أصدرت الدعوة السلفية بيانا، اليوم، الأربعاء، أعلنت فيه تأييدا لتصريحات الشيخسالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، قائلة إن المسيحيين واليهود كفار.
وقالت الدعوة السلفية فى بيانها: "ما يطالب به البعض من أن يبين علماء كل دين عقيدتهم دون التطرق لعقائد الآخرين فغير ممكن عقلًا، وإلا فهل يُعقل ألّا يُدرس فى عقائد المسيحيين موقفهم من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو حتى موقفهم من الخلاف التاريخى بين الكنائس؟".
وتابعت: "أما الإسلام فلا تتم عقيدة التوحيد إلا بترك ما يضاده، وكما يُعلِّمُ المسلمون صغارَهم عقيدة الإسلام من خلال قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وغيرها من السور والآيات كثير، وأخطر من هذا ما ينادى به البعض من منع تدريس آيات من القرآن فى المدارس، أو حتى منع تفسيرها فى برامج تليفزيونية دينية، يعلم الجميع مسبقًا أنها موجهة للمسلمين مما ينفى عنها أى شبهة إساءة لغيرهم.
وإلى نص البيان:
1- القرآن كتاب نور وهداية، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}، وهو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامى، وإليه يُرجع فى معرفة حكم الله فى التعامل بين المسلمين بعضهم البعض والتعامل بينهم وبين غيرهم.
2- يجب على المسلم أن يؤمن به كله، وأن يعمل به كله، وإلا دخل تحت طائلة قوله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْى فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إلى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
3- أَمرَ القرآنُ الكريم بالدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة فقال: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ أن رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
4- مع هذا الأمر بالجدال بالتى هى أحسن فقد نهى القرآنُ عن المُدَاهَنَةِ فى الدين فقال: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}.
5- بُعِثَ النبى -صلى الله عليه وسلم- وفى العالم ديانات أهل الكتاب بالإضافة إلى الوثنيين والمجوس وغيرهم؛ فخاطبَ الجميع بقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وخصّ أهل الكتاب فى مواطن متعددة مثل قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً}، وقال: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}.
6- مما سبق يتضح أن هذا الوضوح فى العقيدة لا يخالف الجدال بالتى هى أحسن، ويجمعُ بين الأمرين التطبيقُ العملى لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما أحسن وفادة وفد نصارى نجران، ولكنه ناظرهم، بل أمره الله أن يباهلهم فى شأن عقيدتهم فى عيسى -عليه السلام-، فقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}.
7- من المعلوم للقاصى والدانى أن ركن الإسلام الأعظم وباب الدخول إلى الإسلام هو: "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"، والملل الأخرى تخالف الإسلام فى أصل شهادة "أن لا إله إلا الله"، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}.
كما تخالف الإسلام فى شهادة "أن محمدًا رسول الله"؛ وإلا لصاروا مسلمين، والقرآن يقرر كفر من أنكر نبوة نبى من الأنبياء، فكيف بمن أنكر نبوة خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-؟، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}، ولذلك أجمع المسلمون عبر العصور على "كفر كل الملل غير ملة الإسلام"، قال ابن حزم فى مراتب الإجماع: "واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفارًا"، وكذلك قاله القاضى عياض فى (الشفا ببيان حقوق المصطفى(.
8- يعتقد المسلمون صحة إيمان أتباع جميع الأنبياء، ولكن إيمان من ينتسب إلى الأنبياء لا يكون صحيحًا إذا خالف أصل شهادة "أن لا إله إلا الله"، أو كذّب بنبى من الأنبياء لاسيما محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالى "فكل ما وردَ فى القرآن مِن إثبات الإيمان لليهود أو النصارى أو غيرهما؛ إنما هو إثبات لإيمان اتباع الأنبياء قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم"، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
وأما من أدرك رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فلم يثبُت الإيمان إلا لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فى مثل قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}، ومن الخطأ البيّن أن يتلو البعض هذه الآية دون أن يلحقها بالآية التى بعدها، والتى تبينُ سببَ إثبات الإيمان لهؤلاء من قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، فإنما "أثبت الله لهم الإيمان؛ لإيمانهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ودخولهم فى دينه".
9- وإذا كانت الآيات التى استعرضناها فى النقاط السابقة قد بينت أمر العقيدة، فهناك آيات أخرى قد بينت أسس التعايش بين المسلمين وبين غيرهم، والتى يحكمها قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وهذه الآية وغيرها تشرع حقوقًا لغير المسلمين على المسلمين -وجوبًا أو استحبابًا ومما يثير العجب والدهشة أن يعتبر البعض أن إثبات هذا الأمر يجعله يبدو فى صورة المنّة وليس فى صورة الحق، ومن ثَمّ يريد أن يأخذ المسيحى المصرى حقه من الدستور، وفى الواقع فإن الدستور يستند إلى مصادر، وأعلى هذه المصادر وأكثرها رسوخًا ما كان نابعًا من التزام دينى كما هو حال التزام المسلم تجاه شركائه فى الوطن، ثم يعبر عن هذا فى الدستور، فهو حق شرعى أولًا، ودستورى ثانيًا، ولا تعارض بين الأمرين.
10- وأما ما يطالب به البعض من أن يبين علماء كل دين عقيدتهم دون التطرق لعقائد الآخرين فغير ممكن عقلًا، وإلا فهل يُعقل ألّا يُدرس فى عقائد المسيحيين موقفهم من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو حتى موقفهم من الخلاف التاريخى بين الكنائس؟
وأما الإسلام فلا تتم عقيدة التوحيد إلا بترك ما يضاده، وكما يُعلِّمُ المسلمون صغارَهم عقيدة الإسلام من خلال قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وغيرها من السور والآيات كثير.
11- وأخطر من هذا ما ينادى به البعض من منع تدريس آيات من القرآن فى المدارس، أو حتى منع تفسيرها فى برامج تليفزيونية دينية، يعلم الجميع مسبقًا أنها موجهة للمسلمين مما ينفى عنها أى شبهة إساءة لغيرهم.
12- أن بناء الميثاق الاجتماعى على نوع من الخداع والتضليل يجعله هشًّا يوشك على الانهيار، فالإرهابيّون الذين يريدون تفجير الكنائس سيسهل عليهم جدًا أن يقولوا: "إن ما يقال لكم فى هذا الموضوع برمته مصادم للقرآن الذى وصف المسيحيين وغيرهم بالكفر"، وفى هذه الحالة سيكون هذا كافيًا عند من يعرف هذه الحقيقة القرآنية لأول مرة عن طريقهم -وسيعرفها حتمًا مبتورة عن الآيات التى تقرر المعاملة بالبر والإقساط- أن يقدم على هذه الجرائم، بخلاف من تعلّم الحقيقة كاملة؛ فإنه لا يمكن أن يتورط فى هذا؛ لأنه يعلمُ أن الذى بيّن له تلك العقائد هو الذى أمره بالبر والإحسان مع من خالفها، بل وكم رأينا خلافًا تجاريًّا أو حياتيًّا بين مسلم ومسيحى ممن لا ينتمون إلى جماعات إرهابية؛ يتحول إلى فتنة طائفية؛ لعدم وجود الطرح المتوازن والإدراك التام للقضية من جميع أبعادها، مما يبين مدى هشاشة هذا البناء الذى يستسهله البعض.
13- وبصفة عامة فإن علاج وجود تفسير خاطئ لآيات قرآنية هو نشر التفسير الصحيح لا منع نشر الآية ذاتها، وإلا كان هذا بمثابة ترك المجال لأصحاب التفسير الخاطئ أن ينفردوا بالآية وبتفسيرها، كما أن علاج وجود اجتزاء فى عرض قضية معينة لا يعنى إغلاق هذه القضية؛ بل يعنى نشر الوعى بالقضية متكاملة.
14- وإذا كان لابد من وضع قيود فلتكن على برامج "التوك شو"، التى تُقحم هذه الموضوعات كثيرًا، وبطريقة مثيرة، ثم تشتكى من أنها تفرق بين أبناء الوطن، وإلا فعند تناول مسائل العقيدة فى برامج دينية -يعلم المشاهد مسبقًا حالها- فإن الأمر لم يكن يسبب فتنة، وما بأحاديث الشيخ الشعراوى عنّا ببعيد، ورغم تفسيره للقرآن -فى التليفزيون المصرى- بكل ما جاء فيه من مجادلة لأهل الكتاب، فقد كان -رحمه الله- أحد الذين يُطفئون الفتنة الطائفية، ومواقفه فى ذلك مشهورة، وهى مواقف كانت محل تقدير وإجلال من كثير من القيادات المسيحية والكنسيّة.
15- تؤكد "الدعوة السلفية" على أن سلوك أبنائها فى ثورة 25 يناير، وحماية الأقباط فى فترة الانفلات الأمنى -وهو ما شهد به الجميع وقتها-؛ يؤكد أن "الجمع بين الوضوح العقدى والتعايش السلمى أمر مُشاهد وممكن التطبيق".
-
الخلاصة:نؤكد على أن المسائل الشرعية بصفة عامة -ومنها مسألة علاقة المسلمين بغيرهم- لا يجوز أن تُعرض بطريقة الاجتزاء، أو أخذ طرف من القضية وترك الطرف الآخر، وقضية علاقة المسلمين بغيرهم لها شقّان:
الأول: يتعلق بالعقيدة.
والثانى: يتعلق بالمعاملة.
فأما العقيدة فقال الله فى شأنها: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.
أمّا الشق الثانى الخاص بالمعاملة:
فقال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وكان هذا الجمع الدقيق بين هذين الشقين هو منهاج النبى -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام وجموع المسلمين عبر أربعة عشر قرنًا من الزمان، لم يشذ عن ذلك إلا الخوارج الذين يظلمون المسلمين أكثر من ظلمهم لغيرهم، ومنهم الجماعات الإرهابية فى زماننا مثل "داعش" ومن على شاكلتها.
ولم تكن دراسة المسلمين لعقائدهم سببًا فى أى عدوان أو تعدٍ أو ظلم لغير المسلمين بأى صورة من الصور كما يزعم الزاعمون.
وقد وفقَ اللهُ "الدعوةَ السلفية" بالتطبيق العملى لهذا الفهم فى مناسبات عديدة من أبرزها: "حماية الأقباط فى فترة الانفلات الأمنى أثناء ثورة يناير".