باريس- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن السلسلة القاتمة من الحوادث المعادية للمسيحيين تتزايد في إسرائيل. وقد وصلت هذه الظاهرة إلى درجة أن الإدانات لم تعد تأتي فقط من زعماء الكنائس المختلفة، ولكن أيضا من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ومن حاخام مهم، وحتى من منظمة غير حكومية يهودية أمريكية مؤثرة جدا.
وأوضحت “لوفيغارو” أنه في غضون أيام قليلة، مُنع حوالي ثلاثة آلاف حاج مسيحي من دخول جبل طابور في الجليل يوم الجمعة للمشاركة في عيد التجلي. شعرت خدمة الإطفاء الإسرائيلية أنه لا يمكن ضمان سلامة المشاركين. وقد اعترض الزعماء المسيحيون على هذا. ووفقاً لهم، فإن قرار السلطات اتخذ في اللحظة الأخيرة خلافاً للضمانات التي قدمتها لهم الشرطة الإسرائيلية قبل بضعة أيام.
وفي حيفا، المدينة الكبيرة في شمال البلاد، تسببت مجموعة صغيرة من اليهود الأرثوذوكس الذين يطالبون بالقدرة على الصلاة عند مدخل دير ستيلا ماريس، في نوبة من الحمى. وفي أواخر يوليو/ تموز، وقعت اشتباكات. واعتُبر الأمر خطيرا بما فيه الكفاية ليأتي إسحاق هرتسوغ إلى مكان الحادث شخصيا برفقة مدير الشرطة، للتعبير عن تضامنه مع المسيحيين.
وكان هرتسوغ قد دان بالفعل في شهر يوليو الهجمات ضد المسيحيين، في شكل البصق على رجال الدين والحجّاج، وتدنيس المقابر، فضلاً عن أعمال التخريب المختلفة ضد الكنائس، وخاصة في البلدة القديمة بالقدس، ووصفها بأنها “عار حقيقي لبلدنا ومجتمعنا”.
وقال هرتسوغ: “أستنكر بشدة العنف بكافة أشكاله الذي تقوم به مجموعة صغيرة من المتطرفين ضد الأماكن المقدسة ورجال الدين المسيحيين”، مشددا على أن هذه الهجمات تضاعفت في الأسابيع الأخيرة والشهر الماضي، مع إشارة خفية إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو، التي تشارك فيها ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة، لا تتعاطف كثيراً مع العالم المسيحي.
وعلى جبهة الشتات، صعدت أيضا رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية قوية للغاية مقرها في الولايات المتحدة، وتحارب معاداة السامية بشكل عام. ووجّهت نداء عاجلا إلى موشيه ليون، رئيس بلدية القدس، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد “للاعتداءات المستمرة على المسيحيين”.
وهي مهمة، اعتبرت “لوفيغارو” أنها قد تكون صعبة على المجلس البلدي، مشيرة إلى أن نائب عمدة القدس أرييه كينغ، وهو قومي متدين متطرف، قام بدفع مجموعة من الإنجيليين الأمريكيين الذين أرادوا الصلاة بالقرب من حائط المبكى على رأس بضع مئات من اليهود المتدينين، متهماً إياهم بأنهم “مبشرون”، بمعنى آخر تريد تحويل اليهود.
كما أشارت “لوفيغارو” إلى أن الجدل الكبير الذي أثاره أحدث فيديو تم انتشاره، حيث طالب أحد الحراس رئيس دير رقاد السيدة العذراء في القدس، نيكوديموس شنابل، بإزالة صليبه خلال زيارة مع وزير ألماني بالقرب من حائط المبكى، على أساس أن الزخرفة ستكون “غير مناسبة لموقع يهودي”.
وحاول كبار مسؤولي الشرطة طمأنتهم. وشاركوا في اجتماع في برج داود بالبلدة القديمة في القدس مع ممثلي الكنائس المسيحية. والهدف هو الإعلان عن أن السلطات تأخذ الهجمات ضد المسيحيين على محمل الجد، مع الإشارة إلى أنه تم فتح 16 تحقيقا وتم اعتقال 21 شخصا منذ بداية العام.