هسبريس - الأناضول
نظّم العشرات من مسيحيي العراق المقيمين في لبنان وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة وسط بيروت؛ لإعلان رفضهم المطلق العودة إلى بلادهم، ومطالبتهم الحثيثة بتأمين هجرة تليق بحياة جيدة يتطلعون إليها.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بتجاهل قضيتهم ومطالباتهم المتكررة بالهجرة، مطالبين بتسريع أوراقهم المعلقة في السفارات الأجنبية المختلفة.
وفي حديثٍ صحافي، على هامش الاحتجاج، عبّر الشاب إيهاب شروان، 29 عاماً من سهل نينوى، عن بالغ استيائه مما يتعرضون من معاملة سيئة داخل سوريا أو خارجها.
وأضاف مطالباً: "يجب على الدول الغربية تسريع ملفات الهجرة التي قدمناها، فما زلنا نسأل منذ أعوام عن الرد ولا نتلقى أي اعتبار من أحد؛ ذلك على الرغم من أن العالم برمته عاين ما تعرضت له مناطقنا المسيحية من ظلم واضطهاد".
وتابع المتحدث: "الحياة في لبنان مكلفة جداً، والدخل دون الحد المطلوب، وقد ضاق بنا الحال للحد الذي لا يُحتمل؛ فلبنان لا يحتمل اللاجئين، هو يضيق بساكنيه أصلاً".
وعن اختيار مقر الأمم المتحدة للاعتصام، قال شروان: "قد اخترنا الاعتصام هنا لأننا كلما عاودناهم بالسؤال قالوا إنه لا هجرة للعراقيين والدول لا تريد استقبالنا؛ لكن السؤال الحقيقي هو لماذا هذا الموقف؟".
من جانبها، رفضت أمينة شابه فلفل، 48 عاماً من نينوى، أيّ اقتراح بالعودة إلى العراق، مضيفة: "لماذا علينا أن نفكر في العودة إلى العراق بعد التدمير الذي تعرضت له مناطقنا وبيوتنا، وزد عليها غياب الأمان الذي يعبث بحياتنا كأقلية في تلك البلاد، ونحن ما عدنا نأمن على أنفسنا من أحد أصلاً".
ورأت فلفل أن الهجرة التي تتطلع إليها لا تعنيها شخصياً بل تتوسم أن يلقى أولادها حياة أفضل من تلك التي عاشتها في العراق وفي بلاد النزوح التي لجأت إليها.
السبعيني جلال متّي حمّل مسؤولية ما آل إليه الواقع العراقي للحكومة قائلاً: "الواقع في العراق بات طائفياً، ونحن الفئة التي يتعدى عليها الجميع، ولم يعد العراق يتسع لكل أبناء شعبه ببركة السياسيين الذين يقبضون على عنق البلاد كلها لأجل الحفاظ على مناصبهم ومواقعهم".
من جانبها، اشتكت العراقية نجاد شاكو، 45 عاماً من نينوى أيضا، من غلاء المعيشة في لبنان؛ لكنها على مرارة، أضافت: "مع ذلك، لا يمكننا أن نعود إلى العراق لنبني كل ما هُدّم من الصفر.. وحين ينهض حالنا من جديد، تأتينا هجمة أخرى ممن نعلمه وممن لا نعلمه كما يجري في كل مرة".
واستطردت بالقول: "قدّمنا طلباً للهجرة منذ سنة ونصف السنة، وفي كل مرة نُستدعى إلى مقابلة؛ لكنها لا تتلقى إثر ذلك رداً بالرفض ولا بالقبول. وإذا ما راجعت الجهات المختصة قيل إن العراقيين لا يمكنهم الهجرة في هذا الوقت عليهم متابعة هذا في وقت لاحق".
فاروق هرمش، 39 عاما من نينوى، والذي يقيم في لبنان منذ 7 سنوات، أكد ما قيل حين ذكر: " لقد أنجزت كل الملفات المطلوبة للهجرة إلى كندا منذ العام 2014؛ لكننّي لم أجد أياً من الأجوبة".
تجدر الإشارة إلى أن الهجرة الأخيرة المسيحية بلغت ذروتها أواخر العام 2013 مع دخول مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الموصل، مركز محافظة نينوى. ووصل عدد المسيحيين العراقيين القادمين من الموصل إلى أكثر من 8000 شخصاً منذ بداية الأزمة، حسب ما ذكره المطران ميشال قصارجي، رئيس طائفة الكلدان في لبنان.