كلمة الرئيس دونالد ترامب أمام الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة - مقالات
أحدث المقالات

كلمة الرئيس دونالد ترامب أمام الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة

كلمة الرئيس دونالد ترامب أمام الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة

البيت الأبيض

مكتب السكرتير الصحفي
25 أيلول/سبتمبر 2018

مقر الأمم المتحدة نيويورك، نيويورك

الساعة: 10:38 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة

السيدة رئيسة الجمعية العامة، السيد الأمين العام للأمم المتحدة، زعماء العالم، السادة السفراء، المندوبون المحترمون.
قبل عام مضى وقفت أمامكم للمرة الأولى في هذه القاعة الكبيرة. وتحدثت عن التهديدات التي تواجه عالمنا، وعرضت رؤية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.

واليوم أقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لكي أتبادل معكم التقدم الرائع الذي حققناه.

خلال أقل من سنتين، أنجزت حكومتي  أكثر مما أنجزته أي حكومة في تاريخ بلادنا.

إن أميركا– وهذا حقيقي (ضحك) لم أكن أتوقع رد الفعل هذا، ولكن لا بأس (ضحك وتصفيق).

إن اقتصاد أميركا يزدهر كما لم يحدث من قبل. منذ انتخابي، أضفنا ثروة تقدّر بـ 10 تريليون دولار. وسوق الأسهم والسندات بلغ أقصى ارتفاع له في التاريخ على الإطلاق، وطلبات إعانة البطالة تدنت إلى أدنى نسبة لها خلال 50 سنة. والأميركيون الأفارقة، والأميركيون الهسبان، والأميركيون الآسيويون انخفضت نسبة البطالة بينهم جميعا إلى مستوى قياسي. وقد أضفنا أكثر من 4 ملايين فرصة عمل جديدة بما فيها نصف مليون فرصة عمل في قطاع الإنتاج والتصنيع.

ولقد وافقنا على أكبر نسبة تخفيض في الضرائب وفي الإصلاح في تاريخ أميركا. وبدأنا تشييد سور رئيسي ضخم على الحدود، كما عززنا بدرجة كبيرة أمن الحدود.

وتمكنا من تأمين مبلغ قياسي لتمويل جيشنا- 700 بليون دولار في العام الحالي، و716 بليون في العام القادم. وفي القريب العاجل سيصبح جيشنا أكثر قوة عما كان في أي وقت من قبل.

بعبارة أخرى، إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر قوة، وأكثر أمنًا، وأكثر ثراءً عما كانت عليه حينما توليت المنصب منذ أقل من عامين.

وإننا ندعم أميركا وندعم الشعب الأميركي. كما أننا ندعم العالم كله.

وهذه أنباء طيبة بالنسبة لمواطنينا ولكل الشعوب المحبة للسلام في كل مكان. وإننا نؤمن بأنه حينما تحترم الدول حقوق الدول المجاورة لها، وتدافع عن مصالح شعبها، فإنها تستطيع أن تعمل معًا بشكل أفضل من أجل تأمين النعم التي حصلت عليها: الأمن، والازدهار والسلام.

وكل منا هنا اليوم هو مبعوث لثقافة متميزة ، وتاريخ ثري، ولشعب متماسك برباط من الذكريات، والعادات والتقاليد، والقيم التي تجعل من أوطاننا نماذج فريدة لا تشبه أي مكان آخر في العالم.

وهذا هو السبب في أن أميركا سوف تفضّل دائمًا الاستقلال والتعاون على التحكم في العالم والسيطرة والهيمنة.
إنني أحترم حق كل دولة في هذه القاعة في أن تواصل اتباع عاداتها، ومعتقداتها، وتقاليدها. إن الولايات المتحدة لن تملي عليكم كيف تعيشون أو تعملون أو تتعبدون. ولكننا نطلب منكم فقط أن تحترموا سيادتنا في المقابل.

من وارسو إلى بروكسل، إلى طوكيو إلى سنغافورة، كان لي أعظم الشرف أن أمثّل الولايات المتحدة في الخارج. وقد تمكنت من تكوين علاقات وصداقات وعلاقات شراكة قوية مع زعماء دول عديدة في هذه القاعة. وقد أسفر أسلوبنا عن تغيرات رائعة.
وبدعم من عدد كبير من الدول الموجودة هنا اليوم، استطعنا التواصل مع كوريا الشمالية لكي نحل دفعة جديدة نحو السلام محل شبح الصراع.

وفي شهر حزيران/يونيو، سافرت إلى سنغافورة لكي أتقابل وجهًا لوجه مع زعيم كوريا الشمالية رئيس المجلس كيم جونغ أون. وجرت بيننا حوارات ولقاءات مثمرة جدًا، واتفقنا على أنه من مصلحة البلدين أن يتم نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ومنذ ذلك اللقاء، رأينا بالفعل عددًا من الإجراءات المشجعة التي كان البعض لا يتصور حدوثها قبل وقت قصير.

فالصواريخ والقذائف لم تعد تطير في كل اتجاه. والتجارب النووية توقفت. وبعض المرافق العسكرية تم بالفعل تفكيكها. وتم الإفراج عن رهائننا. وكما وُعِدنا، تتم إعادة رفات أبطالنا الذين سقطوا إلى الوطن لكي تخلد إلى الراحة في التراب الأميركي.
وإنني أود توجيه الشكر إلى الرئيس كيم على شجاعته وعلى الخطوات التي اتخذها، وإن كان ما زال يتبقى الكثير الذي ينبغي عمله. والعقوبات ستظل في مكانها إلى أن يتحقق نزع السلاح النووي.

وأود أن أشكر أيضًا العديد من الدول الأعضاء التي ساهمت في الوصول إلى هذه اللحظة– لحظة هي في الواقع أعظم بكثير مما يمكن أن يتفهمه الناس؛ أبعد بكثير- وأيضًا على دعمهم وعلى الدعم المهم الذي سوف نحتاجه جميعًا ونحن نتقدم نحو الأمام.
والشكر الخاص للرئيس مون رئيس كوريا الجنوبية، ورئيس وزراء اليابان آبي، ورئيس الصين شي.

وفي الشرق الأوسط، فإن أسلوبنا الجديد يسفر أيضًا عن خطوات كبيرة وتغيير تاريخي جدًا.

ففي أعقاب زيارتي للمملكة العربية السعودية العام الماضي، افتتحت دول الخليج مركزًا جديدًا يستهدف تمويل الإرهابيين. وهم يفرضون عقوبات جديدة، ويتعاونون معنا لتحديد وتتبع الشبكات الإرهابية، ويتحملون مسؤوليات أكثر لمكافحة الإرهاب والتشدد في منطقتهم.

فدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر تعهدت ببلايين الدولارات لمساعدة الشعب السوري واليمني. وهم يسعون على مسارات متعددة من أجل إنهاء الحرب الأهلية البشعة والمروعة في اليمن.

وفي نهاية المطاف، فإنه يتعين على دول المنطقة أن تقرر نوعية المستقبل الذي تريده لنفسها ولأطفالها.

ولهذا السبب، فإن الولايات المتحدة تعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن ومصر لتكوين تحالف استراتيجي إقليمي حتى تستطيع دول الشرق الأوسط إن تدفع بالازدهار، والاستقرار، والأمن في جميع أرجاء منطقتها.

وأتوجه بالشكر لقواتنا المسلحة وعلاقات الشراكة مع عدد كبير من الدول، ويسرني أن أعلن أن القتلة من المتعطشين للدماء المعروفين باسم داعش قد تم طردهم من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في العراق وسوريا. وسنواصل العمل مع أصدقائنا وحلفائنا لكي نحرم الإرهابيين المتطرفين الإسلاميين من أي تمويل أو أراض أو دعم أو وسيلة للتسلل عبر حدودنا.

إن المأساة المستمرة في سوريا تُدمي القلوب. وإن أهدافنا المشتركة ينبغي أن تكون عدم تصعيد النزاعات العسكرية، إلى جانب إيجاد حل سياسي يحترم رغبة الشعب السوري. وفي هذا السياق، فإننا نحث على تفعيل عملية سلام بقيادة الأمم المتحدة. ولكن ليكن معلومًا ومؤكدًا أن الولايات المتحدة سترد إذا قام نظام الأسد بنشر أسلحة كيماوية.

إنني أشيد بشعب الأردن وشعوب الدول المجاورة الأخرى على استضافة اللاجئين من هذه الحرب الأهلية الوحشية جدًا.
وكما نرى في الأردن، فإن أكثر السياسات الرحيمة هي تسكين اللاجئين في أقرب مكان لديارهم بقدر الإمكان لتسهيل عودتهم في نهاية المطاف ولتكون جزءًا من عملية إعادة البناء. وهذا الأسلوب يساعد أيضًا على الاستفادة القصوى من الموارد المحدودة لكي تتم مساعدة عدد من الناس أكبر بكثير، وزيادة تأثير كل دولار يُنفق.

إن كل حل للأزمة الإنسانية في سوريا ينبغي أن يتضمن استراتيجية لمواجهة النظام الوحشي الذي دعمته ومولته: الدكتاتورية الفاسدة في إيران.

إن الزعماء الإيرانيين زرعوا بذور الفوضى والموت والدمار. إنهم لا يحترمون جيرانهم ولا حدودهم، ولا حقوق السيادة للدول. وعوضًا عن ذلك فإن زعماء إيران نهبوا ثروات الدولة لإثراء أنفسهم ولنشر الدمار في جميع أرجاء الشرق الأوسط وما يتجاوزها.
إن الشعب الإيراني غاضب ومعه الحق في ذلك من أن زعماءهم اختلسوا بلايين الدولارات من خزانة إيران، واستولوا على قطاعات مهمة وقيّمة من الاقتصاد، ونهبوا الأوقاف الدينية المملوكة للشعب، وكل ذلك ليملأوا جيوبهم ويبعثوا وكلاءهم لشن الحرب. وهذا ليس بجيد.

إن جيران إيران تكبدوا خسائر فادحة بسبب برنامج النظام (الإيران) للعدوان والتوسع. وهذا هو السبب في أن دولا كثيرة في الشرق الأوسط أيدت بشدة قراري بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي البشع مع إيران للعام 2015 وإعادة فرض العقوبات النووية عليها.
إن الاتفاق مع إيران كان مكسبًا كبيرًا للزعماء الإيرانيين. وفي السنوات التي أعقبت توقيع الاتفاق، ارتفعت ميزانية الجيش الإيراني بنسبة 40 في المائة. واستخدم النظام الدكتاتوري الأموال في تمويل تصنيع صواريخ قابلة لأن تكون نووية، وزيادة القمع في الداخل، وتمويل الإرهاب، وتمويل الخراب والمذابح في سوريا واليمن.

وشنت الولايات المتحدة حملة من الضغط الاقتصادي لحرمان النظام من التمويل الذي يحتاجه ليدفع ببرنامجه الدموي. وفي الشهر الماضي، بدأنا إعادة فرض العقوبات الشديدة التي كانت قد رُفعت بمقتضى الاتفاق النووي مع إيران. وهناك عقوبات إضافية ستُستأنف في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، والمزيد سيتبع ذلك. وإننا نعمل مع الدول التي تستورد البترول الإيراني الخام لكي تخفض مشترياتها بشكل كبير.

إننا لا نستطيع أن نسمح للدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم بامتلاك أكثر الأسلحة دمارًا على سطح الكوكب. إننا لا نستطيع أن نسمح لنظام يهتف “الموت لأميركا”، ويهدد إسرائيل بالإبادة والتدمير بأن يمتلك وسائل تصويب رأس نووي نحو أي مدينة في العالم. إنني لا أستطيع أن أفعل ذلك.

إننا نطلب من كل الدول أن تعزل النظام الإيراني طالما استمر في عدوانه. وإننا نطلب من كل الدول أن تدعم الشعب الإيراني وهو يناضل من أجل استعادة حقه في اختيار العقيدة الصالحة له.

وفي العام الحالي اتخذنا أيضًا خطوة أخرى مهمة نحو الأمام في الشرق الأوسط. واعترافًا منا بحق كل دولة ذات سيادة في اختيار عاصمتها، فإنني نقلت السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.

إن الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق مستقبل من السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. هذا الهدف قد تقدم، دون أي أذى، بالاعتراف بالحقائق الواضحة.

إن سياسة أميركا المتمثلة في الواقعية القائمة على المبادئ تعني أننا لن نظل رهائن للمعتقدات القديمة، والأيديولوجيات التي فقدت مصداقيتها، وما يسمى بالخبراء الذين ثبت أنهم على خطأ على مر السنين، مرات ومرات عديدة. وهذا حقيقي ليس فقط في الموضوعات الخاصة بالسلام، إنما أيضًا في الموضوعات الخاصة بالازدهار.

