كيت هارفارد وجوناثان شانزر يكتبان : قطر ترعى الإرهاب.. ومطلوب وقفة من الولايات المتحدة - مقالات
أحدث المقالات

كيت هارفارد وجوناثان شانزر يكتبان : قطر ترعى الإرهاب.. ومطلوب وقفة من الولايات المتحدة

كيت هارفارد وجوناثان شانزر يكتبان : قطر ترعى الإرهاب.. ومطلوب وقفة من الولايات المتحدة

بعد أن رفض فندقان فى الدوحة استضافة مؤتمر إعلان وثيقتها فى قطر، لمخاوف تتعلق بخرق قوانين العقوبات الأمريكية الموقعة على أنشطة تمويل الإرهاب، عقدت حركة حماس مؤتمرها الصحفى، الأسبوع الماضى، بفندق «شيراتون جراند» بالدوحة، للإعلان عن الوثيقة السياسية الجديدة، والتى تم الترويج لها باعتبارها نسخة أكثر اعتدالاً من الميثاق الذى تأسست عليه الحركة، ولكن حماس لاتزال تتبنى استراتيجية العنف. إن مضمون تلك القصة يلقى الضوء على مشكلة مزمنة، ألا وهى أن قطر، التى تعد حليفاً اسمياً للولايات المتحدة، تعمل على تمويه وتحسين صورة التنظيمات الإرهابية.

الواقع أن الدوحة تعد المأوى الأساسى للعديد من عناصر حماس، واستضاف البلد بحفاوة، الزعيم السياسى للحركة خالد مشعل فى عام 2012، بعدما ضاقت حماس ذرعاً بالمذبحة التى ينفذها نظام الرئيس السورى بشار الأسد، ضد السنة والفلسطينيين، ما دفعه (مشعل) إلى إغلاق مكتب حماس فى دمشق، أما الزعيم الجديد للحركة فتوجه هو الآخر وزمرة من مساعديه إلى الدوحة قادمين من غزة. عندما أُجبِر الزعيم العسكرى للحركة، صلاح العارورى، على مغادرة تركيا إثر التخطيط لاختطاف 3 مراهقين إسرائيليين، وهو التخطط الذى تسبب فى إشعال حرب عام 2014 بين إسرائيل وحماس، ليلجأ العارورى للدوحة بعدها فى عام 2015، كما تحدث عزت الرشق، الناطق باسم حماس، عن الدوحة قائلاً إنها وطن.

وتعد قطر كذلك بمنزلة «الصراف الآلى» لحماس، ففى عام 2012، سافر أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثانى، إلى غزة، وتعهد بتقديم 400 مليون لحكومة حماس، وبعد حرب 2014، تعهدت قطر بمنح غزة مليار دولار، يتم تقديمه على مدار بضع سنوات كتمويل لإعادة إعمار غزة (وهو مبلغ يزيد عن كل ما قدمته الدول الأخرى)، ومن المعلوم أن حماس تستخدم هذا التمويل فى إعادة بناء شبكة من أنفاق الإرهاب.

وفى بداية العام الجارى، أعلن إسماعيل هنية أن أمير قطر الجديد، تميم بن حمد آل ثانى، سيدفع، خلال عام 2017 فقط، 100 مليون دولار لغزة الخاضعة تحت سيطرة حماس، وحين تسبب العداء بين حماس والسلطة الفلسطينية فى نشوب أزمة بموارد الطاقة فى غزة، تدخلت قطر وقدمت لحماس وقوداً بقيمة 12 مليون دولار.

باختصار تعد قطر راعياً سياسياً ومالياً لحماس، وهى الآن تلعب دور المستشار التسويقى للحركة أيضاً، إذ ظهرت بصمات أصابعها فى كل تحول سياسى تضمنته الوثيقة الجديدة، التى أعلنت عنها الحركة.

الواقع أن حماس ليست أول جماعة إرهابية تعمل قطر على تمويه أنشطتها وتحسين صورتها، فقبلها، وحين أعلنت «جبهة النصرة» انشقاقها عن «القاعدة» فى 2016، كان هذا الانشقاق نابعاً من مطالبة قطر ووعدها بزيادة التمويل، على الأرجح، وتم الانشقاق بمباركة من قيادة القاعدة، وربما لم يزد الأمر عن تغيير الاسم، وإطلاق مزاعم، من جانب النصرة، بعدم وجود أى علاقة تجمعهم بأى طرف أجنبى.

وقادت قطر مسألة تقديم «النصرة» والترويج لها، إذ أجرت قناة «الجزيرة» المملوكة للدولة لقاءين مطولين مع زعيم جبهة النصرة، أبومحمد الجولانى، وكانت تلك هى المرة الأولى التى يكشف فيها عن وجهه للإعلام، وتحدث حينها عن تأسيس حركة مستقلة معتدلة تتخفى فى صورة جماعة جديدة، عرفت باسم «جبهة فتح الشام»، ولكن رغم أن الجولانى لم يعلن عن ولائه للقاعدة، فإنه لم يعلن كذلك عن رفضه لأيديولوجيتها.

وتستفيد طالبان من عمليات الترويج وتحسين الصورة التى تتبناها قطر، ففى عام 2013، وحين قررت طالبان أن تفتح أول سفارة لها فى دولة، كانت الدوحة هى الدولة التى تخيرتها الحركة، ولعل اختيار المكان كان مناسباً، إذ أن العديد من عناصر طالبان يعيشون بالفعل داخل الدوحة، وتم إغلاق السفارة، اسمياً فقط، بعدما احتجت أفغانستان.

وفى 2015 سافر كبار مسؤولى طالبان إلى الدوحة للتفاوض بشأن صفقة تبادل سجناء، على أن يتم إطلاق سراح «السارجنت» بالجيش الأمريكى، بو برغدال، مقابل 5 من مقاتلى طالبان المحتجزين فى معتقل جوانتانامو، واليوم يعيش هؤلاء المقاتلون الخمسة التابعون لطالبان، حياة مترفة داخل الدوحة. ببساطة يتجول الإرهابيون بحرية داخل تلك الزاوية الصغيرة من الشرق الأوسط، وفى بعض الحالات تسعى الحكومة القطرية للمساعدة فى إعادة تسميتهم، وفى حالات أخرى تتغاضى وتغض الطرف عن أنشطتهم.

الواقع أن كل ما سبق صادم بالفعل، خاصة أننا مازلنا نتعامل مع قطر باعتبارها حليفاً، رغم أن البعض من كلا الجانبين يرى أن التحالف مع قطر يقوم على القيم المشتركة. الواقع أن علاقة الولايات المتحدة مع قطر هى علاقة «معاملات»، تعتمد على سماح قطر للجيش الأمريكى بالقيام بعملياته من القاعدة الجوية العملاقة «العُديد»، غرب الدوحة، التى باتت فى غاية الأهمية للجيش الأمريكى فيما يخص العمليات ضد داعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

غير أن اللامنطق فى هذا هو أن قاعدة «العديد» توجد على مقربة من الفندق الذى استضاف حماس مؤخراً، وأُعلن داخل قاعاته عن الوثيقة السياسية الجديدة، ورغم هذا يصر البعض داخل الجيش الأمريكى أن هذا لا يمثل مشكلة، فيما يرى محللون أن حكومة الدوحة تتغير.

الحقيقة أن قطر ترعى الإرهاب، وحان وقت مطالبة دولة الشرق الأوسط الصغيرة المتغيرة بأن تختار أى طرف تحالف.

«نيوزويك» الأمريكية

ترجمة- أمانى عبدالغنى-المصرى اليوم

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*