بولس الرسول الأمريكي … المدعو بنعمة الله بيللي جراهام !! - مقالات
أحدث المقالات

بولس الرسول الأمريكي … المدعو بنعمة الله بيللي جراهام !!

بولس الرسول الأمريكي … المدعو بنعمة الله بيللي جراهام  !!

تامر فرج

رحل اليوم أحد رسل و تلاميذ المسيح في القرن العشرين .. كان يلقب ب " واعظ امريكا الاول " بل واشهرهم على مدار تاريخها كله وحمل القاباً اخرى مثل " سفير الرب "و " مبشر الملايين " " مستشار الرؤساء الروحي " !

كان بالحقيقة واعظاً نارياً .. تصل كلماته البسيطة العميقة إلى كل المستمعين بصورة سلسة للغاية وكأنه يتحدث لكل واحد منهم على حدى !

وخلال 85 عاما كمبشر زار وبشر ووعظ في 185 دولة حول العالم ومنها مصر في عام 1960 والتقي قداسة البابا كيرلس السادس ومرة اخرى اعتقد كانت عام 1985 
فلا احد ينسى الملايين حول العالم كبارا وصغارا الذين قبلوا المسيح وسلموا حياتهم له من خلال عظاته النارية و تربت أجيال مسيحية كاملة على يديه فصار يحمل اسم " " معلم الاجيال " الامريكي !!

استخدم كل الوسائل المتاحة وقتها في كرازته وبشارته واسفاره الكثيرة
بدأ من الراديو والصحف .. الي التلفزيون والاجتماعات الجماهيرية الواسعة التي يحضرها عشرات الألوف في الاستادات والملاعب 
وكون حركة نهضة تبشيرية بإسم " الحملات التبشيرية الصليبية " واستطاع في خلال نصف قرن من الزمن ان يحقق حلمه بالكرازة في المسكونة كلها !!

ورغم كل هذه الحياة الروحية و الكرازية الحافلة .. لكن ما يعجبني حقيقة هي تلك الحقبة الخاصة من حياته .. وفترة صداقته الشهيرة مع راعي الحقوق المدنيه د. مارتن لوثر كينج

فلقد كان من اوائل الذين تبنوا قضية الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق السود من منظور مسيحي

يعجبني كلماته القوية و دفاعه المستميت وكرازته عن "مسيح العالم كله" تلك العبارة التي ربما سمعها الامريكين لأول مرة في حياتهم منتصف القرن الماضي … " مسيح العالم كله " !!

فلقد بشرهم عن المسيح الحقيقي 

كرز عن الحب بين البشر باختلاف اجناسهم والوانهم 
ناضل ضد الشيوعية
وضد التفرقة العنصرية
وحارب من اجل العدالة الاجتماعية

ووقت توقيع قانون منع التفرقة العنصرية في أمريكا قيل له .." ان هذا القانون لا فائدة منه ولن يطبق عملياً علي ارض الواقع ...الا لو أحس البشر من قلوبهم بهذا فعلاً .. وهذه هي مهمتك !! " 
فأخذ على عاتقه المهمة بجدية وسار قدماً في طريقه

عرف بمعارضته للحروب و بالتدخل الأمريكي في الشرق الاوسط وخصوصاً في العراق

انه يذكرني تماما بفحوي تلك المقالة التي كتبها الاب متي المسكين " مسيح العالم كله " منذ سنوات طويلة

فطالما كرز في العالم كله كبولس الرسول :

" لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. "

وحدث الملايين عن ...
مسيح الحب .. 
مسيح كل الطوائف ..
مسيح العالم كله ..
مسيح البيض والسود ..
مسيح الأمريكيين والصينيين ..
مسيح الأفارقة والهنود..
مسيح الفقراء والأغنياء ..

وظلت كلماته تدوي :

“ He is not God of white man, He’s not God of Black man ..
Christ belongs to all people, He belongs to whole world … “

وبسبب تلك القضية .. تلقي بصورة شخصية الكثير من التهديدات المباشرة له ولأفراد عائلته حتي يكف ويصمت .. وسحب البعض تمويلهم ومساندتهم له بسبب تبنيه لتلك القضايا 
ولكنه لم يكف ولم يرهب … الأمر الذي كان ليكلفه حياته كلها وحياة أسرته وكان بامكانها ان تقضي علي خدمته برمتها 
واستمرت خدمته ونجحت بشدة في جانبها الروحي الديني وايضاً الإنساني الحقوقي 

فلقد أظهر محبة المسيح من خلال تمسكه بالقضية

لم يخاف لومة لائم ابدا في قول الحق 

فالرجال الحقيقيون يعرفون متى يصمتون و متى يتكلمون عندما يخيرون بين قول الحق وبين اي شئ آخر . ويعرفون ان الصمت حينما يطلب منك ان تتكلم احيانا هو قمة الجبن !! 

كانت عيناه منصبه نحو هدفه السماوي .. كان يقول دائماً " انني اشتاق دوماً لهذا اليوم الذي ألتقي فيه المسيح وجهاً لوجه
Im looking forward to that day
When i will see Christ face to face 

واخيرا اختتم حديثي بإحدي كلماته الاخيرة المؤثرة

"يوما ما ستسمعون او تقرأون ان بيللي جراهام قد مات .. لا تصدقوا كلمة من هذا !!
فإنني وقتها سوف اكون نابضاً بالحياه أكثر مما أحيا فيه الآن 
لقد قمت فقط بتغيير عنوان منزلي 
وذهبت لأكون في محضر الرب " - بيللي جراهام

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث