضي، أن هناك نحو 150 شخصاً غادروا الدنمارك إلى سوريا والعراق منذ صيف عام 2012 بهدف الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة هناك.
وتؤكد الإحصائيات عودة أكثر من ثلث هذا العدد إلى الدنمارك، بينما قُتل ربعهم تقريباً، أما الآن، فلا يوجد سوى خُمس هذا العدد في منطقة الصراع فيما فر الباقون إلى دول أخرى خارج سوريا والعراق.
300 فرنسي قُتلوا في سوريا
تشير تقديرات مسؤولين فرنسيين والمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي إلى أن 800 إلى 1500 شخصاً غادروا فرنسا للانضمام إلى داعش، ويقدر المسؤولون الفرنسيون أن نحو 300 منهم قُتلوا هناك وأن 300 عادوا إلى فرنسا.
وتقول مصادر فرنسية إن من بين المتبقين في سوريا والعراق نحو 150 مواطناً فرنسياً تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا.
عشرات الألمان في قبضة سوريا الديمقراطية
تقول السلطات الألمانية إن حوالي 1050 ألمانياً توجهوا إلى سوريا والعراق منذ العام 2013 وعاد ثلثهم، وحالياً يوجد في سوريا والعراق 270 امرأة وطفلاً من ألمانيا، وتقدر وزارة الداخلية عدد الألمان الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية بالعشرات.
315 من هولندا
ترجح وكالة الاستخبارات الهولندية مغادرة 315 هولندياً إلى سوريا أو العراق بغرض الانضمام للمتشددين وتقول إن نحو ثلثي هذا العدد من الرجال والثلث من النساء، وإن 55 منهم عادوا إلى هولندا بينما لقي 85 حتفهم في مناطق الصراع وظل 135 في سوريا والعراق، بينما ينتشر 40 اخرون في دول أخرى.
وتقول رويترز إن هناك حوالي 175 طفلاً، ممن لهم حق الحصول على الجنسية الهولندية، موجودون في سوريا حالياً.