القياس الفاسد لشيخ الأزهر فى مؤتمر السلام - مقالات
أحدث المقالات

القياس الفاسد لشيخ الأزهر فى مؤتمر السلام

القياس الفاسد لشيخ الأزهر فى مؤتمر السلام

د. وجدى ثابت غبريال

غطت الفرحة العارمة التى اثلجت الصدور بكلمات الحق و السلام و المحبه القوية التى تفوه بها بابا الفاتيكان على كل خطاب سلبى محبط فى تلك اللحظات القويه لتلك الزيارة و لم يتوقف عندها أحد.

فى مؤتمر السلام القى شيخ الأزهر كلمه تكاد تتكرر فيها ذات الأفكار والعبارات التى رددها من قبل فى مؤتمر المواطنة منذ شهور قليله وأتوقف هنا عند محاولته البائسه لتبرئة الإسلام و نصوصه و كتب التراث من الإضطهاد والإرهاب الطائفى من خلال مجموعة قياسات مغلوطه و مغالطات تاريخية صادمة ومقارنات لا تتحد فيها العله و يختل فيها خيط المنطق.

يقول شيخ الازهر فى خطابه المذكور

" فلَيْسَ الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لإختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلًا فاسدًا، ثم راحوا يسفكون بها الدماء ويقتلون الأبرياء ويرعون الآمنين ويعيثون فى الأرض فسادًا، ويجدون مَن يمدهم بالمال والسلاح والتدريب.. ولَيْسَت المَسيحيَّة دين إرهابٍ بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون فيها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير، بل لَيْسَت الحضَارة الأوروبيَّة حضارةَ إرهاب بسببِ حربين عالَميتَين اندَلعتَا فى قلبِ أوروبا وراحَ ضَحِيَّتها أكثر من سبعين مليونًا من القتلى".

أولاً .. لا يمكن المساواة بين الحملات الصليبية من جانب وداعش أو الإرهاب الغادر أو حتى الإضطهاد فى مصر من جانب آخر ولا يجوز القياس بينهما بهذا الشكل العشوائي لعدم اتحاد العله وهذا ما تعلمناه فى أصول الفقه الإسلامى.

ثانياً.. لا يجد شيخ الازهر نفى دور النصوص التى تحتويها كتب الفقه لتبرير الإضطهاد الذى يستهدف الاقباط فى مصر على وجه الخصوص فهذا تجاهل و انعدام كامل للإمانه الفكرية، فمن قال إذن "أُمِرتٌ ان أقاتل الناس حتى يؤمنوا ان لا اله الا الله....... الخ ".

وكيف يمكن أن نفسر هذا النص واضح المعنى صريح الدلاله و هو حديث ورد فى مسلم و البخارى ؟ شتان بين هذا المبدأ المؤسس للجهاد و تصريحات بابا الفاتيكان فى ذات المؤتمر !.

ثالثاً..ثم يقوم بالقياس بين المسيحية والإسلام مشيراً الى قرون طويلة قد مضت أيام الحملات الصليبيه لتبرير أنها إنتهاكات معادلة للإرهاب والإضطهاد الموجود اليوم سواءً بسواء!!! ومع ذلك لا تكفى لنعت المسيحيه بالإرهاب ! كل ذلك لتبرئة الإسلام وهذا هو همه الوحيد! والواقع أن القياس هنا ايضاً فاسد فلا طبيعة الإنتهاكات واحده ولا اطرافه متماثلة ولا علاقة البته لتلك الحملات بالإرهاب والإضطهاد الذى يستهدف الأقباط حاليا، ولا علاقة لها ايضا بالإرهاب الإسلامى الغادر الذى نتكلم عنه اليوم فى العالم و لا لما يحدث اليوم لشعب يعيش فى بلده على ارض دولته ومن حقه ألا تمالئ الدولة المعتدين عليه وتحميه منهم . فالحملات الصليبية الاجنبية التى تلوك بها الألسن لا تقاس على ما يقوم به الجهاديون الإسلاميين والإخوان والسلفيون وقطاع متشدد من الشعب ضد أفراد من ذات الشعب وينتمون لذات الأرض والدولة و يستحقون حمايتها ولكن الدولة تترك السلفيين يصنعون ما يشاؤوا . لذا لا تصلح تلك الحجه لنفى الإرهاب عن العقلية والثقافه الاسلاميه المصرية.

رابعاً. وذات القياس الفاسد الذى تغيب فيه العلة اجراه مع اوروبا وحربها العالمية جيوشا ضد جيوش ودولا ضد دول ولم تكن المانيا تحارب لنشر دين او اقناع الناس بعقيده مسيحية بل بالعكس كانت وبالا على المسيحيين واليهود و لم تحتج المانيا بنصوص دينية لتبرير ما صنعته كما يحتج المسلمون اليوم بنصوص دينيه و فقهية مقدسة لتبرير الإضطهاد بكتب التراث، الحرب العالمية كانت لأسباب سياسية و ليست دينية.. ففيما المقارنه ؟.

خامساً .. فى النهاية ما لم يجرؤ شيخ الازهر على قوله هو الحقيقه ذاتها وهى أن المسيحيين مستهدفون فى مصر بسبب روح الكراهيه والإقصاء التى تبث ضدهم منذ سنوات طويله وبلغت أوجها فى السنوات الاخيرة والرغبة فى تأسيس حكم إسلامى ودولة إسلامية وكانت تلك هى النتيجة.

سادساً. محاولات شيخ الأزهر لتبرئه التعاليم الإسلامية من هذا الإقصاء والإضطهاد محاولات ملتوية غير مقنعة وفاشلة والزعم بأن الإرهاب لا دين له هو قول زائف باطل ليس فيه من الحق ولاحتى وهج الحياة.

من الذى سمى المسيحى بالذمي ؟ البوذيه ؟.
من الذى ينادى حتى اليوم بان المسيحى يجب أن يدفع الجزية وهو صاغر ؟ الهندوسية؟.
من الذى قال لقد" كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم" ؟ السيخ ؟.
واذا كان الإرهاب لا دين له أيها الأفاقون لماذا لم يرتدِ مسيحى واحد حزاماً ناسفاً ليفجر به الأزهر ذاته ؟.

منفذوا عمليات الأرهاب فى الكنيستين فى مصر هم مصريون مسلمون و لم ياتوا من الخارج

منفذوا عمليات الإرهاب فى فرنسا هم مسلمون أوربيون ولم يهبطوا علينا من كوكب زحل.
فكيف تجرؤون على القول ايها الأفاقون بأن الإرهاب لا دين له ؟.
وإلا فلماذا لا تكفرونهم ! الأشعرى الذى تتمسحون فيه أباح التكفير وأنتم تدعون أنكم منه فلماذا لا تتبعون مذهبه ؟

سابعاً.. القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا هو الكتب الفقهية الإسلامية والأحاديث والأيات التى يرددونها والتى تحض على الكراهية والقتل والتجبر على من يختلف عنهم فى الملة.

هذه هى الحقيقه التى تخجلون منها فتتوارون بالكذب ولتغطية كبرياء بائسٍ أجوف لا يعنيكم ان يسفك دم ألاف الضحايا فى مصر والعالم. هذا تحديدا ما فعله شيخ الازهر الذى تلقى مجاناً وبلا استحقاق اطهر وأنبل مشاعر الصداقة والمحبة المسيحية من بابا الفاتيكان.

دكتور وجدي ثابت - استاذ القانون الدستوري - جامعة روشيل – فرنسا

الأقباط نيوز

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*