لماذا هَرَبَ الشّيخُ ذاكِر نايك؟ - مقالات
أحدث المقالات

لماذا هَرَبَ الشّيخُ ذاكِر نايك؟

لماذا هَرَبَ الشّيخُ ذاكِر نايك؟

بقلم الأخ رشيد

من الشّخصيات الّتي يفتخر المسلمون بها اليوم على صفحات الانترنت ومواقع التّواصل الاجتماعي الشّيخ ذاكر نايك؛ تلميذ الشّيخ أحمد ديدات ومُقلّده. ورغم أنَّ الشّيخ نايك يرتكب مُغالطاتٍ منطقيّة كثيرة، ويقمَع السّائلين، ويُراوِغ في الإجابة، فإنَّ المسلمين -لندرة وجود من يُحاوِر المُلحدين بينهم ومن يُحاوِر المسيحيين ويناظرهم- فإنَّهم يفرحون بكُلِّ شخص يقوم بذلك الدّور ويشفي صُدورَهم حتى لو كان مِثَل الشّيخ ذاكِر نايك بكُلِّ عُيوبه وسقطاته! ولمن يُريد أن يعرف ولو جُزْءا بسيطًا من سقطات الرّجل فليتابع هذا الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=SUDWix67PKA

ليس هذا فحسب، بل إنَّ الشّيخ يقف أحيانًا في قاعات للمحاضرات ويُجادل النّاس ثُمَّ يظهر أنَّ بعضهم يقتنع بالإسلام ويقبله على الفَوْر، وكأنَّ مُستمعيه جاهزون أو كأنَّ المشهد مُرتَّب من قبل ومُعَدّ إعدادًا جيّدًا. لستُ أنا من يقول هذا الكلام بل هذا ما ثَبَتَ لدى السُّلطات الهنديّة. كذلك انشقّ عنه بعضٌ من أعضاء فريقه فكشفوا ألاعيبَه، حيث أوضحوا للصحافة أنَّه كان يدفع لكُلِّ من يُعلِن إسلامه مبلغًا من المال يُقارِب 800 دولار للشخص فيجعل الشيخُ من هؤلاء الضّحايا مشهدًا دعائيّاً يخدم به أغراضه الشّخصيّة. رُبَّما يُجادل أحدُهم قائِلًا إنَّ هذا العمل المشين هو مُجرَّد سقطة للشيخ وحده ولا يتحمّل الإسلامُ مسؤوليتَها. لكن دَفْع المال لترغيب ذوي النفوس الضّعيفة واستمالتها للإسلام هو أمرٌ من صميم الإسلام مُثبتًا بآيّة قرآنيّة، فالقرآن يُوصي المسلمين بتخصيص جُزء من الأموال لمَن يُسمّيهم "المُؤلَّفة قلوبُهم" (التّوبة 60). أُسمّيها أنا "الرّشوة المُقدَّسة" إذ يُعطي المسلمون المال ليُحبِّبوا الإسلام إلى القُلوب! فالمال في نَظَر المسلمين يُليّن قُلوب الكُفّار لكي يقبلوا الإسلام! وهذا ما فَعَلَه محمد مع شخصيّات لم يستطع إقناعها بالحُجّة فأقنعها بالمال واشترى ذمّتَها. ومن بين هذه الشّخصيات صفوان بن أميّة وسُفيان بن حرب، ولذلك يسألني المسلمون حتى اليَوْم: "كم دفعوا لك لكي تبيع دِينك؟" فأنا أتفهّم طريقةَ تفكيرهم كونْهم اعتادوا شِراء الذّمم بالمال، فأسقطوا مُعتقدَهم على الآخرين! لا يُوجَد في الإنجيل آيةٌ واحدة تُوصي المسيحيّين بشِراء ذِمم النّاس، فالإيمانُ المسيحيّ اقتناع قلبيٌّ وغالِبًا ما يُكلِّف الإنسانَ الكثير في سبيل اعتناقه، خصوصًا نحن المسيحيّون من خَلفيّة إسلاميّة، يُكلِّفنا الكثير بسبب فُقدان العائلة والأصدقاء بالإضافة إلى الاضطهاد، والتّهديد .... لذلك رَمَزَ السّيدُ المسيح لهذه الآلام بصليب رمزيّ حين قال: "من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني" (إنجيل متَّى 10 آية 38). نحن نحمل صليب الآلام ولسنا من المُؤلَّفة قلوبُهم.

عودة إلى الشّيخ ذاكِر نايك، ما نشرته الصُّحف الهنديّة في شهر أبريل 2017 عن الشّيخ سيكون سببَ صَدمة لأتباعِه. إنَّ الشّيخَ مطلوبٌ للعدالة، وهو الآن هارِب من مُذكّرة اعتقال بِحَقِّه أصدرتها الوكالة الهنديّة الوطنيّة للتحقيقات. هذه المذكرة تُفيد بأنَّ الشّيخ مطلوب للتحقيق بشأن غسيل الأموال والتّحريض على الإرهاب، خُصوصًا فيما يتعلَّق بالعمليات الإرهابيّة الّتي حدثت في بنجلاديش في يوليو 2016 والّتي تُبيِّن أنَّ المُتورِّطين فيها كانوا من المُتأثِّرين بخُطب الشّيخ نايك، ومنهم الإرهابي "روحان امتياز" الّذي كان من مُتابِعي الشّيخ على مواقع التّواصل الاجتماعيّ. لقد تمكّن الشّيخ ذاكِر نايك من الهرب قبل صُدور المذكرة بحَقِّه وهُوَ الآن في ماليزيا بعدما أعطته الحُكومة الماليزيّة إقامةً دائِمة بها. وكأنَّ السُّلطات الماليزيّة تكافأه على هُروبه من الهند، وتُنقذه من السّجن ومن المُثول أمام العدالة. المُضحك المُبكي أنَّ الشّيخ لديه قناة اسمها "بيس تي في" أيّ تلفزيون السّلام، ومن هذا التّلفزيون تُبثُّ كُلُّ خُطَبِه المُحرِّضة ضِد غير المسلمين خُصوصًا الغرب، وممّا يُروِّج له الشّيخ أنَّ هجمات 11 سبتمبر مؤامرةٌ من تخطيط الولايات المتّحدة نفسها لكي تستهدف الإسلام! كما أنَّه يُحرِّض على قتل المُرتدين عن الإسلام. ومن الغريب أيضًا أنَّ قناته مقرَّها الرّئيسيّ في دُبي بالإمارات العربيّة المتّحدة الّتي تقول بأنَّها تتبنّى خِطابًا مُعتدلًا وأنَّها ضِد الإرهاب وضِد التّحريض على باقي الأديان! وبعدما أدركت السُّلطات البنغاليّة خُطورة خُطب الشّيخ، خُصوصًا وأنَّها ذاقت مرارتها على أرض الواقع حين قتل الإرهابيّون الّذين تأثَّروا بخُطبه حوالي 22 شخصًا، أوقفت بث تلفزيون الشّيخ نايك على أراضيها وأغلقت مكاتبَ مُؤسّسته بها. كذلك فالشّيخ ذاكر نايك ممنوع أيضًا من دُخول بريطانيا وكندا بسبب تحريضه على الإرهاب.

وللتذكير فقط، فالشّيخ ذاكِر نايك فاز بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 2005 وتسلَّمها من عاهل المملكة العربيّة السُّعوديّة. يا للمفارقة!

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث