أقباط تحت خط الذمة..... - مقالات
أحدث المقالات

أقباط تحت خط الذمة.....

أقباط تحت خط الذمة.....

عساسي عبد الحميد – المغرب

خير مثال على أن السيسي يطبق مبادئ و أدبيات حزب النور السلفي النازي هو اقدامه مؤخرا على معاقبة وتنحية المستشار هشام رشاد محمد هيكل الذي دعم السيدة القبطية محاسن كامل لوقا لتولي منصب رئاسة النيابة الإدارية. .

قطع الطريق أمام الأقباط ومنعهم من تقلد مناصب سامية عبر عنها برلمانيو حزب النور المدعوم سعوديا في أكثر من مناسبة ؛ فالصورة النمطية للقبطي في المخيال السلفي هو الذمي بائع الكنافة وجامع القمامة و مصفح خيل السلطان ؛ و ليس هو الطبيب العالم؛ والصيرفي الحادق؛ والمفكر واضع الخطط والاستراتيجيات في الاقتصاد و السياسة .

لم يقتصر الأمر على مجالي الاقتصاد والسياسة بل شمل حتى القطاع الرياضي؛ فالقبطي الموهوب أصبح اليوم ممنوعا من ولوج الأندية الرياضية فبالأحرى المشاركة في المنتخبات الوطنية.

القبطي فقط هو عبد تسري عليه العهدة العمرية بالشد على الزنار والقص من الناصية؛ هذا في الدنيا؛ أما في الآخرة فهو فكاك المسلم من النار ؛ فحسب ما جاء في المأثور النبوي أنه يوم القيامة يرمى باليهودي والنصراني في جهنم و يقول الله يا عبدي يا مسلم هذا فكاكك من النار؛ فيدخل المسلم الجنة ليتلوط بغلمانها و يسكر من خمورها و يفض بكارات حورها.

تصوروا ملائكة الرحمان تشد جرجس من رجله و جرجس يصيح لترميه في حفرة جهنم ( ألا رفقا بعقولنا ....الا رفقا بعقولنا ) . .

لك ان تتصور أخي المسلم وانت تطل من بلكونة قصرك بالجنة و الحور العين تدلك رجليك وكتفيك و انت تتفرج على جرجس و هو يشوى على مهل في نار جهنم؛ تتفرج عليه بسادية وانت تقضم حبات الذرة و تحتسي كونياك الجنة ؛ لك ان تتصور و أنت في الجنة وترى والدك وهو يتلوط بغلام أمرد يلحس عنقه ويطبطب على مؤخرته كما كان يفعل الشيخ متولي الشعراوي في دار الدنيا ؛ فقد كان سماحته مدمنا على لحس مؤخرات الغلمان المملحة. .

طيلة فترة رئاسته لم يثر السيسي ولو بالمزاح قضية خطف و أسلمة القبطيات؛ وكأنه يريد أن ينال أجرا عظيما بسكوته ؛ وهو يرى قلب أم يتقطع على ابنتها؛ و أختا تبكي و هي تشم ملابس أختها بحرقة ؛ أي قلب لك يا سيسي ان لم تكن انت من يعيد المختطفات القاصرات لحضن أسرهن ؟؟ و انت أول من يلوم وينهر الفتاة القاصر ان هي زاغت وتنكرت لأسرتها . .

لكن؛ لك بعض العذر لأنك صاحب قولة مأثورة ستحفظها الأجيال (( ان كان ينفع اتباع... هتباع )) وهي كلمة قلتها على هامش مؤتمر مصر رؤية 2030. في فبراير 2016..بعت الأرض و بعت حصة من مياه النيل و فتحت قنوات ما سبيرو لضباع الوهابية المتمرسين في فنون اللعنة و التحريض...ولو عرضوا عليك بيع اقباط مصر في سوق النخاسة لما ترددت .

عندما أعرض الواقع المر للأقباط ؛ يتهمني الكثيرون بأني أعمل للوقيعة بين المصريين ؛ بل ذهب البعض الى اتهامي بأني عميل ايراني ؛ و آخرون بأني يهودي أعمل مع أفيخاي درعي ؛ واني عابر غير متعمد ؛ وآخر تهمة أني نسطوري غنوصي ؛ انا يكفيني ايماني برسالة المسيح النضالية و نهج محبته عن غطسة في صهريج ماء ورشم صليب؛ تكفيني عقيدة المحبة التي تصنع من الانسان ملاكا يخلق من فوق بدل عقيدة الكهوف المتصدعة التي تصنع من الآدمي قاتلا ولصا وزانيا .

وكيف ما كان الحال؛ سواء كنت أكتب عن واقع الأقباط من منطلقات إنسانية عاطفية أو كنت عميل أجندة ما فهذا هو واقع القبطي اليوم في مصر ؛أن يشد بالزنار و يقص من الناصية و لا يجرؤ أن يكح أو يعطس في حضرة مسلم؛ و ان يتسمر في مكانه وقت الآذان أو تلاوة القرآن لكيلا تلفق له تهمة عدم توقير المسلمين كما جاء في العهدة العمرية .

ولكي تتأكد أخي القبطي من أنك فعلا تعيش تحت حكم الذمة والعهدة العمرية في عهد السيسي؛ ما عليك سوى القيام بهذا الاختبار البسيط ؛ اركب حافلة للنقل العام؛ أو ادخل متجرا يغص بالزبناء ؛و امام الناس حاول القيام بحركة ما أو النطق بكلمة توحي بأنك قبطي ؛ كأن ترشم الصليب أو تحمل ايقونة او تردد ترنيمة، أوقل مثلا بركاتك يا أنبا رويس ..

نعم؛ جرب هذه خلال شهر رمضان؛ خاصة ما بين صلاة العصر و آذان المغرب وهي فترة السعار عند الصائم ؛ حينها ستتأكد بالملموس أنك على أرض أجدادك لا تصلح للوزارة والامارة والادارة بل تصلح للزفة وضرب الدف ؛ تصلح فقط أن تكون عبدا ذميا ما ان يسمع كلمة ''اشمل يا نصراني '' حتى يتجنب يسارا و يبطئ في مشيته و ينحني خنوعا وتوقيرا حتى يمر المسلم من الزقاق .

وهنا استحضر لقطة لأحد القساوسة عندما وصف السلفيين بالوطنيين المخلصين وهو نفس الوصف الذي اعطاه السيسي لهم ؛ و ان لديهم قيمة مضافة سيستفيد منها المشهد السياسي في مصر؛ قساوستنا تمدح السلفيين بأرق العبارات و تأخذ السيلفيات مع برهامي وبكار ومخيون؛ و في الغد يطلع ياسر برهامي ليصف من وصفوه بأجمل النعوت بانهم كفرة وحطب جهنم و ذميون. ..

لكن المريب هو صمت البابا الرهيب ؛ أتمنى من كل قلبي ان يكون صمته لحكمة ما؛ وان لا يدوم هذا الصمت طويلا ؛ فالاحتقان وصل لدرجة لا تحتمل وهول المظالم أصبح لا يطاق.

صفحة عساسى على الفيس بوك

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث