صباح ابراهيم:
الثالوث المسيحي سببَ ارقا و صداعا عند المسلمين المتشددين و اتباعهم، فهم يشنون الحملات التكفيرية و يطلقون الإشاعات المضادة والمغرضة ضد العقيدة المسيحية لتكفير الإيمان المسيحي والتشكيك انه إيمان شرك بالله وهم الموحدون فقط .
سبب ذلك هو جهلهم المطلق بمفهوم التوحيد والثالوث المسيحي. وعدم الجرأة على مخالفة الأخطاء الواردة بقرآن محمد الذي هو اساس الفهم الخاطئ لهذه العقيدة و تعليماته التي كتبها في القرآن التي تعارض الثالوث وتكفير المسيحيين لإيمانهم ان المسيح هو الله الظاهر بالجسد، وانه يدعى ابن الله على الأرض و كلمة الله في السماء . رغم اعتراف القرآن ( انما المسيح رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه)
لأن المسيحيين لم يعترفوا بمحمد نبيا او رسولا من الله فمنذ 1450 سنة يشن علماء الجهل المسلمين حملات تكفيرية ضد عقائدنا وإيماننا المسيحي ، ابتداء من مؤسس الإسلام و خلفائه المقتولين بايدي المسلمين انفسهم، و انحدارا بمفسري القرآن الذين يجهلون عقيدة المسيحية استنادا الى قرآنهم الملئ بالأخطاء والتناقضات الذي لا يجروء أكبر شارب وصاحب اطول لحية فيهم ان يكتب شيئا مخالفا له، لأنهم يعرفون ان السيف الإسلامي سيكون هو الحاكم والحكم لما يقولونه وسيقطع السنتهم قبل رؤوسهم . ولهذا استمر العداء للمسيحية وعقائدها والثالوث الإلهي متواترا بينهم لحد الآن .
المسيحية تؤمن بإله واحد قبل ولادة محمد وابتداعه دين الإسلام على يد ورقة بن نوفل بأكثر من ستمائة عام .
واساس الإيمان المسيحي هو التوحيد الذي ذكر مرات عديدة في الكتاب المقدس بالعهد القديم والجديد . ولمن لا يعرف من الأخوة المسلمين معنى الثالوث الالهي نقول لهم ان المسيحية تؤمن ان الاب (الله) والابن (الكلمة) والروح القدس . ثلاث اقانيم في اله واحد . وبسملة صلاتنا تبدا هكذا : [ باسم الاب والأبن والروح القدس .. اله واحد آمين ] .
ما دمنا نقول ونؤمن بإله واحد ، فاين هو الشرك المزعوم ايها المسلمون ؟
اليس لربنا والهنا ذات و وجود ؟ هذا ما نسميه الآب . وليس الأب بالهمزة على اللام .
والله الآب اليس ناطق بكلمته التي خلق بها الكون ؟ وكلمته الأزلية تجسد بهيئة إنسان اسمه المسيح نبيا ورسولا و ممثلا لله على الأرض ؟ وهذا ما ندعوه بالأبن، اي إبن الله بالروح وليس ولد من صاحبة كما يدّعي الجاهلون .
الله كائن حي بروحه القدوس، وهذا ما ندعوه ب (الروح القدس) .
والاب و(الكلمة اي الابن) و الروح القدس هو إله واحد وليس ثلاث الهة كما يزعم الجهلاء .
هذا هو الإيمان المسيحي ، فاين الكفر واين الشرك بالله .
سهل على المسلمين ان يؤمنوا ان الله له القدرة ان يتجلى لموسى النبي على الجبل في سيناء بنار مشتعلة في شجرة عليقة . لكنهم يستصعبون ويرفضون الإيمان ان الله القادر على كل شئ ، لا يقدر أن يتجلى بهيئة إنسان بالمسيح المولود بمعجزة الهية فريدة من عذراء بلا زرع بشر.
يدعي بعضهم ان الإنجيل يخلو من تعبير الثالوث وهذه العقيدة غير مذكور فيه. بل هي فكرة من اختراع النصارى ، كوسيلة للطعن فيها . و لا يوجد دليل في الأناجيل على الثالوث المسيحي .
للرد على هؤلاء الجهلة الذين يقرؤون ولا يفهمون ، لهم عيون لا تبصر وعقول لا تفهم، ان آيات كثيرة وردت في العهد القديم والجديد تتحدث عن الثالوث . سنوردها لمن يريد ان يفهم ويتعلم .
جاء في سفر الأمثال 4:30 من الكتاب المقدس الاية التالية :
" مَنْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ؟ مَنْ صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ؟ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟"
الآية تتحدث في تساؤل عن الله وابنه(المسيح) . اي الآب والأبن .
جاء في سفر التثنية 4:6 للتأكيد على وحدانية الله هذه الآية : " إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.".... اين هو الشِرك يا مسلمين إن كان كتابنا يقول لنا رب واحد؟ "ثُمَّ كَلَّمَ مُوسَى وَالْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ:«اِنْصِتْ وَاسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الْيَوْمَ صِرْتَ شَعْبًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ." ... هل يقول الهتكم بصيغة الجمع ام (للرب الهك) بالمفرد فقط ؟
منذ القرن الميلادي الأول كان هناك قانون إيماني للعقيدة المسيحية، يؤكد على وحدانية الله. وفي القرن الرابع صدر عن مجمع نيقية قانون الإيماني الشامل مؤكدا ان المسيحية تؤمن بإله واحد خالق السماء والأرض .
وفي الإنجيل جاء عن التوحيد هذه الاية على لسان يسوع المسيح نفسه مستشهدا بما جاء في سفر التثنية من العهد القديم قائلا :
: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ."
جاء في انجيل يوحنا 44:5 :
"كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟"
ورد في إنجيل متى 10:4 هذا الكلام : "حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»."
هل قرآت أخي المسلم ما قاله الإنجيل عن الإله الواحد ؟ فهل نعبد ثلاثة آلهة كما يدعي بعض شيوخ الجهل والحاقدين ام المسيحيون موحدون يعبدون الها واحدا ، متى تعقلون ؟
نكتفي بآيات التوحيد وعبادة رب واله واحد لا شريك له . وسنخوض في موضوع الثالوث المسيحي الذي صدع رؤوس الشيوخ الجهلة مستندين على آيات كتابية .
الثالوث المسيحي هو [ الآب والأبن والروح القدس .. اله واحد ..آمين ]
جاء في سفر التكوين 1:26 [ وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا] .
خلق الله الإنسان على شبهه بثالوث ايضا، اي للأنسان الواحد (روح ونفس وجسد)، والثلاثة لشخص واحد. كما ان لله (ذات و كلمة ناطقة وروح يحيا بها) . ثالوث جامع مانع لأله واحد .
كتب النبي موسى في العهد القديم هذه الاية في سفر التكوين 27 فقال : " فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ".
" وقال الرب الإله هوذا الإنسان صار كواحد منا عارفًا الخير والشر" ( تك 3: 22) الله الواحد يتكلم بصيغة الوحدانية الجامعة (مِنّا) .
وحدانية الله ليست وحدانية صماء جامدة، لكنها وحدانية جامعة.. وحدانية موجودة عاقلة حيَّة، وحدانية فيها الأبوة والبنوة والحياة . وهذا ما نعبر عنه ب ( الآب والأبن والروح القدس – اله واحد ) .
كتب اشعياء النبي ما قاله الله بالوحي له : «اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا.
أَنَا أَنَا تَكَلَّمْتُ وَدَعَوْتُهُ. أَتَيْتُ بِهِ فَيَنْجَحُ طَرِيقُهُ.
تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ» وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ.
انه يتكلم عن السيد المسيح القائل منذ وجوده (الله) انا هناك اي (معه بالكلمة) . و الان السيد الرب (الله) وروحه القدوس ارسلني اي (الابن) المولود من مريم . مجسدا الله متجليا بهيئة إنسان .
هذه هي ابهى صورة واضحة عن (الاب والأبن والروح القدس) في إله واحد أزلي الوجود .
الهنا ليس كإله الإسلام والمسلمين اله عددي حسابي . (وليس هو اله احد صمد)، بل إله واحد موجود بذاته ناطق بكلمته حيّ بروحه . فهذا ما ندعوه ( الاب والأبن والروح القدس )
نحن لسنا مثلكم تحسبون ( الله + المسيح + الروح القدس ) = 3 الهة .
حسابنا مختلف : الله X المسيح الابن X الروح القدس = اله واحد .
لقد تجلى هذا الثالوث بابهى صورة بكلام الملاك جبرائيل لمريم اثناء بشارتها بالحبل المقدس حين قال لها :
" اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ."
الله الاب = العلي
الأبن = القدوس ابن الله
الروح القدس = روح الله العلي .
هذا هو الثالوث المبشر به من السماء وليس هو من ابتكار الإنسان كما يدعي المرجفون الجهلة .
كما تجلى الثالوث في يوم عماد يسوع المسيح حيث روى البشير متى الحدث في إنجيله : 16:3
" لَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ "
الله الاب يتكلم من السماء – يعترف ان المسيح هو ابنه الحبيب – روح القدس حل عليه مثل حمامة .
انه الآب و الأبن والروح القدس الثالوث المقدس مجتمع في مشهد واحد . هل بعد هذا تشككون ايها الجهلة في وحدانية الله وابنه المسيح وروح القدس انه إله واحد .
في وداع المسيح لتلاميذه قبل صعوده للسماء بعد القيامة . وعدهم انه سيرسل روح القدس (المعزي) المنبثق من الله الاب . وهنا يتجلى الثالوث المقدس مرة اخرى بكلام المسيح :
"وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي."
المسيح (الأبن) يرسل (الروح القدس) المعزي المنبثق من (الله الاب).
هل فهمتم ما معنى وحدانية الله في ثلاثة اقانيم ( الاب والأبن والروح القدس - اله واحد)؟
هل تحتاجون ايها المشككون لآيات بينات اوضح من هذه من كتابنا المقدس لتعود عقولكم الى التفكير الصحيح ؟