الذباب الألكترونى..واحتواء السوشيال ميديا - مقالات
أحدث المقالات

الذباب الألكترونى..واحتواء السوشيال ميديا

الذباب الألكترونى..واحتواء السوشيال ميديا

مجدي خليل

انتبه المستبدون لخطورة وسائل التواصل الاجتماعي بعد الثورات السلمية في الشرق الأوسط، فالثورة الخضراء فى إيران والتى قمعها آيات الله سميت " بثورة تويتر"، وثورة 25 يناير في مصر سميت " بثورة الفيس بوك"، حتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اطلق عليه الرئيس التويترى نظرا لأستخدامه موقع تويتر كأداة رئيسية للتواصل مع الناس والرد على خصومه. وحتى حركة نقد الإسلام لم تجد إلا السوشيال ميديا كفضاء حر لتمددها ووصولها للناس حتى خرجت العبارة " الإسلام أنتشر بالسيف وسيسقط بالفيس"، لتبين الأثر القوي لوسائل التواصل الإجتماعى فى إسقاط شبح الخوف من الإسلام.

ولهذا قام المستبدون بحركة واسعة مضادة لتحجيم تأثير وسائل التواصل الأجتماعى أو الميديا الجديدة عموما، وتراوحت وسائل المستبدين من توظيف الميديا الجديدة بطريقة واسعة ومضادة ووصلت إلى سجن أو حتى قتل معارضيهم بسبب تغريدة !!

خرج مصطلح " الذباب الألكترونى" ليوضح حجم الإغراق في إنشاء الحسابات الوهمية والفعلية على وسائل التواصل الاجتماعى التى يقوم بها مقربون من المستبدين من آجل تلميع صورهم أو الرد على خصومهم ومعارضيهم، وأستخدموا فى ذلك أحدث التقنيات العلمية من آجل النشر الألكتروني الاوتماتيكي لهذه الحسابات،أو ما يطلق عليه "الروبوتات الألكترونية" من آجل خلق صورة ذهنية معينة للمستبد أو شيطنة خصومه عبر الإغتيال المعنوى، معتمدين على ما يسمى بسلوك القطيع، وأن الحقيقة هي ما تستطيع أن توصله للناس حتى ولو كان ذلك بروبجندا كاذبة.

والاستخدام المسيئ لوسائل التواصل الاجتماعى لم يقتصر على المستبدين فقط وأنما استخدمته كافة الجماعات الايدولوجية والدينية وصولا للجماعات الإرهابية، فداعش مثلا دشنت ملايين الحسابات على تويتر وفيس بوك من آجل التجنيد والتعبئة والتواصل بين اعضاءها ،واعطاء الأوامر المشفرة.

وتنوعت الأسماء من الذباب الالكترونى، إلى اللجان الألكترونية، إلى المليشيات الألكترونية، إلى الكتائب الألكترونية....والقائمة تطول.

وبرزت أسماء معروفة طفحت خلف هذه الظاهرة المسيئة، ففي السعودية برز أسم سعود القحطاني مستشار محمد بن سلمان والذي برع في التجييش الواسع للذباب الألكترونى، وفي مصر برز أسم عباس كامل رئيس مكتب السيسي السابق ورئيس المخابرات العامة المصرية حاليا، حيث كانت جزء من مهامه السيطرة الكاملة على الإعلام المصرى وكذلك إنشاء لجان الكترونية واسعة. وفى إيران برز اسم قاسم سليماني الذى يتحرك حرسه الثوري باريحية من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى البحرين، وتتحرك كتائبه الألكترونية في الفضاء العام بنفس الهمة والحماس،وحتى الجيش السوري الألكتروني"أبناء الأسد" أكثر نشاطا من جيش الأسد الحقيقي فى أرض المعركة. وطبعا جماعة الأخوان المسلمين هي الأنشط على الأطلاق في موضوع المليشيات الألكترونية حيث جماعة خرفان المرشد، وكتيبة حسن البنا، وأبناء الشهيد سيد قطب. والأزهر بدوره يملك مليشيا الكترونية ضخمة تركز على مطاردة أي حرف يزدري الإسلام من وجهة نظرهم" كتيبة احمد الطيب"..ووصل الأمر حتى للكنيسة القبطية المضطهدة ، فبعض الأساقفة الفسدة وعملاء الأمن لديهم لجانهم الألكترونية لمطاردة خصومهم أو أى شخص ينتقد الأكليروس( لجان عبيد كهنة البعل).

في السعودية قد تدفع حياتك جراء تغريدة يراها الأمير تعارضه، وطبعا تصدر الأوامر للكتاب ليس فقط بوقف مقالاتهم بل بوقف تغريداتهم القصيرة على حساباتهم الشخصية. في مصر صدر قانون يعتبر أن أي حساب شخصي يتبعه خمسة آلاف شخص يعامل ويراقب مثل وسائل الإعلام، أى تنطبق عليه عشرات القوانين التى تقيد الحرية الشخصية وتعرض صاحبها للحبس. وفى أغلب الدول المستبدة هناك مراقبة واسعة للأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومعاقبة من يرونه خارجا عن الخط المطلوب.

ولا يقتصر الأمر فقط على الذباب الأكتروني المزعج، فهناك أيضا الذباب التليفزيوني على الشاشات أو اليوتيوب، ولعل ابرز الأمثلة الصاخبة التى تبالغ لدرجة التقزز فى مدح المستبدين ولعن خصومهم، الفلسطيني الأردني يوسف علاونة، والمصري مصطفى بكري، والإخوانية آيات عرابي، واللبنانية ماريا معلوف..والقائمة تطول.

وهناك البلطجة الإعلامية الموجهة ولعل أبرز الأمثلة عليها المصري مرتضى منصور.

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*