كشف المستور في موضوع "الإعجاز القُرآني" للشيخ الزنداني - مقالات
أحدث المقالات

كشف المستور في موضوع "الإعجاز القُرآني" للشيخ الزنداني

كشف المستور في موضوع

يوسف تيلجي

مُقدِّمة

     تابعتُ باهتمام حلقتيّ سُؤال جرئ اللتيْن تحملان أرقام 510 و 511 على قناة الحياة المسيحيّة، ويقدِّم البرنامج الأخ رشيد. وباختصار، تدور الحلقتان حول موضوع دعوة عدد من العلماء الأجانب، وباختصاصات مختلفة.. منهم ويليام هاي، توماس أرمسترونك، بيتر أليسون بالمر، ألفرد كرونر، وغيرهم، في سبعينيّات وثمانينيّات القرن الماضي، وذلك من قبل فريق يرأسه الشيخ عبد المجيد الزنداني، لغرض التوصُل معهم/إقناعهم بعدد من مواضيع الإعجاز الموجودة في النص القُرآني، وفق صفتهم ومراكزهم العلميّة، وكانت محط الرحلة بين السعوديّة ومصر وإسلام أباد.. وثبتت نتائج ووقائع هذه اللقاءات/حسب وجهة الزنداني، ببعض الوثائق!

إضاءات

  1.  الضروري أن نبيّن، أنّ الطريقة التي استدعي بها العلماء ومن مظاهرها السفر برحلات على الدرجة الأولى، الإقامة بأرقى الفنادق، منح بدل نقديّ لكُل عالم، مأدبات عامرة .. حتى إن بعضهم اصطحبوا زوجاتهم! كل ذلك يدُل، بشكل أو بآخر، على أن الغرض من الاجتماع ليس علميًا بحتًا، وإنما الغرض منه غايات مُعيّنة!
  2. كما هو معروف للمُتخصّصين أن قضية وأسلوب "الترجمة" قد كان لها الأثر الأكبر في مثل هكذا لقاءات، خاصّة في عملية نقل الآيات مُترجمة إلى لُغات أخرى، وبنفس الوقت في عملية نقل تعليق العلماء على الآيات المطروحة وذلك لعدم وجود أيّ طرف يُمثِّل وجهة النظر العلميّة المحايدة بالنسبة لعملية الترجمة!
  3. كان غاية الاجتماعات جر العلماء إلى منطقة مُعيّنة لمُطابقة بعض الحقائق العلميّة وقياسها على ما هو موجود في القُرآن، وسحب اعتراف علمي تام من العلماء مفاده أن الرسول كان أميّا، وليس له من خبرة معلوماتية بهكذا حقائق علمية قبل 1400 سنة، وعليه فالقُرآن هو منقول من الوحي الإلهيّ، وليس من مصدر بشريّ، وهذا الاستنتاج هو نتاج ما صدر عن كلّ هذا الحراك، وهو الأمر الذي وُضع كهدف من البداية، ويُروّج له عبد المجيد الزنداني بقولته "إنّه الحق".
  4. ولكن من خلال مُجريات الحلقتين وأيضًا من خلال مُقابلة عدد من العلماء في الوقت الحاضِر ممن أُشير إليهم في المُقدِّمة أعلاه، من قبل أحد العاملين في البرنامج، أنكر العلماء كُلَّ ما نُسب إليهم، ونفوا كُلّ ما نُشر عنهم، وإنما كانت حقيقة ما جرى هو فبركة في الترجمة، وتحوير في مجرى الحديث والنقاش، وأنّ كُلّ ما نُشر عن العلماء هو محض تدليس وافتراء، غايته اختلاق ضجّة أعلاميّة، من أجل تأكيد الإعجاز القُرآني الذي روّج له الشيخ الزنداني .. كما أنكر العلماء أعلاه الزعم بأنَّهم قد تحوّلوا إلى الإسلام!

القراءة

أوّلا: لكي يكون الشيخ الزنداني مُلمّا بأيّ إعجاز علميّ، يجب عليه أن يكون له تأهيل علميّ حتى يكون مهنيًا قادرًا على عملية البحث العلميّ، لكن الشيخ لم يحصل على أيّ تأهيل علميّ واضِح، فقد درس الشيخ الصيدلة في كلية الصيدلة في القاهرة وتركها بعد عامين ولم يكمل دراسته! وهذا يعني أن الشيخ لم يحصل على أيّ مُؤهل علمي أعلى من الثانويّة العامة المصريّة! حسب ما جاء في موقع المستقبل نت! إنّ ما روّج له الشيخ (مصنفاته  وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز) هو محض افتراء لا غير. لذا أرى أن يهتم الزنداني بما يقدر عليه من إقناع  الآخرين به، دُون الدُخول في مناطق لا يقوى على "المناطحة" والجدل بها!

ثانيًا: إنّ العلم له رجاله، والزنداني ليس من هذه الطبقة، فلو بقى في مجاله واختصاصه لكان أفضل له! أليس هو من أفتى بـ "زواج الفرند"، "وقد أثارت الفتوى على صاحبها غضب مشايخ الأزهر وغيرهم، بل تعدى بعضهم على شخصية الزنداني فقالوا: إنّه فشل في دراسته الجامعيّة بصيدلة الأزهر، وآخرون ركّزوا على التدليل ببطلان اجتهاده، وأنّه غير مُؤهَّل للاجتهاد الفقهيّ لكونه "متخصصاً في الإعجاز العلميّ"، والبعض الآخر وصمه بالتشيُّع، وعدّوا فتواه مخالِفة للشرع حسب ما جاء في almoslim.net/node/85255 المسلم نت. فكيف بمن يظن أنّه عالم -إن صحَّ ذلك- أن يفتي بهكذا "ترهات وخُزعبلات"؟ ولكني أرى حقيقةً أنَّ هذا هو مجاله وديدنه! هذا من جانب، ومن جانب آخر، أرى أنّ الفتاوى هي مجال إبداعه، فهذا أفضل لنا من أن يخرج لنا يومًا ويقول إنّ بواكير النظرية النسبيّة لألبرت أينشتاين ونظرية الثقوب السوداء لستيفن هوكينج كانت موجودة في نصوص القُرآن، أو أن يقول إن السير ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين، اعتمد في بحوث اكتشاف البنسلين على تجارب  مستوحاة من شرب بول البعير!

ثالثا: إنّ الأسلوب التضليليّ المُتبع في سحب اعترافات العلماء من أجل إثبات ألوهيّة المصدر القُرآني، أراه أسلوبًا أقل ما يقال عنه إنّه أسلوب لا يرقى إلى أدنى مُتطلبات الأخلاقيّة العلميّة! إنّه كالأسلوب المتبع في أقبية أجهزة المخابرات ! فلم هذا الألحاح على هذه النقطة بالتحديد !، التي قد شكلت عقدة مستعصية لا يقدرون دعاة الإعجاز على فكّها أو حلّها! بدءًا من الزنداني وانتهاءً بزغلول النجار. أرى أن ينتبه دُعاة الإعجاز العلمي إلى محاور مُعيّنة أهم من قضية الإعجاز، مَثلًا: مدى مُساهمة علوم القُرآن في النهضة الحضاريّة اليوم! ومُحاولة تحجيم نصوص القُرآن التي تحث على الإرهاب والقتل والعنف، كذلك نشر ثقافة عدم تكفير الآخر والاعتراف بباقي البشر من غير المسلمين بأنّهم مواطنون كالمسلمين سواءً بسواء وليسوا كفرة أو أهل ذمّة!، والابتعاد عن الفوقيّة المتضمَّنة في الآية التالية "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (110 سورة آل عمران)... وغير ذلك.

خاتمة

إنَّ تساؤلات العلم ليست مُجرّد ادعاءات! فالعلم للعلماء وليس للأدعياء والدّجالين والمحتالين. والعلم له قواعد ونظريات تحتاج إلى براهين وأسانيد! العلم لا يُمكن أن يثبت بالتضليل، ولا يمكن البرهنة عليه باللقاءات المشبوهة/المدفوعة الثمن! هذا من جهة، ومن جهة ثانية ألم يخطر ببال الزنداني وفريقه أنّ يومًا ما سيأتي وتنكشف للعالم أساليبُهم الملتوية؟! إنّ قضية ألوهيّة النص القُرآني لا يُمكن أن يثبتها لا الزنداني ولا غيره، لأنّ الله ليس كلمة تُحشر بين النصوص كيفما شاء البعض، وليس عملية تجميل لنُصوص أثبت حالُ اليوم أنّها ليست بعيدة عن العلم فقط، بل إنّها خارج نطاق الحياة والزمان والمكان!

١ أنصح القارئ العزيز بمشاهدة الحلقتيْن على موقع اليوتيوب وذلك للاطلاع، بشكل تفصيلي، على مُجريات كشف الحقائق!

الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني: وُلد في  1 يناير  1942، وهو سياسيّ وداعية يمني وهو المُؤسِّس لجامعة الإيمان باليمن ومُؤسس  الهيئة العالميّة للإعجاز العلميّ في القُرآن والسُّنة في مكة المكرَّمة ورئيس مجلس شُورى حزب التجمُّع اليمنيّ للإصلاح وأحد كبار مُؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن. (نُقل من الموقع التالي: quran-m.com/quran/researcherdetails). وقد شارك الزنداني في الجهاد الأفغانيّ في الثمانينيّات وذلك عن طريق دعوة الشباب اليمني للمُشاركة في الجهاد ضِد الشيوعيّة السوفيتيّة.  وتتّهم الحكومةُ الأمريكية الشيخَ بدعم الإرهاب وبصِلته بالعديد من الإرهابيّين بسبب مشاركته في الجهاد الأفغاني. (نُقل من موقع الويكيبيديا).  

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث