وكالات، لينغا:
تستمر محاكمة عضوة البرلمان الفنلندي المسيحية بايفي رازانين، والاسقف يوحنا بوهجولا في العاصمة هلسنكي، بسبب ايمانهم المسيحي، والتي بدأت منذ حوالي ثلاثة اسابيع، في ختام حملة استمرت لثلاث سنوات من المضايقات القانونية من جانب الحكومة الفنلندية.
وتواجه الطبيبة وعضوة البرلمان المسيحية ايفي رازانين البالغة من العمر 62 عامًا وجدة لسبعة اطفال، ثلاث تهم بما يسمى ”الاثارة العرقية“ لتعبيرها عن ايمانها بتعاليم الكتاب المقدس من خلال نشر كتيًب عن الزواج في عام 2004، ولمشاركتها في مناقشة في برنامج اذاعي في عام 2019، وفي تغريدة مع صورة لمقطع من الكتاب المقدس، وهي تواجه ما يصل الى عامين في السجن في حال تمت ادانتها.
ويواجه الاسقف بوهجولا تهمة واحدة تتعلق بـ ”التحريض العرقي“ لمجرد استضافته كتيّب رازانين على موقع الانترنت الخاص بكنيسته، وفي حال ادانته سيواجه هو الاخر السجن لمدة عامين ايضا.
تعتبر فنلندا دولة ديموقراطية اوروبية ليبرالية وتعد مواطنيها ظاهريا بحقوق الانسان الأساسية مثل حرية التعبير، والدين، والمساواة بموجب القانون وحقوق الملكية، من بين أمور أخرى، ومع ذلك، يبدو ان الحكومة الفنلندية قد نسيت هذه القيم الأساسية وتتصرف مثل ثيوقراطية مستيقظة لأنها تحاول معاقبة المواطنين الذي يجرؤون على مخالفة العقائد العلمانية السائدة.
وبما أن الطبيبة رازانين هي شخصية سياسة، فلها كل الحق في الانخراط في مناقشات حول المواضيع المثيرة للجدل دون مواجهة تهم جنائية. وباعتبار الاسقف بوهجولا شخصية دينية، على الاقل يحق له نشر كتيّب يوضع وجهة نظر كتابية للعالم دون امكانية السجن.
ويحذر الكثير من المسيحيين من حول العالم الحكومات الغربية التي طغت عليها العلمانية الراديكالية، التي تزدري المسيحية، وان المنحدر الزلق سوف يؤدي الى مواجهة المؤمنين للمحاكم بسبب معتقدهم في الساحة العامة. ويبدو ان فنلندا قد انزلقت في هذا المنحدر واصبحت تعيش الواقع الجديد.
وكان الولايات المتحدة بقيادة الرئيس باراك حسين اوباما قد بدأت في اجراءات قوانين من شأنها ان تحظر أيضا بشكل فعال الخلاف حول مسائل الجنس والايديولوجية الجندية، ويشكل هذا تهديدا لكل مؤمن مسيحي يتجرأ على اعلان ايمانه ومعتقداته الدينية المستقيمة السائدة في المجتمع الامريكي الواسع. وهذا أيضا ما يسعى اليه مجلس النواب اليوم بقيادة بايدن، والذي يسمح بفرض عقوبات على التأشيرات على الافراد الذين يُنظر اليهم على انهم لا يتماشون مع ايديولوجيا اليسار الجديدة والراديكالية الجنسانية.
ويبدو ان هذه المشاريع القانونية فشلت في حماية الحرية الدينية، بل وأعلنت الحرب الشاملة عليها.
نصلي ان يكون الرب مع رازانين والكاهن بوهجولا الذان يواجهان المحاكم الفنلندية بلطافة بينما يواجهون ضغطا اجتماعيا هائلا وتدقيقا اعلاميا. المحكمة القادمة ستكون في 30 آذار/مارس.