إننا نعتقد أن التجارة يجب أن تكون عادلة ومتبادَلة. والولايات المتحدة لن تُستغل بعد الآن.

فلعقود طويلة، أبقت الولايات المتحدة اقتصادها مفتوحًا– وهو الأكبر حتى الآن على وجه الأرض- بشروط محدودة. فسمحنا للسلع الأجنبية من جميع أرجاء العالم بأن تتدفق بحرية عبر حدودنا.

ولكن، الدول الأخرى لم تسمح بفتح أسواقها أمامنا بصورة عادلة ومتبادلة في المقابل. والأسوأ أن بعض الدول أساءت استخدام انفتاح أسواقنا لتغمرها بمنتجاتها، وتدعم سلعها، وتستهدف صناعاتنا، وتتلاعب بعملتها، لكي تكسب مزايا غير عادلة من بلدنا. ونتيجة لذلك، تضخم عجزنا التجاري ليصل إلى 800 بليون دولار سنويًا.

ولهذا السبب، فإننا نواصل بانتظام إعادة التفاوض حول الاتفاقيات التجارية الضعيفة والسيئة.

وفي الشهر الماضي، أعلنا عن اتفاق تجاري رائد بين الولايات المتحدة والمكسيك. وبالأمس فقط وقفت مع الرئيس مون للإعلان عن الاستكمال الناجح لاتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وهذه ليست سوى البداية.

ووافق عدد كبير من الدول الموجودة في هذه القاعة على أن نظام التجارة في العالم يحتاج احتياجًا شديدًا للتغيير. وعلى سبيل المثال، الدول التي سُمح لها بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وهي خالفت كل مبدأ من المبادئ التي تأسست المنظمة عليها. بينما تتبع الولايات المتحدة وعدد كبير آخر من الدول القواعد المعمول بها. تلك الدول التي تستخدم التخطيط الصناعي الذي تديره الحكومة والمشروعات المملوكة للدولة لكي تتلاعب بالنظام لصالحها. إنها تشارك بلا هوادة في سياسة إغراق السوق، ونقل التكنولوجيا بالقوة، وسرقة حقوق الملكية الفكرية.

إن الولايات المتحدة فقدت أكثر من 3 ملايين فرصة عمل في التصنيع، وما يقرب من ربع فرص العمل في مجال إنتاج الصلب، و60 ألف مصنع بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وتكبدنا 13 تريليون دولار في العجز التجاري خلال العقدين الماضيين.
لكن تلك الأيام قد ولّت. فلن نتسامح مع مثل هذه الانتهاكات. ولن نسمح لعمالنا بأن يكونوا ضحايا، وأن يتم خداع شركاتنا، وأن يتم سلب ثروتنا ونقلها. إن الولايات المتحدة لن تعتذر أبدًا عن حماية مواطنيها.

لقد أعلنت الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية على المزيد من السلع الصينية بقيمة 200 بليون دولار، لتبلغ القيمة الإجمالية 250 بليون دولار. إنني أبدي احترامًا كبيرًا ومودة عظيمة لصديقي، الرئيس شي، لكني أوضحتُ أن اختلال التوازن التجاري بيننا أمر غير مقبول. لا يمكن التسامح مع تشوهات السوق الصينية والطريقة التي يتعاملون بها.
وكما أثبتت حكومتي، فإن أميركا ستعمل دائمًا من أجل مصلحتنا الوطنية.

لقد تحدثتُ أمام هذه الهيئة في العام الماضي وحذرتُ من أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أصبح يشكل إحراجًا خطيرا لهذه المؤسسة، حيث يحمي منتهكي حقوق الإنسان الفاسدين وفي الوقت ذاته ينتقد أميركا وأصدقاءها الكثيرين.
لقد وضعت سفيرتنا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، برنامجًا واضحًا للإصلاح، ولكن على الرغم من التحذيرات المعلن عنها والمتكررة، لم يتم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق. لذا اتخذت الولايات المتحدة المسار المسؤول الوحيد: لقد انسحبنا من مجلس حقوق الإنسان، ولن نعود إلى أن يتم فرض إصلاح حقيقي.

ولأسباب مماثلة، لن تقدم الولايات المتحدة أي دعم اعترافا بالمحكمة الجنائية الدولية. وفيما يتعلق بأميركا، فإن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص ولا شرعية ولا سلطة. المحكمة الجنائية الدولية تدّعي امتلاكها سلطة قضائية شبه عالمية على مواطني كل بلد، منتهكة جميع مبادئ العدالة والإنصاف ومراعاة الأصول القانونية. إننا لن نسلّم أبدا سيادة الولايات المتحدة إلى بيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير خاضعة للمساءلة.

أميركا يحكمها الأميركيون. ونحن نرفض أيديولوجية العولمة، ونعتنق عقيدة الوطنية.

في جميع أنحاء العالم، يجب على الدول المسؤولة أن تدافع عن التهديدات ضد السيادة، ليس فقط من الحوكمة العالمية، ولكن أيضًا من أشكال القهر والهيمنة الجديدة الأخرى.

في أميركا، نحن نؤمن بقوة بأمن الطاقة لأنفسنا ولحلفائنا. لقد أصبحنا أكبر منتج للطاقة في أي مكان على وجه الأرض. الولايات المتحدة تستعد لتصدير إمداداتنا الوفيرة والمعقولة التكلفة من النفط والفحم النظيف والغاز الطبيعي.

منظمة أوبك ودول أوبك، هم كالعادة، ينهبون بقية العالم، وأنا لا أحب ذلك. ولا ينبغي لأحد أن يحب ذلك. نحن ندافع عن العديد من هذه الدول مقابل لا شيء، وبعد ذلك، يستغلوننا من خلال إعطائنا أسعار نفط مرتفعة. أمر غير جيد.

إننا نريدهم أن يوقفوا رفع الأسعار، نريدهم أن يبدأوا في تخفيض الأسعار، ويجب أن يساهموا بشكل كبير في الحماية العسكرية من الآن فصاعدًا. إننا لن نتسامح بعد الآن مع ذلك– مع هذه الأسعار الرهيبة- لفترة أطول.

إن الاعتماد على مورد أجنبي واحد يمكن أن يترك أي بلد عرضة للابتزاز والترهيب. ولهذا السبب نهنئ الدول الأوروبية، مثل بولندا، على قيادة بناء خط أنابيب في بحر البلطيق بحيث لا تعتمد البلدان على روسيا لتلبية احتياجاتها من الطاقة. وألمانيا ستصبح معتمدة كليًا على الطاقة الروسية إذا لم تغير مسارها على الفور.

إننا، هنا في نصف الكرة الغربي، ملتزمون بالحفاظ على استقلالنا من تعدي وتجاوزات القوى الأجنبية التوسعية.

لقد كانت السياسة الرسمية لبلدنا منذ الرئيس مونرو أننا نرفض تدخل الدول الأجنبية في هذا النصف من الكرة الأرضية وفي شؤوننا الخاصة. لقد عززت الولايات المتحدة مؤخرا قوانيننا لتحسين مراقبة الاستثمارات الأجنبية في بلادنا لرصد أي تهديدات ضد الأمن القومي، ونحن نرحب بالتعاون مع الدول في هذه المنطقة وحول العالم التي ترغب في القيام بالشيء نفسه. وأنتم بحاجة إلى القيام بذلك لحماية أنفسكم.

إن الولايات المتحدة تعمل أيضًا مع شركاء في أميركا اللاتينية لمواجهة التهديدات ضد السيادة الناتجة عن الهجرة غير الخاضعة للرقابة. فالتسامح مع معاناة البشر وتهريب البشر والاتّجار بهم ليس إنسانيًا. إنه شيء فظيع يحدث على مستويات لم يسبق لأحد أن شاهدها من قبل. إنه أمر قاس جدًا.

الهجرة غير القانونية تموّل الشبكات الإجرامية والعصابات الوحشية وتدفق المخدرات القاتلة. الهجرة غير القانونية تستغل الفئات المعرضة للمخاطر، وتضرّ المواطنين المجتهدين في أعمالهم، وتنتج حلقة مفرغة من الجريمة والعنف والفقر. فقط من خلال حماية ودعم الحدود الوطنية، وتدمير العصابات الإجرامية، يمكننا كسر هذه الحلقة وإرساء أساس حقيقي للرخاء والازدهار.
إننا نعترف بحق كل أمة في هذه القاعة في وضع سياستها الخاصة بالهجرة وفقا لمصالحها الوطنية، تمامًا مثلما نطلب من البلدان الأخرى أن تحترم حقنا في أن نفعل الشيء نفسه- وهو ما نفعله. وهذا أحد الأسباب وراء عدم مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق العالمي الجديد بشأن الهجرة. لا ينبغي أن تحكم الهجرة هيئة دولية لا تخضع للمساءلة من قِبل مواطنينا أنفسهم.
وفي نهاية المطاف، فإن الحل الوحيد على المدى الطويل لأزمة الهجرة هو مساعدة الناس على بناء مستقبل أكثر أملًا في بلدانهم الأصلية. اجعلوا بلادهم رائعة مرة أخرى.

نحن حاليا نشهد مأساة إنسانية، كمثال، في فنزويلا. فقد فرّ أكثر من مليوني شخص من المعاناة التي سببها نظام مادورو الاشتراكي ورعاته الكوبيين.

منذ وقت ليس ببعيد، كانت فنزويلا واحدة من أغنى البلدان على وجه الأرض. واليوم، أدت الاشتراكية إلى إفلاس هذه الدولة الغنية بالنفط ودفعت شعبها إلى براثن الفقر المدقع.

لقد أدت الاشتراكية أو الشيوعية، في كل مكان تقريبًا جُرّبت فيه، إلى المعاناة والفساد والانحلال. إن تعطش الاشتراكية للسلطة يؤدي إلى التوسع والاجتياح والقمع. يجب على جميع دول العالم مقاومة الاشتراكية والبؤس الذي تجلبه للجميع.
ومن هذا المنطلق، فإننا نطلب من الدول المجتمعة هنا الانضمام إلينا في الدعوة إلى استعادة الديمقراطية في فنزويلا. اليوم، نعلن عن فرض عقوبات إضافية ضد النظام القمعي تستهدف الدائرة الداخلية لمادورو والمستشارين المقربين.

ونحن ممتنون لكل العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الناس على بناء حياة أفضل لهم ولأسرهم.
إن الولايات المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم حتى الآن. لكن القليل منها يعطينا بالمقابل بعض الشيء. وهذا هو السبب في أننا ننظر نظرة فاحصة على المساعدات الخارجية الأميركية. وسيترأس ذلك وزير الخارجية مايك بومبيو. وسندرس المساعدات التي تستحق الاستمرار، والتي لا تستحق، وما إذا كانت البلدان التي تتلقى دولاراتنا وحمايتنا تضع مصالحنا أيضًا موضع اهتمام.

وإذ نمضي قدمًا، فإننا فقط سنقدم المساعدات الخارجية لأولئك الذين يحترموننا، ولمن هم، بصراحة، أصدقائنا. ونتوقع من الدول الأخرى أن تدفع نصيبها العادل مقابل تكاليف الدفاع عنها.

إن الولايات المتحدة ملتزمة بجعل الأمم المتحدة أكثر فعالية وخضوعًا للمساءلة. وقد قلت مرارا إن الأمم المتحدة لديها إمكانات غير محدودة. وكجزء من جهود الإصلاح، أبلغت مفاوضينا بأن الولايات المتحدة لن تدفع أكثر من 25 في المئة من ميزانية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وهذا من شأنه تشجيع الدول الأخرى على التقدم والانخراط ومشاركة هذا العبء الكبير.
ونحن نعمل على تحويل المزيد من تمويلنا من الأنصبة المقررة إلى اشتراكات طوعية حتى نتمكن من استهداف الموارد الأميركية للبرامج بأفضل سجل للنجاح.

فقط عندما يقوم كل منا بدوره ويساهم بحصته، يمكننا تحقيق أعلى طموحات الأمم المتحدة. يجب أن نسعى إلى السلام دون خوف، وإلى الأمل دون يأس، وإلى الأمن دون اعتذار.

إذا نظرنا في أرجاء هذه القاعة حيث وقع الكثير من أحداث التاريخ، فإننا نفكر في الكثيرين قبلنا ممن حضروا إلى هنا لمواجهة التحديات التي كانت ماثلة أمام دولهم وفي أزمانهم. وتتحول أفكارنا إلى السؤال نفسه الذي مرّ بجميع خطاباتهم وقراراتهم، ومن خلال كل كلمة وكل أمل. إنه السؤال الذي يدور عن نوع العالم الذي سنتركه لأطفالنا ونوع الأمم والبلدان التي سيرثونها.

إن الأحلام التي تملأ هذه القاعة اليوم متنوعة مثل الأشخاص الذين وقفوا على هذه المنصة، ومتنوعة مثل الدول الممثلة هنا في هذه الهيئة. إنه حقا شيء. إنه حقا عظيم، تاريخ عظيم.

هناك الهند، مجتمع حر فيه أكثر من بليون شخص، نجحت في انتشال ملايين لا حصر لها من الفقر ورفعهم إلى الطبقة الوسطى.
هناك المملكة العربية السعودية، حيث يسعى الملك سلمان وولي العهد إلى إصلاحات جديدة جريئة.

هناك إسرائيل، التي تحتفل باعتزاز بالذكرى السبعين لقيامها ديمقراطية مزدهرة في الأرض المقدسة.

وفي بولندا، يقف شعب عظيم مدافعًا عن استقلاله وأمنه وسيادته.

العديد من البلدان، كل منها يسعى إلى رؤية فريدة خاصة به، وبناء مستقبله المفعم بالأمل، وملاحقة أحلامه الخاصة المتمثلة في المصير، والإرث، والوطن.

إن العالم أجمع أكثر ثراء، والإنسانية أفضل، بسبب هذه المجموعة الرائعة من الأمم والبلدان، كل منها خاص جدا، كل منها فريد من نوعه، وكل منها مشرق بشكل برّاق في الجزء الخاص به من العالم.

وفي كل منها، نرى وعدًا مبشرًا لشعب مرتبط ببعضه البعض من خلال ماض مشترك ويعمل نحو مستقبل مشترك.

أما بالنسبة للأميركيين، فنحن نعرف نوع المستقبل الذي نريده لأنفسنا. نحن نعرف أي نوع من الأمة يجب أن تكون أميركا دائمًا.
في أميركا، نحن نؤمن بعظمة الحرية وكرامة الفرد. نحن نؤمن بالحكومة التي تراقب نفسها وسيادة القانون. ونحن نكافئ الثقافة التي تحافظ على حريتنا- ثقافة مبنية على أسر قوية، وإيمان عميق، واستقلال شديد. نحن نحتفل بأبطالنا، ونعتز بتقاليدنا، وقبل كل شيء، نحن نحب بلدنا.

إن داخل كل إنسان في هذه القاعة العظيمة اليوم، وكل إنسان يستمع في جميع أنحاء العالم، هناك قلب شخص وطني يشعر بالحب القوي ذاته لبلده، والولاء الشديد ذاته لوطنه.

إن الحماس الذي يشتعل في قلوب الوطنيين وأرواح الأمم قد ألهم الإصلاح والثورة والتضحية ونكران الذات والإنجازات العلمية والأعمال الفنية الرائعة.

إن مهمتنا هي عدم إخماده، وإنما احتضانه. والبناء من خلاله. والاستفادة من حكمته القديمة. وأن نجد في داخله الإرادة لجعل بلداننا أعظم وأروع، ومناطقنا أكثر أمانا، والعالم أفضل.

ولإطلاق هذه الإمكانات المذهلة في أبناء شعوبنا، يجب علينا الدفاع عن الأسس التي تجعل كل شيء ممكنًا. فالدول المستقلة ذات السيادة هي الوسيلة الوحيدة على مر التاريخ التي ظلت فيها الحرية نابضة بالحياة، أو ظلت الديمقراطية مستمرة، أو ظل السلام مزدهرًا. ولذا يجب علينا حماية سيادتنا واستقلالنا العزيز فوق كل شيء.

وعندما نفعل ذلك، سوف نجد سبلًا جديدة للتعاون تتكشّف أمامنا. سوف نعثر على شغف جديد بصنع السلام في داخلنا. وسوف نجد معنى جديدًا وعزيمة جديدة وروحًا جديدة تزدهر في كل مكان حولنا، ما يجعل هذا العالم مكانا أجمل للعيش فيه.

لذا دعونا معا نختار مستقبلا من الوطنية والازدهار والاعتزاز. دعونا نختار السلام والحرية على الهيمنة والهزيمة. ودعونا نأتي إلى هذا المكان لنقف من أجل شعوبنا وبلدانهم، دائمًا أقوياء، دائمًا ذوي سيادة، ودائمًا عادلين ومنصفين، ودائما شاكرين على نعمة الله وعلى خيره ومجده.

شكرًا لكم. وليبارككم الله، وليبارك الله أمم وبلدان العالم.

شكرًا جزيلا لكم. شكرًا لكم. (تصفيق)

النهاية: الساعة 11:13 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأميركية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث