من هو الداعشي الذي دهس المارة في ستوكهولم؟ - مقالات
أحدث المقالات

من هو الداعشي الذي دهس المارة في ستوكهولم؟

من هو الداعشي الذي دهس المارة في ستوكهولم؟

ستوكهولم – صالح حميد

أعلنت السلطات_السويدية أن الداعشي الأوزبكي، راخمت أكيلوف أو "رحمت عقيلوف Rakhmat Akilov" ، الذي اعترف بتنفيذه هجوم الدهس بالشاحنة على المارة في ستوكهولم، والذي أوقع 4 قتلى (هم سويديان وبلجيكي وبريطاني) و15 جريحاً، يوم الجمعة الماضي، أنه من المرجح أنه "ذئب منفرد"، لكنها لم تستبعد أن يكون مرتبطاً بأشخاص أو مجموعة ما.

وذكرت وسائل إعلام سويدية أن عقيلوف أقر، خلال التحقيق، بأنه تلقى أوامر مباشرة من تنظيم داعش في سوريا لتنفيذ العملية، وذلك "من أجل أن يوقف الغرب قصف التنظيم الإرهابي في سوريا"، وفق قوله.

وأعلنت الشرطة السويدية، في مؤتمر صحافي، أن المتهم معروف بأنه يبدي تعاطفه مع منظمات متطرفة منها "داعش"، وهو من بين 12 ألف لاجئ تم رفض طلبات لجوئهم وأخذوا قرارا بالطرد، لكنه توارى عن الأنظار منذ استلامه قرار مغادرة البلاد، في شباط/فبراير الماضي.

وقال المسؤول في الشرطة، يوناس هايسينغ: "نعرف أنه أبدى تعاطفاً مع منظمات متطرفة منها تنظيم داعش"، بينما أكد قائد الشرطة الوطنية، دان إلياسون، أن "المعتقل الذي ألقي القبض عليه ليل الجمعة للاشتباه به في اتهامات بالإرهاب تصرف بشكل منفرد فيما يبدو لكن الشرطة لا يمكنها استبعاد ضلوع آخرين".

وكانت صحيفة "أفتونبلادت" المسائية قد أفادت، في تقرير خاص ليلة البارحة، أن الداعشي الأوزبكي قال، خلال التحقيق، إنه دهس من وصفهم بـ "الكفار" بأمر مباشر من "داعش".

وذكرت الصحيفة أن عقيلوف كان قد اعترف بفعلته منذ أن اعتقلته الشرطة مساء الجمعة، في منطقة مارشتا، شمال العاصمة ستوكهولم، عندما تلقت بلاغاً من شاهد عيان تعرف عليه في أحد المتاجر، من خلال الصور التي نشرتها الشرطة بعيد الهجوم، عندما بدا مظهره غريباً وعليه آثار جروح وحروق.

كما أراد منفذ الهجوم الهروب من البلاد عن طريق مطار "أرلاندا" من خلال مترو أنفاق ستوكهولم، لكنه قام بتغيير وجهته، بعد ما أغلقت السلطات الطرق كافة وتوقفت حركة القطارات. ثم توجه إلى منطقة مارشتا، حيث تم اعتقاله هناك بعدما تم التبليغ عنه عندما شوهد بحالة مريبة داخل أحد المتاجر، وتبدو الجروح على أجزاء من جسمه وحروق على ثيابه وبقايا الزجاج المهشم على ملابسه.

وبحسب التقرير، فقد أكدت الشرطة أن منفذ الهجوم كان يحمل معه داخل الشاحنة حقيبة تحتوي على قنبلة يدوية الصنع، تتكون من قنينة غاز ومواد كيمياوية ومسامير وبراغي، لكنه على ما يبدو لم يتمكن من تفجيرها أثناء الحادث، حيث وجدتها الشرطة بعد الهجوم وقامت بتفكيكها.

وأشارت صحيفة "أفتونبلادت" إلى أن عقيلوف كان قد نشر مقاطع دموية لتنظيم "داعش" وأظهر تعاطفاً مع التنظيم عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، مؤكدة أن الشرطة وجدت 70 دليلاً تثبت أنه إرهابي.

