دروس عن العقيدة المسيحية للإخوة المسلمين - مقالات
أحدث المقالات

دروس عن العقيدة المسيحية للإخوة المسلمين

دروس عن العقيدة المسيحية للإخوة المسلمين

صباح ابراهيم

 

يجهل الكثير من الأخوة المسلمين حقيقة العقيدة المسيحية، الجهل بها والتشويش بمضمونها الذي يتلقونه من رجال الدين الإسلامي وشيوخهم وخاصة السلفيين والوهابيين والاخوان المسلمين الذين يضمرون نوايا الحقد على المسيحية وعلى المؤمنين بها . يجعلهم كمن يسير في نفق مظلم او صحراء واسعة لا يعرف الطريق فيها.  شيوخ المسلمين يعلمون اتباعهم كل ما يخالف العقيدة المسيحية الحقة، ويجعلونهم يغرقون في ظلام الجهل الدامس ، ويمنعوهم من قراءة الكتاب المقدس المرجع الصحيح للمسيحية بحجة انه محرف وأنه يبعدهم عن تعليم القرآن .

الخطأ كل الخطأ ان تدرس دينا او عقيدة من كتاب ليس مرجعا لها بل ينكر كل ما فيها . اكثر المسلمين لا يقرؤون الكتاب المقدس او الإنجيل و لايعرفون ما حقيقة الإيمان المسيحي ومن هو المسيح . يعتمدون على شروح الشيوخ المجانبة للحقيقة . فيبقون في تيه عقلي ، ويجادلون المسيحيين على اساس خاطئ في عقيدتهم . لا يعرف المسلم شيئا عن لاهوت المسيح، ولماذا يؤمن به المسيحيون ربا والها وفاديا لهم . مليارات المسيحيين في العالم يؤمنون بالمسيح الها فهل كلهم على خطأ والمسلمون وحدهم الصح وهم الصادقون ؟

المسلمون لا يعرفون لماذا ولد المسيح من فتاة عذراء طاهرة لم يمسْسها بشرٌ . ولا يعرفون لماذا دعي المسيح في الانجيل والقرآن بلقب (كلمة الله وروحه) ودعي بالغلام الزكي المبارك وآية للعالمين . ولماذا ولد المسيح ببشارة ملائكية من السماء مرسلة من الله مع الملاك جبرائيل للعذراء الطاهرة مريم. ولماذا يؤمن المسيحيون بصلب المسيح وينكره الإسلام ؟

الإخوة المسلمون يتخبطون في ظلام الجهل الذي يغذيه في عقولهم شيوخهم وهم اجهل الناس بالعقيدة المسيحية لأنهم يعتقدون بما يخالفها تماما . كتبنا كثيرا عن المشتركات العامة بين المسيحية والإسلام ، لكن يوجد ايضا اختلافات كثيرة نرغب ان نزيل الغطاء عنها من عقولهم ، كي يخرجوا من ظلمات الجهل الى النور الساطع حيث جاء في الكتاب المقدس : ( هلك شعبي من عدم المعرفة) .

ان الجهل آفة المجتمعات، وهو يخلق التنافر والشقاق بين الناس، فيكثر النقاش والجدال بلا علم بين المسلمين والمسيحيين . ولتنوير اولئك الإخوة عن المسيحية وعقائدها، و تعريفهم بالسيد المسيح وحقيقة لاهوته وبشريته ورسالته وفداءه ، كتبتُ هذا المقال لغرض التنوير وزيادة المعرفة لهم .

اسلط الضوء القوي على العقول التي  لازالت تعيش في جهل القرن السابع وتفسير الشيوخ الذين لا يتفقون على تفسير واحد لموضوع ديني .فيختمون جهلهم البشري بالتفسير بالقول : ( والله اعلم ) ، لأنهم لايعلمون ويؤكدون على قصورهم المعرفي بهذه العبارة .

 من يريد التعلم عن المسيحية، عليه ان يرتوي مباشرة من مصدر النبع الصافي للعلم المطلوب ، ولا يشرب من مصبات الأنهار التي ابتعدت عن المصدر والمنبع الحقيقي بستة قرون . المنبع يكون اكثر صفاء ونقاء من المصب الذي يكون ملوثا بمخلفات الزمن والخرافات والأقاويل .

كتابنا المقدس سهل اللغة والفهم، لا يحتاج الى قواميس ولا الى معاجم ولا فقهاء لتفسيره . فهو يفسر نفسه بنفسه .بلغة مبسطة يفهمها كل انسان في المعنى المباشر والمقصود .

الإيمان المسيحي بُني على اساس صخري صلد. وهو : الإيمان بشخص يسوع المسيح كلمة الله وروحه المقدسة الذي نزل من السماء مع بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء، حيث بشرها بالحبل المقدس من روح الله وكلمته ليتجسد إنسانا في احشاء مريم من غير زرع بشر، وبذلك يكون الله هو الأب الروحي للمسيح الإنسان المولود من مريم وليس مخلوقا. فكلمة الله ازلية الوجود وليست مخلوقة بزمن ما والكلمة تجسدت بشخص المسيح . نزل يسوع المسيح من سماء مجده ليرينا الله الغير منظور بجسده المنظور للبشر  لقد تجلى الله العلي القدير بهيئة بشر، والله القادر على كل شئ لايعجزه ان يتجلى بهيئة يسوع المسيح كإنسان ليرينا مجده وقد سبق وان تجلى بهيئة نارمشتعلة للنبي موسى على جبل سيناء .

ولد المسيح المبارك الزكي وعاش خاليا من الخطايا، فكان وجيها في الدنيا وفي الآخرة من المقربين لرب العباد . تجسد من روح الله وحل به ملْ اللاهوت الالهي ليمثل الله على الأرض بسلطانه وقدرته ، فعمل المعجزات بسلطان لاهوته الحال فيه ، ولم يحتاج لطلب الإذن من الله في كل معجزة قام بها، لأن سلطان واذن الله يحمله في روحه وجسده اينما حل وارتحل ومنذ ان كان جنينا في رحم امه. بدا رسالته عندما عمده القديس يوحنا المعمدان بن زكريا في نهر الأردن، حيث نزل عليه روح القدس من السماء بهيئة حمامة امام انظار الناس المتواجدين وسمع صوت الله من السماء يؤيد بنوته لله يقول : " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" .

عمل السيد المسيح معجزات بتحويل الماء الى نبيذ، و اخرج الأرواح النجسة والشياطين من اجساد الناس، وشفى انواع الأمراض، وخلق للاعمى المولود بلا عيون عيونا وابصر بها امام الناس . مشى على الماء واسكن الريح وامواج البحر، علم الغيب واعاد الحياة والروح للموتى . هذه الأعمال لا يعملها إلا الله وحده، فكيف عملها المسيح بقدرته الذاتية إن لم يكن لاهوت الله معه ومؤيدا بروح القدس ؟

جاء في القرآن : " واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس " سورة البقرة 87 و 253

