كشف متشدد إندونيسي يدعى سيف الأنام يقضي العقوبة القصوى في سجن مشدد ببلاده، عن قصة حياة وموت ابنه الصغير، حتف سيف الرسول، الذي شجعه على الالتحاق بصفوف "داعش" في سوريا.
وقدم سيف الأنام تصريحه بشكل خطي، ردا على أسئلة طرحتها عليه وكالة "رويترز" أثناء جلسة استماع في قضيته بمحكمة في جاكارتا. ونشرت الوكالة مقتطفات من اعترافات المتشدد الإسلامي هذا في تقرير حول المدارس الإندونيسية الخاصة التي تشجع تلاميذها على الانضمام لـ"الجهاد" في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وقال سيف الأنام إن نجله كان يبلغ من العمر 11 عاما فقط عندما قال له إنه يريد أن يترك الدراسة في مدرسة ابن مسعود الإسلامية الداخلية ويذهب إلى سوريا للقتال في صفوف "داعش". وجرى هذا الحديث أثناء زيارة الصبي لوالده في السجن خلال العطلة الدراسية.
وكتب الأب يقول: "في البداية لم أرد عليه واعتبرتها مزحة من طفل. لكن الأمر اختلف عندما أبدى ابني حتف استعداده مرة تلو المرة". وقال حتف لأبيه إن بعض زملائه ومدرسيه في مدرسة ابن مسعود ذهبوا للقتال في صفوف "داعش" و"استشهدوا هناك". ووافق الأب سيف الأنام على سفر نجله، مشيرا في تصريحه إلى أن المدرسة يديرها "رفاق يشاركوننا عقيدتنا".
الطفل الإندونيسي حتف سيف الرسول في سوريا
وسافر حتف إلى سوريا مع مجموعة من الأقارب عام 2015 وانضم إلى فريق من المقاتلين الفرنسيين. وقال سيف الأنام إنه فخور بابنه الذي لقي حتفه في سوريا في نهاية المطاف.
وأوضح أن نجله كان يقدر على فك جميع أجزاء البندقية في 32 ثانية فقط، "وتم تسليمه مسدسا عيار 9 ملم وقنبلتين يدويتين وسكينا، خاصة بالقوات الخاصة، وبوصلة". وكشف أيضا أن ابنه حتف تمكن من النجاة من غارة جوية طار فيها في الهواء من شدة الانفجار ولم يصب سوى بجرح في الأذن وفقدان السمع.
وفي الأول من سبتمبر/أيلول 2016 وقبل شهرين من بلوغه الثالثة عشرة، أصيب حتف في غارة جوية ثانية. وفي أعقاب الغارة أعلن "داعش" مقتل ثلاثة إندونيسيين بالقرب من مدينة جرابلس شمالي سوريا.
وكتب الأب سيف الأنام يقول إن "المجاهد الصغير البشوش" قضى نحبه وإن جسده النحيل تمزق من جراء الانفجار.
وتابع قائلا: "لا أشعر بالحزن أو الخسارة ، باستثناء حزن محدود كأب رحل عنه ابنه الحبيب. بل إنني شعرت بالفرح لأن ابني نال الشهادة إن شاء الله".
وركز تقرير "رويترز" على دور مدرسة ابن مسعود في تجنيد إندونيسيين صغار للالتحاق بالتنظيم الإرهابي. واستنتجت الوكالة من وثائق قضائية وأوراق رسمية ومقابلات مع مسؤولين عن مكافحة الإرهاب ومتشددين سابقين، استنتجت أن الطفل حتف كان واحدا من 12 فردا على الأقل من مدرسة ابن مسعود سافروا إلى الشرق الأوسط للقتال في صفوف "داعش"، بين عامي 2013 و2016.
وأوضحت شرطة مكافحة الإرهاب الإندونيسية ووثائق محاكمات لمتشددين صدرت عليهم أحكام، أن 18 شخصا آخر على الأقل، تربطهم صلات بالمدرسة، أدينوا أو ألقي القبض عليهم بتهم تدبير عمليات وشن هجمات في إندونيسيا، من بينها ثلاثة من أسوأ الهجمات التي وقعت في البلاد في العشرين شهرا الأخيرة.