وقال معارف وأصدقاء عقيلوف إنه كان كتوماً ولم يكن يتحدث عن السياسية أو الدين، وكان يعمل في البناء ليرسل المال لعائلته (زوجته وأطفاله الأربعة) في أوزبكستان، لكنه طرد من عمله في كانون الثاني/يناير الماضي، لأنه وجد نائماً أثناء الدوام.

حملة مداهمات واسعة

من جهتها، شنت الشرطة_السويدية حملة مداهمات شديدة وعمليات بحث وتفتيش منذ هجوم الشاحنة الذي وقع في شارع الملكة "دروتنينغ غاتان" وسط العاصمة ستوكهولم، بدأت من ضواحي العاصمة وامتدت. ففي ليلة الاثنين نفذت الشرطة عملية تفتيش في منطقة سولينتونا، شمال ستوكهولم.

وقالت الناطقة باسم الشرطة في منطقة ستوكهولم، كارينا سكاجيرليند، للإذاعة السويدية، "إيكوت"، إن "المداهمات مستمرة بلا هوادة، وكما قلنا من قبل فهذا يعني تنفيذ عدد من إجراءات التحقيق والاستخبارات".

من جانبها، أفادت صحيفة "اكسبرسن" أن العملية استهدفت تفتيش إحدى شركات مكافحة الآفات المنزلية في سولينتونا والتي قد تكون على صلة ما بالمشتبه به. ووصلت ما لا يقل عن 15 سيارة شرطة المكان وكان أفراد الشرطة مجهزون بالخوذ الواقية والأسلحة الثقيلة عند اقتحامهم المكان.

ومازال 9 أشخاص يتلقون العلاج في مستشفيات ستوكهولم بعد هجوم الشاحنة الجمعة، اثنان منهم إصاباتهم خطيرة ويرقدان في العناية المركزة.

تعاطف دولي

وعبر العديد من قادة العالم تعاطفهم مع السويد ضد العمل الإرهابي، حيث اتصل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الأحد، برئيس الحكومة السويدية، ستيفان لوفين، للإعراب عن تعازيه وتضامنه مع الشعب السويدي.

ردود الأفعال

في ردود الأفعال، تتجه الأحزاب السويدية البرلمانية، بعد الهجوم الإرهابي، إلى تشديد إجراءات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم في البلاد.

كما أعلن وزير الداخلية السويدي، أندرش إيغمان، عن إجراءات مرتقبة للحكومة لطرد طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم، قائلاً: "نحن بحاجة إلى المزيد من العمل. من المؤكد أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى أسباب حصولهم على الإقامة أو الحماية، عليهم المغادرة".

خوف من الانتقام

وفي هذا السياق، أعلن جهاز المخابرات السويدي، "سيبو"، أنه يراقب عن كثب جماعات يمينية متطرفة لمنع حدوث هجمات انتقامية، رداً على حادثة الدهس في ستوكهولم، مشيراً إلى أنه يعزز من مراقبته للمتطرفين الذين يعتبرهم التهديد الرئيسي للأمن ولاسيما احتمال اتباعهم استراتيجية هجمات الذئب التي يقوم بها فرد واحد وليس مجموعة من الأشخاص".

وقال رئيس جهاز الأمن، أندرس ثورنبرغ، إنه تمت ملاحظة بعض الأمور تتعلق برغبة بعض الأشخاص بالرد على ما حدث، لافتاً إلى أنه "يجب مراقبة ذلك للتأكد من إمكانية التدخل قبل حدوث أي شيء، في إشارة إلى وجود مخاوف من أعمال انتقامية".

من جهته، اعتبر خبير الإرهاب، ماغنوس رانستوب، في حديث للتلفزيون السويدي، أن حدوث هجمات إرهابية أمر غير محتمل، لافتاً إلى أن "الانتقام لا يحدث في كثير من الأحيان إذ يجب توفر الظروف المقنعة للقيام بعمل انتقامي إرهابي، وقد يكون من الصعب توفر الإمكانيات للقيام بذلك".

العربية نت

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث