«القاعدة» و«طالبان» و«داعش» على باب الصين - مقالات
أحدث المقالات

«القاعدة» و«طالبان» و«داعش» على باب الصين

«القاعدة» و«طالبان» و«داعش» على باب الصين

توم حسين

في وقت يضيق الخناق على «داعش» في الشرق الأوسط، تُتوقع عودة مقاتلين جهاديين مخضرمين إلى الأرض التي سبق أن قاتلوا فيها في أفغانستان وباكستان، على مقربة من الحدود الغربية الصينية. وفي استقبالهم فوج من المقاتلين الذين سبقوهم وجاؤوا من العراق وسورية إلى أفغانستان العام الماضي، لمساعدة منشقّين عن طالبان في إنشاء «ولاية خراسان».

وخلص تقرير للأمم المتحدة عنوانه «مراقبة نشاط القاعدة وطالبان»، الى أن حوالى 70 مقاتلاً وصلوا في أيلول (سبتمبر) 2015 إلى أفغانستان، وأن «داعش» في خراسان بدأ يستقطب مقاتلين من 25 ولاية أفغانية من أصل 34 ولاية. ويسيطر تنظيم «الدولة...» على عدد من المديريات في ولاية ننجرهار، وزرع جيوباً في أفغانستان، على رغم أن القوات الأميركية والقوات الحكومية الأفغانية توجهان إليه معاً الضربات، وأن طالبان كذلك تشنّ حملة منفصلة عليه. وسلّط هجومان الضوء أخيراً، على تفاقم خطر «داعش» في هذه المنطقة التي تنهشها الحرب. وقتل فريق من الانتحاريين 61 شخصاً وجرحوا 165 في هجوم على أكاديمية الشرطة الباكستانية في كويتا، وخطف فريق آخر ثلاثين فلاحاً وأعدموهم في ولاية غور غرب أفغانستان.

وليس عهد أفغانستان وباكستان بالجهاديين المخضرمين جديداً. فكل منهما سبق أن استضاف مسلّحين قاتلوا مع «القاعدة» ضد القوات الأميركية واحتلالها العراق ما بين عامي 2003 – 2006. وعاش قائدهم الأردني، أبو مصعب الزرقاوي، في بيشاور الباكستانية تسعة أعوام قبل هجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة. واختارت تنظيمات موالية لـ»القاعدة» مجموعات من المقاتلين الباكستانيين والأفغان، وأرسلتها لتلقّي تدريب حي في العراق على يد الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية في حزيران (يونيو) 2006، وبعضهم تولى مسؤوليات قيادية في «داعش». وحين كانوا في العراق، اكتسبوا أساليب قتال ومهارات جديدة، منها صناعة المتفجرات الحديثة والأحزمة الناسفة تحديداً، ونقلوا هذه التقنيات إلى أفغانستان وباكستان حين ارتفع زخم عمل الجماعات المسلحة في الدولتين في 2005. واستعان أبو بكر البغدادي بشبكة المعارف هذه حين لجأ إلى منطقة داتا خيل في شمال وزيرستان الباكستانية ما بين عامي 2012 - 2013، قبل أن يرأس «داعش»، وفق قول منصور محسود، مدير معهد أبحاث القبائل في إسلام أباد.

ووقع أول انشقاق كبير في صفوف «القاعدة» ومقاتليها في أفغانستان وباكستان في كانون الأول (ديسمبر) 2014، حين أعلن عناصر الحركة الإسلامية في أوزبكستان، وهي فصيل من مئات المقاتلين الذين اشتهروا بهجماتهم الدموية على الجيش الباكستاني ومؤسساته، الولاء لـ»داعش». وتوجه ألف مقاتل من الإيغور المسلمين المتحدرين من منطقة شينجيانغ إلى سورية من منطقة القبائل الباكستانية، وانضمّ حوالى نصفهم إلى «جبهة النصرة»، والباقون إلى «داعش». وكان رفيق آخر للزرقاوي هو أبو الهدى السوداني، أول عربي في أفغانستان يعلن انسلاخه عن «القاعدة» وانضمامه إلى «داعش» في نيسان (أبريل) 2014. وكان دوره حاسماً في إقناع قادة ستة فصائل من «طالبان باكستان» بموالاة «داعش» وقيادتها في الرقة، قبل أن تؤسس ولاية خراسان.

وثمة حوالى خمسمئة مقاتل باكستاني يقاتلون في صفوف «داعش» في الشرق الأوسط، من بين حوالى 25 ألفاً الى 30 ألف مقاتل أجنبي في سورية والعراق، وفق تقرير «موسوعة الإرهاب العالمية: رؤية إنسانية» الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، عن معهد دراسات الاقتصاد والسلام في نيويورك.

ومع خسارة «داعش» أقاليم في العراق وسورية، يرجح خواجا خالد فاروق، وهو مسؤول باكستاني سابق في مكافحة الإرهاب، أن يقصد قادة التنظيم وأنصارهم أفغانستان والمناطق الباكستانية المجاورة. ومن المتوقع أن يفقد أثرهم في أفغانستان، على رغم نفوذ طالبان وتمتعها بقوة كبيرة. وحين عودتهم، سيثير المقاتلون الباكستانيون مشاكل كثيرة.

* صحافي مقيم في إسلام آباد، خبير في الشؤون الباكستانية، عن «ساوث شاينا مورنينغ بوست» الهونغ كونغية، 31/10/2016

ترجمة صحيفة الحياة اللندنية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث