تعرّف على قصة الخليج مع المسيحية والمسيحيين - مقالات
أحدث المقالات

تعرّف على قصة الخليج مع المسيحية والمسيحيين

تعرّف على قصة الخليج مع المسيحية والمسيحيين

من المقرر أن يبدأ البابا فرنسيس، اليوم الأحد، زيارة تستغرق يومين لدولة الإمارات، في زيارة تعد الأولى لحبر أعظم على الإطلاق إلى شبه الجزيرة العربية، حيث سيشارك البابا في لقاء بين الأديان ’الأخوة الإنسانية‘، وسيترأس قداسًا أثناء الزيارة.

يقول مدير المعهد اللاهوتي في جامعة سانت ماري الدكتور يعقوب فيليبس، إن البابا من النوع الذي يصدر قرارات تثير الدهشة، ويقدم على أمور غير متوقعة، لذلك فإنه من المنتظر منه عبور حدود قد لا يعبرها الآخرون وهو يتحدث عن الفقراء ومعاناتهم، فهو لم يعرب عن قلقه من تزايد عدد المهاجرين المسلمين لأوروبا، فهو ليس من النوع الذي يعتبر ذلك تهديدًا للمسيحية أو الحضارة الأوروبية، وهو يمارس ضغوطًا كبيرة على المؤمنين والكنائس لترحب باللاجئين ويسعى دائمًا للحوار.

ربما تبدو هذه هي الحلقة الخيرة في مسلسل العلاقة بين المسيحية والمسيحين من جانب ومنطقة الخليج من جانب آخر، ولكن البداية كانت قديمة جدًا.

تاريخ

ترجع العلاقة بين المنطقة والمسيحية إلى القرن الرابع الميلادي وقد عُثر على آثار لمجتمعات مسيحية في منطقة القصر بالكويت الحالية وسير باني ياس في الإمارات.

ويقول التاريخ إن بعض القبائل العربية التي كانت على صلة بمركز المسيحية في الحيرة بوسط العراق ربما ساهموا في انتشارها في الخليج، كما أن اضطهاد النساطرة في الإمبراطورية الفارسية بين عامي 309 و379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية ربما للخليج.

وبعد عام 410 رصد المؤرخون وجودًا مسيحيًا مكثفًا في المنطقة ممثلاً في كنائس وأديرة وكهنة، وتركزوا بشكل أساسي في شمال شرق شبه الجزيرة العربية. وفي الجنوب كانت هناك كنيسة بيت قطرايي والتي امتد مجالها من قطر إلى صحار في سلطنة عُمان، وقد تم العثور على آثار لمجتمعات مسيحية في هذه المنطقة أيضًا. وفي القرن السابع الميلادي انتشر الإسلام في منطقة الخليج العربي حيث بات الدين المهيمن حتى اليوم.

المسيحية اليوم

مع الطفرة النفطية في منطقة الخليج وفد إليها الكثير من الأجانب وكان من بينهم مسيحيون. وتشير التقديرات إلى أنه يوجد في الإمارات ما يزيد عن مليون مسيحي. كما يوجد في دبي الكثير من الكنائس وجميعها على أراضٍ تبرع بها الحاكم الحالي الشيخ محمد بن راشد.

وقبل ذلك في عام 1966، عام اكتشاف النفط هناك، تبرع الشيخ راشد بقطعة أرض لإرسالية مسيحية من الرومان الكاثوليك. وتطورت المدينة من حول كنيسة سانت ماري، التي توجد الآن بجانب طريق مزدحم في قلب مدينة دبي.

وتمتاز الطقوس المسيحية في الإمارات بإقامة الصلاة الرئيسية يوم الجمعة، فهو يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للكثيرين. وتستضيف الكنائس عشرات الخدمات الكنسية باللغتين الإنجليزية والعربية، وكذلك لغات أخرى من التاغالوغية إلى مالايالامية.

ويقول الأب ليني كونولي، كاهن كنيسة سانت ماري: "نرى حوالي 7000 شخص في قداس الجمعة". ولا يستطيع الأب ليني تحديد عدد الكاثوليك في دبي، وغالبيتهم من الهند والفلبين، لكنه كان واضحًا في ما تقدمه دبي: "لم نكن نتوقع كل هذه الحرية، ونتمتع بحرية العبادة وممارسة شعائر ديننا في هذا المكان".

وهذه ميزة مهمة جدًا، خصوصًا أنه لا توجد في دبي أية دلائل أو رموز لدين آخر غير الدين الإسلامي، فالكنائس لا يمكنها وضع الصليب، ولا يسمح بالتبشير، ومن يحاول نشر دينه أو معتقده أو إقناع المسلمين بترك الإسلام يواجه عقوبة السجن أو الترحيل.

وتختلف دولتا البحرين والكويت في أن بهما مواطنين مسيحيين وليس فقط من الوافدين. فعددهم في البحرين نحو ألف وفي الكويت 500. ويبلغ إجمالي عدد المسيحيين في البحرين نحو 250 ألف شخص وفي الكويت نحو نصف مليون. وكانت أول كنيسة خليجية افتتحت في البحرين عام 1939، وتوجد سبع كنائس كاثوليكية في الإمارات وأربع في عمان وثلاث في الكويت.

وفي عام 2008 افتتحت في قطر أول كنيسة على أراضيها منهية بذلك نصف قرن من ممارسة عشرات آلاف العمال الاجانب طقوس العبادة سرًا. وتبرع الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر حينئذ بالأرض التي بنيت عليها الكنيسة، وكلفت 15 مليون دولار وتقع على مشارف العاصمة الدوحة، كما أقر الامير بناء خمس كنائس اخرى لكنائس مسيحية مختلفة. ويقول ممثلو الكنائس المسيحية إن هناك 150 ألف مسيحي في قطر، حوالى 90 في المئة منهم كاثوليك، من الفيليبين وغيرها من الدول الآسيوية.

وبالنسبة للسعودية تشير التقديرات إلى وجود نحو مليوني وافد من المسيحيين، وكانت إقامتهم لشعائرهم محظورة، ولكن مؤخرًا وفي ظل التغييرات التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، أقيم قداس خلال زيارة بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني للرياض العام الماضي. وفي عام 2017 قام البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بزيارة السعودية. وكانت صحيفة الإيكونوميست البريطانية قد نقلت عن مستشار ملكي سعودي قوله "إن مدينة نيوم في أقصى شمال غرب المملكة من الأماكن المحتملة لافتتاح كنيسة".

حقائق عن الكاثوليك

تهتم النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، التابعة للفاتيكان، ومركزها في المنامة في البحرين، بشؤون الرعية الكاثوليكية في كل من البحرين والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية. ووفقًا لأحدث أرقام الكنيسة في عام 2017، يتوزع الكاثوليك من حيث العدد في تلك الدول كالتالي:

ثمانون ألفًا في البحرين، وثلاثمئة ألف في قطر، وثلاثمئة وخمسون ألفا في الكويت، ومليون وخمسمئة ألف في السعودية. ولا تسمح السلطات السعودية ببناء الكنائس على أرضها، وتمنع كل دول الخليج المسيحيين من التبشير.

في الكويت سمحت السلطات ببناء كنيستين هما الوحيدتان المعترف بهما رسميًا، وهناك أيضًا صالة للصلاة لم يسمح بتحويلها الى كنيسة. في قطر هناك كنيسة كاثوليكية كبيرة جدًا، اضافة إلى كنيسة للسريان الملبار الكاثوليك وأخرى للملنكار الكاثوليك وثالثة للموارنة. أما في البحرين فتقول الكنيسة إن هناك كنيسة في المنامة وإن الاعمال جارية لبناء كاتدرائية النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، على أرض وهبها الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.

الأغلبية الساحقة من المسيحيين في الخليج هم من الاجانب الذي يعملون فيه، وبينهم كثر من الفيليبين والهند. وقد حثت الكنيسة الكاثوليكية في الماضي المملكة العربية السعودية على رفع القيود عن ممارسة الطقوس الدينية المسيحية والسماح ببناء الكنائس للمسيحيين.

أما النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية، فهي تهتم بشؤون الكاثوليك في الإمارات وعمان واليمن. وتقول على موقعها على الانترنت إن عدد الكاثوليك في تلك الدول تسعمئة وثمانية وتسعون ألفًا وخمسمئة، وإن عدد الرعايا هو 16 معظمها في الإمارات وبعضها في عُمان. أما في اليمن فتقول إن هناك كنيسة واحدة.

بي بي سي عربية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*