"شارلي إبدو" وإرهاب برشلونة .. استفزاز المسلمين بـ"السلام الأبدي" - مقالات
أحدث المقالات

"شارلي إبدو" وإرهاب برشلونة .. استفزاز المسلمين بـ"السلام الأبدي"

على الرغم من الهجوم الدامي الذي سبق أن تعرض له مقرها، في قلب العاصمة الفرنسية باريس، بسبب "رسوماتها الكاريكاتورية المتجاوزة للخطوط الحمراء" حول قضايا الإسلام، عادت صحيفة "شارلي إبدو" لإثارة الجدل على طريقتها الخاصة، مستغلة في ذلك واقعة الدهس في مدينة برشلونة، وتورط فيها شباب ينحدرون من أصول مغربية.

ونشرت المجلة الفرنسية غلافاً رئيساً، اليوم الأربعاء، حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف إسبانيا قبل أيام، ويُظهر قتيلين على الأرض بمعية عبارة "الإسلام دين سلام .. أبدي"، بينما تضمنت صفحات المجلة الداخلية جملة "برشلونة.. سياحة أم أسلمة، أيهما نختار؟"، وهي التعابير التي رأى فيه كثير من المتواجدين في مواقع التواصل الاجتماعي "تعمدا مقصودا من المجلة للربط بين الدين الإسلامي والإرهاب".

وتعرضت المجلة الفرنسية إلى انتقادات واسعة بعد هذا الرسم المنشور على أولى صفحاتها، حتى من قبل مسؤولين فرنسيين رؤوا في العدد الجديد "استفزازاً واضحاً ضد المسلمين في أوروبا". وفي الصدد ذاته قال ستيفان لوفول، الوزير الفرنسي السابق الذي كان متحدثا باسم حكومة الرئيس فرانسوا هولاند، إنه "من الخطير جداً القول إن الإسلام دين قتل".

الجدل طال الرسومات الكاريكاتورية التي جرى تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حذّرت منابر إعلامية دولية من "خط تحرير الصحيفة الذي جر عليها الكثير من الأعداء، خصوصا من لدن الإسلام الراديكالي".

وتعليقاً على الغضب الذي أثاره رسم "هجوم برشلونة"، دافع لوران ريس، محرر في "شارلي إبدو"، على خط تحرير للمجلة التي يعمل بها في التعاطي مع الواقعة، قائلاً: "النقاشات المتعلقة بدور الدين، وخاصة الإسلام، في هذه الهجمات قد اختفى تماماً". كما أشار ريس، في تصريحات صحافية، إلى أن صانعي السياسات العامة يتجنبون دائماً طرح الأسئلة الصعبة بخصوص الهجمات الإرهابية مراعاة لمشاعر المسلمين المعتدلين.

شارلي والإسلام

تباينت الآراء حول الرسومات التي تقوم بنشرها "شارلي إبدو" للتعبير عن مواقفها من قضايا الإرهاب، حيث سبق أن عبرت كبريات الصحافة الأنجلوساكسونية عن معارضتها للرسومات الكاريكاتورية التي تستهزئ من نبي الإسلام، أو المسلمين بصفة عامة.

وسبق لصحيفة "واشنطن بوست" العريقة أن أكدت أنها ترفض نشر الرسومات المسيئة للمسلمين، وقالت إن المعايير الصحافية في الولايات المتحدة الأمريكية تختلف عن فرنسا، وأضافت "نعتبر أن إعادة نشر هذه الرسوم إساءة إلى شريحة من قرائنا"، كما اعتبرت صحف أخرى أن رسومات "شارلي" تبقى "غير مدافعة عن حرية الرأي والتعبير، بل في الحقيقة توجه ضربة للحرية عندما تستفز المسلمين، وهذا أمر غبي"، بتعابيرها المتطابقة.

وفي يناير 2015، تعرضت "شارلي إبدو" لأعنف هجوم على مقرها في باريس، راح ضحيته 12 شخصاً؛ من بينهم أربعة رسامين معروفين ضمن هيئة تحريرها. وبالرغم من ذلك عادت المجلة إلى نهجها في الذكرى الأولى للهجمات، سنة 2016، حيث أصدرت في عدد خاص، تضامناً مع ضحاياها، غلافاً مستفزا تحت عنوان "إله مجرم!"؛ يصور شيخا ملتحيا مسلحا برشاش، وثيابه ملوثة بالدماء وهو يركض في اتجاه المارة.

هسبريس ـ عبد الرحيم العسري

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث