قصة قانون حظر غطاء الرأس في الكونغرس..رفضه نائب أصلع وكسرته صومالية الأصل - مقالات
أحدث المقالات

قصة قانون حظر غطاء الرأس في الكونغرس..رفضه نائب أصلع وكسرته صومالية الأصل

قصة قانون حظر غطاء الرأس في الكونغرس..رفضه نائب أصلع وكسرته صومالية الأصل

بعد حظر دام 181 عاماً، أقر الكونغرس الأمريكي تعديلاً في قانونه الداخلي يسمح بارتداء العلامات الدينية من بينها الحجاب، حتى تتمكن النائبة الديموقراطية المنتخبة المحجبة إلهان عمر من حضور الجلسات، لتصبح أول شخص يسمح له بارتداء غطاء الرأس منذ قرنين من الزمن.

وصادق مجلس النواب الأمريكي ذو الأغلبية الديموقراطية بداية يناير/كانون الأول الجاري على التعديل الجديد الذي يسمح بارتداء غطاء رأس لدواعي طبية أو دينية فقط. ويتضمن التعديل الحجاب باعتباره "فرضاً"  وليس رمزاً حسبما يرى المسلمون بالإضافة إلى القلنسوة اليهودية والعمامة لدى السيخ.

وتعد إلهان عمر(36 عاماً) ثاني مسلمة تدخل الكونغرس بعد رشيدة طليب وأول محجبة وأول مواطنة أمريكية من أصول صومالية.

وقبيل التصويت على التعديل، غردت إلهان قائلةً: "لا أحد يضع غطاء الرأس سواي. إنه خياري. أنا من يحظى بالتعديل الأول...ليس هذا الحظر الأخير الذي سأعمل على إلغائه".

ثم غردت عقب رفع الحظر قائلةً: "بالأمس صوت الكونغرس لرفع الحظر عن ارتداء غطاء الرأس في قاعته عقب 181 عام من المنع ليصبح أكثر شمولية للجميع. أشكر زملائي على الترحيب بي وأتوق إلى إلغاء الحظر على سفر الكثير من المسلمين ليكونوا بجانب ذويهم في أنحاء الولايات المتحدة" في إشارة لقانون جديد وضعه ترامب يحظر منح التأشيرات للمواطنين من الكثير من البلدان ذات الأغلبية الإسلامية.

أسباب مثيرة للمنع

يوم 14 سبتمبر/ أيلول 1837 تبنى الكونغرس نصاً يمنع عضو الكونغرس من ارتداء قبعة داخل القاعة أثناء جلسات مجلس النواب، ودون أن تخضع هذه القاعدة الداخلية لأي مناقشات أو تصويت تم إقرار القاعدة وأصبح نصها النهائي: "يظل كل عضو حاسر الرأس (مكشوف الرأس)خلال جلسات مجلس النواب". وكان هذا تحولاً كبيراً خاصة وأن جميع النواب كانوا يرتدون القبعات أثناء الجلسات كما في الحياة العامة في تلك الفترة.

وجاء قرار منع غطاء الرأس البرلمان على أرضية الكونغرس عقب محاولات عديدة، بدأها النائب عن ولاية فرجينيا تشارلز ميرسر عام 1822. ونصت القاعدة التي اقترحها ميرسر على أنه: "لن يبق أي عضو في القاعة مغطى الرأس خلال دورة مجلس النواب" لكنه قوبل بالرفض رغم حصده 63 صوتاً كما رفضت ثلاث اقتراحات مماثلة.

الاقتراح الأول عرضه جورج ماكدوفي من ساوث كارولينا في عام 1828، جادل ماكدوفي بأن "بحر القبعات الكبيرة التي يرتديها الأعضاء تكتم الصوت وتصعب سماع المناقشات" لكن لويس ويليامز من نورث كارولينا، تذرع بأن الأعضاء لا يوجد لديهم مكان لوضع قبعاتهم به لحين انتهاء الجلسات حيث لم يكن لدى المجلس في هذا الوقت حتى مرحاضاً.

كذلك رفض النائب جون م. باتون من ولاية فرجينيا  الاقتراح واعتبر القبعات "رمزًا لاستقلال مجلس النواب". في إشارة إلى أن أعضاء مجلس العموم في إنجلترا كانوا "يرتدون قبعاتهم بشكل دائم في الجلسات" لإظهار حرية الشعب الإنجليزي من السيطرة التنفيذية للملك.

أما الاقتراح الثاني من جيمس بولك من تينيسي في عام 1833، فكان أكثر هذه الاقتراحات حظاً وكان ينص على أن "الأعضاء يجب أن يكونوا مكشوفي الرؤوس في مجلس النواب، ما لم يكن لديهم إجازة خاصة من رئيس مجلس النواب". وأدى الاقتراح إلى مناقشة حية لكنه رفض خاصة مع طلب النائب جون ماربل، وهو مشرع أصلع من ولاية تينيسي، بأن يعفى من حظر ارتداء القبعة لأسباب شخصية. وكان يرتديها على مدار العام اتقاءً للبرد شتاءً ولإبعاد الذباب صيفاً.

وقدم جيمس باركر من ولاية نيو جرسي الاقتراح الثالث في عام 1835. وقوبل بالاعتراض المعتاد بأن القبعات تقليد وروتين، في هذه الفترة للرجال والنساء على السواء، وبأنه ينبغي احترام هذا التقليد الاجتماعي.

الكونغرس في عيون الأجانب...مكان فظ

وكانت انتقادات عديدة وجهت للكونغرس وأعضائه سبباً في هذا المنع. إذ اتهم بعض الضيوف الأجانب الأعضاء الأمريكيين بأنهم يفتقدون اللباقة وغير لائقين لمنصبهم لكثرة تدخينهم السجائر وتناول الخمور وحمل الأسلحة ورفع المجلات أثناء المناقشات". وقال الدبلوماسي الفرنسي ألكسيس دي توكفيل عن الكونغرس آنذاك "ربما تصدم حين ترى السلوك المبتذل لهذا التجمع الضخم من النواب في المجلس الأمريكي العظيم".

ومن الأمور التي أدت إلى حظر ارتداء القبعات في الكونغرس بعد كل هذه السنوات أن ميرسر الذي قدم أول اقتراح لحظرها ترقى وأصبح رئيس اللجنة المختارة حول قواعد البيت. وبذلك "طوي" حظر القبعة في مجموعة من القواعد التي صوت عليها الأعضاء معاً دون نقاشات منفصلة.

وعقب إقرار هذه القواعد غضب الكثير من النواب وتم رفع الجلسة وعلق النائب عن ولاية كارولينا الشمالية جيسي بينوم على القرار حينها بالقول "لن نعرف أين سيتوقف هذا المنع يمكن أن يكون حظر التدخين هو التالي". وهو ما حدث بالفعل في عام 1871 حين تم حظر التدخين داخل قاعات المجلس.

تقبل أعضاء الكونغرس قرار المنع طيلة 100 عام، حتى فازت الناشطة النسائية بيلا أبزوغ وهي محامية من نيويورك بعضوية مجلس النواب عام 1970 وكانت تشتهر بارتداء القبعات الضخمة واصفة طريقة لبسها بأنها "كانت الطريقة الوحيدة لإظهار جديتها أثناء اجتماعها مع المحامين الذكور".

ورغم أن أبزوغ تعهدت بارتداء قبعاتها على أرضية الكونغرس إلا أنها فشلت ورفض الحارس إدخالها بالقبعة ذات مرة واضطرت للتخلي عنها بعد ذلك.

وكان التحدي الحقيقي لقانون حظر ارتداء غطاء الرأس بالكونغرس عام 2011 بعد فوز النائبة فريديريكا س. ويلسون في الانتخابات. واعتادت ويلسون ارتداء قبعات رعاة البقر الملونة البراقة، وقالت آنذاك إنها ستسعى للحصول على إذن بارتداء قبعاتها في الجلسات، لكنها اضطرت للتخلي عن الفكرة بعد فشلها في ذلك.

المثير أن ويلسون لا تزال غير قادرة على ارتداء قبعاتها المحببة حتى الآن لأن التعديل يسمح بارتداء أغطية الرأس لأسباب دينية أو طبية فقط. ويحسب هذا التعديل لإلهان عمر ما جعل العديد من الصحف العالمية تصفه بـ "الإنجاز".

ما يميز الدورة البرلمانية الحالية للكونغرس كذلك أنها تتضمن مشاركة عدد قياسي من النساء ونواب من أقليات لاتينية الأصل و من السكان الأصليين و الأميركيين المنحدرين من أصول أفريقية ومن مثليي الجنس.

رصيف 22

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*