صالح القلاب:
لا وصف بالإمكان إطلاقه على أوضاع هذه المنطقة إلّا: "إختلط الحابل بالنابل" فإيران هذه، أي دولة الولي الفقيه، تسعى لإغراق هذه المنطقة في الفوضى، غير الخلاقة بالطبع، لا بل أنها قد حققت ما تريده وهذا جعل بعض الذين إختلطت عليهم الأمور أنْ ينهمكوا في حسابات وتصورات خيالية لا هي صحيحة ولا لها أي علاقة بواقع الحال!!.
وهكذا وعلى غير المتوقع فإنّ المعادلات السابقة قد شهدت إنقلابات غير متوقعة فحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الإخوانية ما لبثت أن إستبدلت توجهاتها السابقة وتدخل الدائرة الإيرانية وهذا بالطبع خلافاً لتوجهات ومواقف الإخوان المسلمين.
والمعروف أنّ هذا النظام السوري، الذي قد ورثه بشار الأسد عن والده حافظ الأسد، كان يعتبر نظاماً "علمانيا".. والبعض يقول لا بل أنه "بعثياً" ونسخة وإنْ مشوهة عن حزب البعث العربي الإشتراكي الذي تعرض لعواصف الفتن والإنشقاقات وإلى أنْ لم يعد له وجوداً إلّا باقي ما تبقى من تأوهات لدى "الرفاق" الذين لم يعد حتى الذين كانوا الأقرب إليهم لا يعرفون عنهم شيئاً.. وإلى حد أن الرفيقين الأساسيين ميشيل عفلق وصلاح البيطار لم يعد أبناء وأحفاد رفقاهم يعرفون عنهم شيئاً.
وهنا فمن كان يعتقد يا ترى أنّ المعطيات السياسية في هذه المنطقة التي قد إنقلبت راساً على عقب كما يقال وإلى حدّ أن هذا النظام الذي ورثه بشار الأسد عن والده حافظ الأسد كما يقول البعض، والله أعلم، قد بات تابعاً لإيران تبعية مطلقة وأنه لم تعد هناك حتى ولوْ بقايا "بعثية" وإنّ كل شيء قد أصبح في يد إيران هذه التي لم تكن ولا في أي يوم من الأيام ولا في أي عهد من العهود، لا السابقة ولا اللاحقة تنظر بعين الرضا والإحترام للعرب والأمة العربية.
وحقيقة، وهذه مسألة واضحة ومعروفة، أنّ إيران.. أي هذا النظام الإيراني، الذي هو نظام الولي الفقيه قد واصل اللعبة الإيرانية القديمة نفسها وأنه قد ألبس حركة المقاومة الإسلامية ومعها هذا النظام السوري ثوباً واحداً وأنّ المعروف هو أن المتغيرات قد جعلت التقارب، أي التحالف "التركي- الإسرائيلي" يأخذ حركة "حماس" هرولة إلى الحُضن الإيراني وهذه مسألة قد باتت واضحة ومعروفة!!.