المسيحيون يدعون المسيح ابن الله ، ليس ولد الله من صاحبة كما يزعمون، بل ابن الله بالروح والإنتساب الى الله . كما يقول المصري انا ابن النيل والعراقي يسمى ابن الرافدين ، فكلمة (ابن) هنا تعني الإنتساب المكاني وليس الولادة بالتناسل . كان السيد المسيح يعترض على كهنة اليهود واحبارهم وشيوخهم الذين يعلمون الشريعة الموسوية لكنهم لا يعملون بها . وكانوا ينتظرون ظهور المسيح الذي تنبا به موسى والأنبياء ، ولما جاء يسوع المسيح المنتظر انكروه حاربوه . حيث كانوا يتوقعون المسيح يأتي فارسا محاربا يحمل سيفا يقود جيوشا ليحررهم من الأحتلال الروماني، فلما جاء المسيح مسالما متواضعا لم يصدقه كهنة اليهود وشيوخهم بل تبعه الفقراء من ابناء الشعب وآمنوا به ، بل تآمر كهنة اليهود وشيوخهم لقتله لأنه كان ينتقد رجال الدين اليهودي ويصفهم ب اولاد الأفاعي . وكانوا ينتقدون المسيح لأنه يعمل المعجزات ويشفي المرضى ايام السبت، حيث تحرم الشريعة التوراتية العمل فيه . لكن المسيح كان يعلل ذلك بموافقة الشريعة عمل الخير ايام السبت . فاي يهودي يسقط ثوره او حماره في حفرة يوم السبت ولا يخرجه من الحفرة ؟ او لا يطعمه او يسقيه يوم السبت ؟ فشفاء مريض او مشلول يوم السبت افرض من اخراج ثور من حفرة يوم السبت رغم ان  كلاهما من عمل الخير .

تآمر اليهود واحبارهم والأحزاب الدينية المتعصبة على يسوع المسيح، واشتكوه عند الحاكم الروماني وطالبوا بصلبه وقتله لأنه يجدف على الله ويثير البلبلة في المدينة مدعيا أنه ابن الله . لكن ارادة الله تسيّر الأمور كما يريدها، فالمسيح جاء من السماء ليفتدي البشرية بدمة كفارة عن خطايا البشر ويصالح الخطاة بعد التوبة مع الله  ليفتح لهم ابواب ملكوت السماء . كما يفتدي الحجاج المسلمون باضحية حيوانية يوم عيد الأضحى  بعد مناسك الحج طلبا للمفغرة من الذنوب . دم الحيوانات لا تغفر لجميع البشر بل دم ابن الله هو الكفارة الوحيدة الغافرة لذنوب كل البشربدم زكي ثمين . كان اسحق ابن النبي ابراهيم هو الضحية التي اراد تقديمها قربانا الى الله ، فاصبح اسحق رمزا للمسيح المذبوح ، وهو الذبح العظيم المذكور بالقرآن، لأن الكبش لا يستحق ان يدعى (العظيم) وهو أحد اسماء الله ، لكن المسيح ابن الله كان هو الذبح العظيم وفاديا وكفارة لكل البشرية .

لقد تنبأ السيد المسيح عن موته وقيامته من الموت عدة مرات واخبر تلاميذه بما سيحدث له قبل وقوعه . وعندما حانت ساعة الفداء اجتمع المسيح بتلاميذه و شاركهم بأكل الخبز وشرب نبيذ  الكرمة في العشاء الأخير، قائلا لهم خذوا وكلوا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا، و اعطاهم من كاس النبيذ ليشربوا ممثلا ذلك بدمه الكريم مطالبا اياهم ان يعيدوا كسر وتوزيع الخبز وكاس النبيذ بينهم كلما اجتمعوا للصلاة ليعيدوا ذكر المسيح في هذا العشاء الأخير قبل ان يخونه احد تلاميذه المدعو يهوذا الإسخريوطي ويسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة من عملة فضية . سلمه لهم بعلامة القبلة ليعرفوه ويقبضوا عليه .

تألم يسوع المسيح وعذب بقساوة على ايدي الجنود الرومان وصلب وهو يطلب من الله أباه ان يغفر لصالبيه لأنهم لا يعرفون ما يفعلون .  صلب بين مجرمين اثنين لأهانته . فقال احدهم للمسيح وهو على الصليب: اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك . غفر له المسيح ذنوبه لإيمانه به وقال له : " اليوم تكون معي في الفردوس " . لأنه هو الديان الذي يدين كل البشرية ويدخل من يشاء الى فردوس النعيم وملكوت الله.

بقى المسيح مائتا في القبر ثلاثة ايام ، وفي فجر اليوم الثالث قام من الموت بسلطان لاهوت الله، وشاهدته احدى النساء من معارفه التي جاءت لزيارة القبر فوجدته فارغا والكفن موضوعا فيه . وملائكة الله هناك عند القبرأخبروها ان لا تبحث عن الحي بين الأموات . فقد قام المسيح من الموت . كلمها المسيح وقال لها اخبري تلاميذي اني سألتقي بهم في مدينة الجليل كما وعدتهم .

بعد قيامة المسيح من الموت ، التقى المسيح بتلاميذه عشرة مرات في أماكن مختلفة، و كان يدخل عليهم في الغرف المغلقة التي يجتمعون بها ، يكلمهم ويأكل الطعام معهم كي لا يشكوا انه الرب والمعلم الذي عاش معهم قبل الصلب، وانه هو هو بجسده معهم  بعد القيامة كي يؤمنوا بقيامته ويشهدوا بها امام الناس .

ثم وعدهم بإرساله المعزي (الفارقليط) اي الروح القدس المنبثق من الله الآب ليقويهم ويشدد عزيمتهم ويساعدهم في نشر رسالة المسيح والتبشير به في كل ارجاء العالم . ثم ارتفع الى السماء في وضح النهار وامام انظار اكثر من خمسمائة من اتباعه بعد ان وعدهم بمجيئه الثاني . لم يكن المسيح بحاجة الى جبريل ليأت له ببغلة ذات جناح ليطير بها منطلقا الى السماء، ولم يسرَ به ليلا بلا شاهد عيان، بل كان ذلك تحت الشمس وامام انظار المئات من اتباعه المؤمنين به الذين نشروا البشرى السارة لجميع سكان الأرض . واستشهدوا دفاعا عن ايمانهم بالمسيح وشهادتهم له بأنه ابن الله .

اما اتهام بعض المسلمين للمسيحيين ووصفهم اياهم بعباد الصليب، فهذه تهمة ظالمة كاذبة، فالمسيحيون يكرمون صليب الفداء الذي مات عليه المسيح . يصنعونه من ذهب وفضة يعلقونه على صدورهم افتخارا. يرفعونه شعارا نفتخر به فوق الكناس، لكن المسيحيين بهذا التكريم لا يعبدون الصليب، نحن نعبد الله وحده لا شريك له . نصيحتنا للاخوة المسلمين ان  لا تبقوا في جهلكم غارقين .

المسيحيون اهل الكتاب يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يشركون به احدا، و هم مع الله في ايمانهم وعبادتهم  فلهم اجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

وإنجيل المسيح كتاب نور وهدى للعالم كله كما شهد بذلك القرآن. من يؤمن بالرب يسوع لن يرى الموت الأبدي بالروح ابدا، بل يكتب له ملكوت الله ونعيم فردوسه يحيا مع القديسين والملائكة بحضور رب المجد، وهناك في الملكوت السماوي و ليس في الجنة الإسلام لا يتزاوجون ولا يتزوجون بل يكونوا كملائكة الله.

لا نؤمن بجنة فيها انهار من خمر وعسل ولبن، ولا نؤمن بحور العين مرسلات من الشيطان للمتع الجنسية وليس هناك غلمان مخلدون لا يصدعون ولا ينزفون يستخدمون لأغراض خاصة، ولا يطوف على الرجال غلمان بكؤوس من معين . ففردوسنا مكان كله قداسة وطهارة ، ملائكة وقديسين وصلاة وتسبيح لرب العالمين. لا نمارس عبادة الفرج هناك كما يفعل الآخرون .

اما الإتهام الآخر الذي يوجهه شيوخ السلفية وامثالهم عن عبادة المسيحيين لثلاث آلهة (الآب والأبن والروح القدس) ، فهذه فرية اخرى ناتجة عن جهل وعدم فهم للعقيدة المسيحية وهم قد ضلوا بسبب التوجيه النبوي الخاطئ لهم . وها نحن نشرح للإخوة المضللين الحقيقة وهي :

الاب هو ذات الله، والابن هو كلمة الله ، وبعد التجسد ولد من مريم العذراء و صار إنساناً بهيئة يسوع المسيح، المرسل من الاب للبشر متحدا بالروح القدس المنبثق من الله. والروح القدس هو الحياة الأزلية لرب العزة والجلال ، لأنه اله حي له روح وليس جماد، بل هو منبع الحياة وواهبها. فهل ايها المسلمون     ( الله وكلمته الناطقة وروحه)  تعتببروها ثلاث الهة ام إنه اله واحد نعبده ولا نشرك به احدا ؟

متى تفهمون عقيدة التوحيد المسيحية ؟

اليس الإنسان الواحد له جسد ونفس وروح ، فهل هو ثلاثة ام إنسان واحد ؟

الشمس هي قرص وهي نور وحرارة ، فهل الشمس هي ثلاثة شموس متشاركة ام واحدة بثلاث صفات ؟

هذا هو الإيمان المسيحي ، الله ربنا ذات العزة والجلال له ذات اي وجود وكيان ازلي، وله عقل ناطق بكلمته خلق به كل شئ، حي بروحه القدوس . فكيف يكون الإله ثلاثة الهة بينما هو جوهر واحد بثلاثة اقانيم ذات وكلمة وروح) ؟

هل يوجد اله بلا ذات ولا وجود و بلا عقل و بلا كلمة ناطقة وبلا روح ؟

اين هي العقول المفكرة يا مسلمين ؟ هل نحن نشرك بالله الواحد ام نعبد الها واحدا منذ الاف  السنين ومنذ ان كان اجدادكم وعشيرة نبيكم وأعمامه (عبد اللات وعبد العزى وعبد شمس) يعبدون الأصنام والكواكب ؟

اما قول القرآن : كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة، فهذا لا يخص المسيحيين، بل هو اتهام موجها للنصارى الهراطقة الذين عاشوا في زمن محمد في جزيرة العرب المطرودين والمطاردين من قبل الكنيسة الأم، وقد هربوا وطلبوا اللجوء والأختباء في صحراء جزيرة العرب . الذين كانوا يعتقدون ان الله والمسيح ومريم ثلاث الهة . وقد انتقدهم وكفرهم القرآن ،  وهذا التكفير لا علاقة له بالمسيحيين . وهذا الإنتقاد اصبح غير صالح في زمن لا يوجد فيه امثال هؤلاء الكفرة المهرطقين الذين حاربتهم الكنيسة الأم منذ القرن السابع الميلادي وقد انقرضوا تماما وذهبوا الى الجحيم. لكن المسلمين لا يجرؤون على حذف الأخطاء التي لم تعد تصلح لكل زمان ومكان التي تملأ القرآن . فلا الجزية المفروضة بالقرآن شرعا على اهل الكتاب لم تعد مطبقة اليوم،  ولا نظام ملك اليمين باق الآن، وقد انتهى تماما. ولا تجارة البشر والعبودية المنصوص عليها في آيات القرآن نافذة المفعول الآن، ولا شريعة وحد قطع يد السارق وقطع الرقاب منفذ ومعمول به  في الزمن الحاضر. كل هذه الفقرات من الشريعة الإسلامية ابطلت والغي تطبيقها عمليا حتى في الدول الإسلامية رغم وجودها في نصوص القرآن، لأنها لم تعد صالحة لكل زمان ومكان . وكذلك الايات التي تكفّر المسيحيين ابطلت وفقدت معناها في زمننا الماضي والحاضر والمستقبل وحلت محلها قوانين الإنسان وميثاق الأمم المتحدة الأكثر رافة وإنسانية بالبشر ، وقد وافقت عليها كل دول العالم وبضمنها الدول التي تدين بالإسلام، ابطلت تطبيق الشريعة الإسلامية القرآنية. والأفضل للمسلمين كي لا يتوارثوا التكفير والحقد على اهل الكتاب حذف آيات التكفير من القرآن التي لم تعد صالحة لاي زمان ومكان .

المسيح كلمة الله / فهل كلمة الله  مخلوق من تراب مثل آدم ؟ كيف يقارن المسيح النازل من السماء المتحد بالروح القدس بإنسان خلقه الله من تراب الأرض ؟ هذا ما جاء في كتابكم :

" ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"

هل يقبل المسلم ان كلمة الله المؤيدة بروح القدس بشهادة القرآن تعادل حفنة من تراب الأرض ؟

" تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس" .. فهل رسول من الله مؤيدا بروح القدس و هو قول الحق خلق مثل آدم من تراب ؟

يسأل المسلم هذا السؤال : [عندما مات المسيح الإله كما يدعي النصارى، من كان يدير الكون ؟ وهل الإله الحي يموت ؟ ]

نرد على هذا التسائل بقولنا : ان المسيح مات جسده البشري بالصلب وانفصلت روحه الإنسانية البشرية عن جسده مؤقتا لثلاثة ايام، لأن له طبيعتان لاهوتية وناسوتية (بشرية). اما لاهوت الله (الروح القدس) فلم يفارق ناسوته ولو للحظة واحدة . روح الله لا يموت، بموت ناسوت المسيح (الإنسان) كان الله لايزال يملأ الكون كله ويديره بحكمته وقدرته مع وجوده متحدا مع جسد المسيح في القبر .

كلمات المسيح تثبت لاهوته :

قال المسيح : من رآني رآى الاب ، (الله الغير منظور) . لأن المسيح المنظور يمثل الله الاب على الأرض . حيث قال : " انا هو الطريق والحق والحياة، ليس احد يأتي الى الاب إلا بي "... يوحنا 6:14  

" لأبن الإنسان سلطانا ان يغفر الخطايا " .... ولن يغفر الخطايا والذنوب سوى الله . فمن هو المسيح غافر الخطايا، ومن اعطاه هذا السلطان الإلهي غير الله ذاته ؟

المسيح اثبت لاهوته والوهيته باعماله المعجزية و بكلماته التي لا يجروء اي إنسان على الأرض ان يقولها مثل :

)أنا هو نور العالم - انا الطريق والحق والحياة – انا الأول والآخر – انا البداية والنهاية – أنا معكم حتى انقضاء الدهر - من رآني رأى الأب – أنا والاب واحد( .

اتمنى ان اكون قد اوصلت معلومات مهمة الى الإخوة المسلمين عن المسيح وعقيدة الإيمان المسيحي . واوضحت لهم ولغير المسلمين الغموض والجهل الذي يعيشونه تحت تأثير خداع الشيوخ وتضليلهم لهم وعدم معرفتهم بالحقيقة و طبيعة المسيح اللاهوتية والإنسانية . واذكّر الإخوة المسلمين بقول القرآن :

 " قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (46) الزمر... الحكم لله بيننا وليس انتم الحاكِمون .

اذا اردت أخي المسلم معرفة المزيد عن الموضوع، فأقرأ الإنجيل او الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وافهم العقيدة المسيحية من مصدرها الأصلي (الإنجيل)، وليس من القرآن الذي كتب بعد المسيح بستمائة عام والذي أنكر لاهوت المسيح وأنكر صلبه وموته وقيامته ، فهو مرجع لا يعتد به مسيحيا ولن يوصلك الى الحقيقة . فكر في ابديتك ومصيرك بعد الدينونة حيث لن ينفعك نبي ولا شيخ، ولا يفيدك القول امام الله : لم اكن اعلم الحقيقة وكنت مخدوعا .

لينغا

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث