جورج دميان
ما أن يأخذ أي مجتمع – أو جزء منه- المنعطف الحاد من الظلامية و الوصاية الدينية نحو الحداثة، حتي يبدأ حرب تكسير العظام بين اليمين الديني المتطرف من جهة، و الليبراليين التقدميين من جهة أخري، و سبيلهم لذلك أغتيالهم معنوياً في وعي البسطاء كدعاة إلحاد و إنحلال أخلاقي لتفريغ المجتمع من قيمه بحسب زعمهم!!
فهل حقا. التنويريون و الليبراليون دعاة إلحاد؟!!
الإجابة
التنويريون ليسوا دعاة إلحاد!!
الحركة التنويرية هدفها إستفزاز ذلك الكمبيوتر العظيم القادر على المشاهدة والتحليل والنقد والاختيار بين الملايين من المعلومات التي تصبها الحواس به كل ثانية والمسمي بالعقل.
فهناك طريقين للتفكير :
* طريق تبني الموروث، ما هو مقبول اجتماعياً، او ماهو اقرب وجدانياً لمحيط الشخص الإنساني….ثم منطقة ( أعطائه ثوباً منطقياً) باستخدام الاكلشيهات والإجابات المحفوظة والمجمدة..
مساندوا هذا الأسلوب يوكلون رجال الدين والسياسة وأسلافهم ليحددوا لهم معتقداتهم وأخلاقياتهم و قيمهم.
العقل بالنسبة لهم أداة حفظ وتفريغ الموروث.. ودائماً ما يشيرو الي كتاب لم يقرؤوه، أو خطبة أو مناظرة شهيرة حتي وان لم يستوعبوها لتكون غطائهم المنطقي لمنظومة معتقداتهم !!!!
* طريق التنوير، الذي يهذب أسلوب راقي علمي ومتحضر من إعمال العقل في المعلومة، ثم يتبع صاحب هذا النهج أسلوبه العلمي الي حيثما يأخذه. أبناء هذا الأسلوب في أغلب الأحوال متسقين مع أنفسهم قادرين علي الدفاع عن معتقدهم، و في حالة مستمرة من النمو والتطوير لأنفسهم و محيطهم.
فلمثل هؤلاء قال الفيلسوف المسيحي بولس “امتحنوا كل شئ وتمسكوا بالحسن “
الفريق الاول مستهلك، الفريق الثاني منتج ومبدع!
الفريق الاول الحديث معه عقيم و مجهد بل و مؤلم أحياناً، الفريق الثاني الحديث معه ممتع ومشوق ومثمر!
الفريق الأول به متديّنين و لا دينين وكذلك الفريق الثاني!!