سليمان يوسف يوسف:
مازال (العالم المسيحي)، في الشرق والغرب، يدفع ثمن (الخطأ التاريخي) القاتل ، الذي ارتكبته (أوربا) بتقاعسها في نجدة ومساعدة ملك الروم(قسطنطين) لصد الغزو العثماني الاسلامي والدفاع عن عاصمة العالم المسيحي (القسطنطينية) ،عاصمة (الإمبراطورية البيزنطّية- الرومانية الشرقية). سُقوط مدينة القسطنطينية ، بيد العثمانيين المسلمين ايار 1453م ، شكل بداية نهاية المسيحية في المشرق، الذي فيه ظهرت ومنه انتشرت في مختلف قارات العالم. كما هو معلوم ، سلطة الخلافة العثمانية الاسلامية، نفذت عمليات تطهير ( ديني وعرقي - إبادة جماعية) بحق جميع الشعوب المسيحية التي استعمرتها (الآشوريون – الارمن- اليونان). للأسف، أوربا ، على مدى القرون الماضية والى تاريخ اليوم، كررت وتكرر ذات (الخطأ التاريخي) القاتل. أخطأت أوربا ومعها أمريكا، بضم (تركيا الاسلامية) الى حلفها (الناتو) لأجل مناهضة ومحاصرة (الاتحاد السوفيتي) وشركاءه في حلف (وارسو). الغرب الأوربي/الأمريكي يجهل أو يتجاهل، بأن العدو الحقيقي والتاريخي للغرب وللعالم المسيحي هو (تركيا الاسلامية)، وريثة السلطنة العثمانية، وليس (الاتحاد السوفيتي). في تحدٍ صارخ للغرب المسيحي، عام 1974 تركيا غزت (الجمهورية القبرصية) المسيحية، مازالت تحتل جزئها الشمالي (ثلث مساحة الجزيرة ). سارعت تركيا الى اعلان (جمهورية قبرص التركية) بهدف تقسيم الجزيرة . أمريكا ودول الغرب لم تحرك ساكناً لمواجهة الاحتلال التركي لشمال قبرص وللدفاع عن دولة (اليونان) العضو في حلف الناتو. تركيا تقوم بعملية التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية القبرصية واليونانية ، رغم رفض وتحذيرات دول الاتحاد الأوربي. ألمانيا، في سبعينيات القرن الماضي استقبلت مئات آلاف الأتراك كأيدي عاملة. اليوم يبلغ تعداد الجالية التركية في المانيا نحو اربعة ملايين، تحركهم تركيا وتحشدهم متى ما تشاء لابتزاز الحكومة الألمانية والحكومات الأوربية، ولإثارة القلاقل والبلبلة في المجتمعات الأوربية،إذا ما سنت الحكومات الأوربية قوانين وتشريعات تحد من نشاط الجماعات الاسلامية ،التي تطالب بفرض (الشريعة الاسلامية)، مثلما حصل في بلجيكا. العثماني الجديد( اردوغان)،بإرساله أفواج المهاجرين المسلمين (السوريين وغير السوريين) الى أوربا، أراد فتح أبواب (الجحيم الاسلامي) على (الفردوس المسيحي /الأوربي) الذي حلم وسعى بإدخال تركيا اليه( الفردوس المسيحي)،لأسلمته وتخريبه من الداخل. في تحد تركي جديد ، اردوغان أرسل جيشه الى ليبيا ،لدعم حكومة السراج الاسلامية، رغم التحذيرات الأوربية . قبل ايام ، قررت حكومة اردوغان الاسلامية، تحويل كنيسة (آيا صوفيا) الى مسجد .(آيا صوفيا ) تعني(الحكمة المقدسة)،يعود تاريخ هذه الكنيسة الى عام 532 .هي معلم مسيحي تاريخي مشهور ونفيس. لما لهذه الكنيسة العريقة، من دلالات رمزية تاريخية وحضارية ودينية، تحويلها الى مسجد ، فيه إهانة وابتزاز وقح للعالم المسيحي أجمع. لم يعد سراً بأن (تركيا) في عهد اردوغان تعد من أكثر الدول الاسلامية الداعمة للجماعات الاسلامية المتطرفة والارهابية في المنطقة والعالم ،مثل داعش والقاعدة والنصرة والإخوان المسلمين . إزاء هذا (العداء التاريخي) من قبل تركيا الاسلامية للمسيحية والمسيحيين، على الغرب الأوربي الأمريكي إعادة النظر بعلاقاته مع الدولة التركية وأن لا يبقى أسير مصالحه الاقتصادية والسياسية في تحديد شكل العلاقة مع تركيا والعالم الإسلامي... مصلحة (العالم الحر) تتطلب اليوم قيام(تحالف دولي) - كالذي تشكل للقضاء على (تنظيم دولة الخلافة الاسلامية – داعش)- يقود حرباً على (تركيا الاسلامية)، لتفكيكها، وتحرير الشعوب التي تستعمرها ، وتحرير القسطنطينية وإعادة لها هويتها المسيحية كذلك تحرير القسم الشمالي من قبرص. من دون تفكيك (الدولة التركية)، سيبقى الأمن والسلام في المنطقة والعالم مهددين من قبل هذه (الدولة الاسلامية - تركيا) المارقة، راعية (الارهاب الاسلامي).. ( الصورة المرفقة هي لكنيسة آيا صوفيا وهي مكتظة بالمصلين المسلمين يوم عيد الأضحى) ..