دربنا الأفغان لمحاربة "طالبان" ولا يمكننا تركهم تحت رحمة أمراء الحرب - مقالات
أحدث المقالات

دربنا الأفغان لمحاربة "طالبان" ولا يمكننا تركهم تحت رحمة أمراء الحرب

دربنا الأفغان لمحاربة "طالبان" ولا يمكننا تركهم تحت رحمة أمراء الحرب

إدوارد سترينجر:

 

كنت منذ عام 2007 مؤيداً لبلادنا هذه التي تمنح حق اللجوء للأفغان والعراقيين، إذ رأيت حينذاك للمرة الأولى مدى شجاعة المترجمين الفوريين العراقيين الذين كانوا يرافقون دوريات فوج سلاح الجو الملكي البريطاني للحفاظ على الأمن حول قاعدة البصرة الجوية.

غالباً ما كان المترجمون العراقيون يتمتعون بمستوى جيد من التعليم، وقرروا أن يعملوا معنا ويدعمونا، وصدقونا عندما قلنا إننا سنبني لهم مجتمعاً أكثر حرية وديمقراطية لا مكان فيه لأمراء الحرب والمسلحين.

رأيت مباشرة بنفسي أيضاً علامات الرعب على وجوههم عندما شاهدوا أمراء الحرب ذاتهم يرافقوننا إلى قاعدتنا بسبب "التسوية" التي أجبرنا على التوصل إليها مع القوات نفسها التي كنا زعمنا أننا سنقضي عليها.

كان المترجمون الفوريون العراقيون لدينا يعرفون جيداً ما يعنيه ذلك بالنسبة إليهم شخصياً، خصوصاً إذا غادرنا، أو عندما نغادر، تحت الغطاء الزائف لهذه "التسوية"، وهي عبارة ملتوية للتهرب من قول الحقيقة كما أنها فعلاً كلمة مراوغة بشكل نموذجي.

وينطبق الأمر نفسه بالضبط على أولئك الأفغان الذين اعتقدوا بأننا سنغير أفغانستان ولن نلوذ بالفرار على وجه السرعة، ونتركهم ليواجهوا "طالبان". خدم عدد من أفراد القوات الأفغانية بتميز إلى جانبنا، ولن تنسى جماعة "طالبان" ذلك أبداً.

نحن جميعاً مدينون لهم بالتزام أخلاقي [بحمايتهم] وعلينا أن نمنحهم حق اللجوء والأمن اللذين وعدناهم بهما في المملكة المتحدة، خصوصاً لأننا لم نتمكن من ضمان سلامتهم وأمنهم في أفغانستان. تعلم "طالبان" كما نعلم نحن أننا ساعدنا على تدريب الطيارين الأفغان (أتذكر بوضوح بداية تلك المهمة في قندهار عام 2008) ويجب أن نقف إلى جانب هؤلاء الرجال الشجعان، مثل الطيار الذي تقوم صحيفة "اندبندنت" بحملة من أجله، الآن.

سمعت في البصرة عام 2007 للمرة الأولى عن قول مأثور يتردد في "الشارع العربي" وهو أنه "من الأفضل أن تكون عدواً للبريطانيين على أن تكون صديقاً لهم. إذا كنت عدواً، فسوف يشترونك، أما إذا كنت صديقاً، فسوف يبيعونك". سلط هذا القول ضوءاً ساطعاً على "التسوية". إذا أردنا ألا نرتقي إلى مستوى هذه السمعة، ينبغي علينا أن نبذل قصارى جهدنا لرعاية أولئك الذين جازفوا بحياتهم لمساعدتنا.

أعرف أن كثيرين في وزارة الدفاع، وفي الدوائر الحكومية الأخرى، عملوا بجد من أجل إخراج الأفغان. لكن الأعداد المحدودة منهم الذين نفدوا بفضل المخططات المختلفة والطرق الآمنة بالإضافة إلى الأخطاء البيروقراطية المدمرة المرتكبة خلال ذلك، تشير إلى أن النظام ليس مترابطاً على مستوى كل الدوائر الحكومية كما يفترض به أن يكون. لم أفاجأ لأن بعضهم اضطر إلى ركوب قوارب صغيرة لعبور القنال إلى البلد الذي خدموه بكل سرور. يجب علينا أن نرد لهم الجميل الذي ندين به لهم بكل وضوح. حان الوقت الآن لنظهر كياستنا التي نفخر بها.

يجب أن نوفر ملاذاً آمناً للطيار الذي غامر بحياته للقتال إلى جانبنا. وينبغي بنا أن نكون كرماء مع رفاقه جميعاً الآن في وقت هم بأمس الحاجة إلى المساعدة.

*كان المارشال الجوي إدوارد سترينجر نشر في البصرة عام 2007 قوات سلاح الجو الملكي البريطاني التي يقودها. وعام 2008 صار القائد الأعلى لسلاح الجو الملكي في أفغانستان (القائد 904 الجناح الجو الاستكشافي، قندهار). وكان بين عامي 2015 و2018 مدير العمليات في وزارة الدفاع في لندن التي شملت العمليات كلها في مسرح AfPak.

اندبيندت عربية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث