الحرب التي لا مناص منها بمبادرة السعودية «السعودية فساد له مملكة... اعتادت أن تشتري بأموال النفط كل شيء.. وسائل الإعلام والمثقفين ومحطات التلفزة... فهل ستقوم بشراء حرب؟» - مقالات
أحدث المقالات

الحرب التي لا مناص منها بمبادرة السعودية «السعودية فساد له مملكة... اعتادت أن تشتري بأموال النفط كل شيء.. وسائل الإعلام والمثقفين ومحطات التلفزة... فهل ستقوم بشراء حرب؟»

الحرب التي لا مناص منها بمبادرة السعودية «السعودية فساد له مملكة... اعتادت أن تشتري بأموال النفط كل شيء.. وسائل الإعلام والمثقفين ومحطات التلفزة... فهل ستقوم بشراء حرب؟»

صحف عبرية

على خلفية القصص؛ أن مؤسس المملكة العربية السعودية، الأمير عبد العزيز (ابن سعود) كان معتادا على الحصول على مبلغ شهري من بريطانيا، فإنه من المضحك أن نسمع الآن بأن ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، يلقي بعشرات الأشخاص من العائلة المالكة ورجال آخرين رفيعي المستوى في السجن بتهمة الفساد. إن هذه المملكة قامت على قاعدة الرشوة، في كل مكان يتفجر نبع من الفساد، قرب كل بئر نفط هناك نبع للرشوة. هذه ليست مملكة فيها فساد ـ السعودية بإدارة مؤدبة من العائلة المالكة هي فساد له مملكة.
السعودية تعمل الآن بهدف أن تصبح دولة عظمى إقليمية لها أسنان موجهة نحو الداخل والخارج. في المقابل، كثيرون ما زالوا يعتبرون السعوديين عملاء لأمريكا، وهذه مقاربة سطحية، لأنه يوجد للسعوديين مصالح عالمية، وهم مستعدون للمحاربة من أجلها. عندما لا يكون لديك مال، فأنت تشعر بأن الوطن هو وطنك، وعندما يصبح معك مليون دولار، فأنت تحاول الموازنة بين مصلحة المال ومصلحة الوطن. ولكن عندما يصبح معك مليار دولار فإن وطنك هو حسابك البنكي، سواء في بنك سويسري أو في ملاذ ضريبي في جزر «العذراء».
لذلك فإن تفاخر شخصيات رفيعة إسرائيلية بخصوص العلاقات مع المملكة الظلامية هذه يثير الاشمئزاز. في الوقت الذي ينتقدون فيه الفلسطينيين، وأحيانا بحق، على ظواهر غير ديمقراطية فإن الإسرائيليين يعانقون أمّ المظالم كلها. إن أموال النفط ما زالت هي الوسيلة الأهم لمحاولة امتلاك كل ما هو مهم في العالم العربي، بدءًا من المثقفين والزعماء وحتى الصحف ومحطات التلفزة وشبكة الإنترنت.
النفط السعودي أصبح وسيلة لقمع الثقافة التقدمية، المس بتحسين مكانة المرأة، وفوق كل ذلك، أداة لدعم توجهات أصولية، بدءًا بإنشاء الإخوان المسلمين في مصر وحتى تأسيس القاعدة ومنظمات قاتلة أخرى. وكل ذلك بمباركة وتأييد الغرب المتنور.
بنيامين نتنياهو أيضا يعشق السعودية. فهو يشيد بتحسين العلاقة مع السعودية، التي تثير كلمات مثل «حقوق الإنسان» القشعريرة في زعمائها. على خلفية الفساد الشامل في السعودية، يبدو أن هناك وجهًا آخر لتشجيع نتنياهو: لقد سبق وشجع أيضا ونستون تشرتشل الأسطوري. السعوديون وتشرتشل هما وجهان لقطعة النقد نفسها، تشرتشل كان في جانب متلقي الهدايا، والسعوديون الآن يجسدون الجانب الذي يقدم الهدايا. عندما تزوج تشرتشل، حسب كاتب سيرته، السير مارتن غلبر، قدم له السير آرمست كاسل 500 جنيه هدية زواج ساذجة. وقد عرف تشرتشل كيف يستمتع بسخاء الأثرياء، الذين قدموا له أماكن استجمام وخدمات مالية لا بأس بها. يمكن تفهم انفعال نتنياهو من تشرتشل، إنه فقط في هذا المجال يمكننا القول إنه يوجد لنتنياهو شخصية تشرتشلية تماما. كيف يتطور الناس. لِمَ يبقى الشخص على الجانب الآخر من الطاولة، الجانب المتلقي، في الوقت الذي هو فيه الحاكم الذي يمكنه فعل أي شيء، والذي حسب ما قاله عضو الكنيست دافيد أمسالم، يجب أن يحصل على أعلى راتب من بين العاملين في المملكة؟ ولِمَ فقط من بين الموظفين؟ لِمَ ليس من بين كل رعايا المملكة؟ الوضع في السعودية يسحر كل زعيم طموح.
ولكن في هذه الأثناء الترجمة على الأرض إشكالية. لقد سارع نتنياهو إلى إعلان أن استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري هي «نداء للاستيقاظ» من أجل اتخاذ خطوات ضد عدوانية إيران. الآن تبين أن العدوانيين هم بالضبط حلفاؤه السعوديون الذين يسجنون رئيس حكومة دولة أجنبية خلافا لقواعد الدبلوماسية المتبعة في العالم. شخصيات كبيرة في إسرائيل يتم التحقيق معهم الآن بتهمة أنه مقابل تلقي رشوة ببضعة ملايين بائسة قاموا بترجيح كفة مناقصة شراء الغواصات. وإذا كان الأمر كذلك، فهل مقابل بضع مليارات يجدر شن حرب لمصلحة السعوديين؟ حرب لا مناص منها كما هو معروف.

عودة بشارات
هآرتس ـ 13/11/2017

ترجمة القدس العربى

 

 

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث