قالت حسابات معنية بأوضاع معتقلي الرأي في السعودية إن السلطات أجبرت الفنان الكوميدي السعودي المعروف فهد البتيري على تطليق زوجته الناشطة السعودية لُجين الهذلول المعتقلة في سجون المملكة منذ أشهر.
وقبل بضعة أيام، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن السعودية اختطفت البتيري من غرفته بفندق في الأردن، وأعادته إلى المملكة، وفق ما علمت من شخصين كانا على علم بتلك الواقعة.
في حين ذكر حساب "مُعتقلي الرأي" في تويتر، الذي يتابع أحوال سجناء الرأي في المملكة، الخبر، وأفاد في تغريدة يوم الأربعاء: "تأكد لنا أن السلطات أرغمت فهد البتيري (الكوميدي المعروف) على الطلاق من زوجته الناشطة لجين الهذلول المُعتقلة منذ منتصف مايو الماضي".
هذه المعلومة أكدها الخميس موقع “العربي الجديد” الذي قال إن ثلاثة مصادر أكدت صحة ما تم تداوله عن إجبار البتيري على التخلي عن زوجته وتطليقها.
وتعد لجين الهذلول الناشطة في مجال حقوق المرأة، واحدة من عدة نساء كُن قد دشن قبل سنوات حملة داعية للسماح بقيادة المرأة للسيارات في بلادها، قبل أن يصدر أمر ملكي يقرَ ذلك بدايةً من 24 يونيو الماضي، بينما كانت هي قيد الاحتجاز في تلك اللحظة التاريخية من عمر النساء في المملكة.
وقبل عدة أشهر من مقتله، تطرق الكاتب الصحافي جمال خاشقجي إلى قضية لجين الهذلول، في مقابلة سابقة مع صحيفة "واشنطن بوست". خاشقجي طُلق بدوره من زوجته حين غادر المملكة العام الماضي، وأجبرت السلطات زوجته على طلب الطلاق، بعد منعها من السفر إليه حين لجأ إلى الولايات المتحدة.
وحينذاك اعتبر خاشقُجي ما حدث مع لجين "بمثابة تخويف"، مُوضحًا أن اعتقالها كان لـ"تعليم هؤلاء الناس درسًا، مما يجعل (بقية) الناس خائفين".
وفي مارس الماضي، عادت لجين الهذلول من أبو ظبي، حيث كانت تدرس، إلى السعودية. وفي غضون ذلك طُلب منها التوقف عن الكتابة أو توجيه انتقادات عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد بضعة أشهر، تم اعتقالها وسجنها ووصفت بأنها "خائنة وعميلة للسفارات الأجنبية" في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة.
وفي العام 2013، نشر زوجها أغنية ساخرة بعنوان "لا يا امرأة لا تقودي" في قناته على "يوتيوب". وانتشرت بشكل كبير إذ شاهدها 12 مليون شخص، نتيجة تطرقها للقضية الحساسة آنذاك، وهي قيادة المرأة للسيارات.
أغنية فهد البتيري، المُقتبسة موسيقياً من لحن أغنية المغني الجامايكي بوب مارلي "no woman no cry” عرضت في كبرى الشبكات الإخبارية الدولية.
وفي تصريحات لـ"واشنطن بوست"، قال مسؤولون أردنيون لعائلة فيصل جربا، وهو شيخ قبيلة سعودي بارز، إنهم كانوا عاجزين عن وقف اختطاف البتيري (في أوائل يونيو الماضي) وترحيله إلى السعودية. وأضافوا: "هذا أكبر منا".
جاءت هذه التصريحات في معرض تقرير للصحيفة عن تاريخ الملاحقات المُستمرة من قبل السعودية لمعارضيها، خارج المملكة، تطرق إلى واقعة اختطاف زوج لجين الهذلول من الأردن أيضًا، إلى جانب معارضين آخرين.