يسوع المسيح… هل كان فلسطيني الجنسية ام سوريا؟ - مقالات
أحدث المقالات

يسوع المسيح… هل كان فلسطيني الجنسية ام سوريا؟

يسوع المسيح… هل كان فلسطيني الجنسية ام سوريا؟

مما لا شك فيه ان يسوع المسيح وُلد وعاش يهوديا، لكن هل كانت جنسيته فلسطينية كما يدعي البعض؟ ماذا كانت جنسيته عندما عاش على ارضنا المقدسة؟ في هذه المقالة سنشرح...

 

يوسف جاد

أيهما أقرب للحقيقة؟ ان المسيح كان فلسطيني الجنسية على هذه الارض ام سوريا؟ 

مما لا شك فيه ان يسوع المسيح وُلد وعاش ومات وقام يهوديًا:

  1. كان ابن داود الملك وينحدر من سبط يهوذا… من سبط يهوذا خرج بوعز ويسّى وداود، ومن داود خرج المسيح (لوقا 3: 23)
  2. لأن الخلاص من اليهود (يوحنا 4: 22)
  3. ولكن لما جاء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة، مولودا تحت الناموس (غلاطية 4: 4)

يذكر لنا الكتاب المقدس (لوقا 2) أن أغسطس قيصر، وهو الامبراطور الأول للامبراطورية الرومانية (ولد في 23 سبتمر 63 ق.م وتوفي في 19 أغسطس 14 م) (1)، قد أصدر أمرًا بأن يُكتتب كل المسكونة، وقد جرى الاكتتاب الأول عندما كان كيرينيوس واليًا لسوريا، وكانت سوريا من أهم الولايات الرومانية وعاصمتها أنطاكيا وتصل حدودها الجنوبية حتى الجليل، وبحسب تسلسل الكتاب المقدس نقرأ ان يوسف النجار قد استجاب لدعوة الاكتتاب عندما كان كيرينيوس واليا لسورية، وصعد من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة بيت لحم لكونه من عشيرة داود، ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى. وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل.

وعلى هذا الاساس ولأن المسيح وٌلد في بيت لحم، صرّح الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس خلال مشاركته في ”عشاء الميلاد“ الذي أقامته حراسة الارض المقدسة في بيت لحم عام 2014، ”ان المسيح كان فلسطينيًا“، وكان كبير المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات قد صرّح قبل هذا بأن المسيح كان أول شهيد فلسطيني

ووصل ببعض الفلسطينيين الى وصف السيد المسيح بأول فدائي فلسطيني!

وطبعا من وجهة نظر مسيحية هذا التعبير ”فدائي“ غير جائز، لان المسيح هو فادي البشرية جمعاء وفداؤه كان لتحرير الانسان من الخطية ومصالحة البشر مع الله، بينما التعبير فدائي هو مضمون سياسي في اطار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وبالرغم من ولادة يسوع المسيح في بيت لحم اليهودية الا انه لم يُدعى بـ ”يسوع البيت لحمي“، بل دُعي بـ ”يسوع الناصري“ لأنه نشأ وترعرع في مدينة الناصرة، حيث بيته. وكذلك الحال في ايامنا هذه، قد تولد امرأة من قرية معينة في مستشفى المدينة القريبة من قريتها، فيُسجل المولود في السجل السكاني للقرية وليس في السجل السكاني للمدينة التي بُني على أرضها المستشفى.

من جهة أخرى، اذا اعتبرنا ان الرواية الفلسطينية مقبوله نوعا ما، عندها علينا اعتبار يسوع بريطانيا أيضا لان بريطانيا حكمت بيت لحم سابقًا، وأيضا تركيًا لان العثمانيون حكموا البلاد قبل البريطانيين… الخ.

اذا تمعنا في الآيات الكتابية نلاحظ ان يوسف النجار الذي كان يعيش في الناصرة والتي تقع تحد ادارة الولاية السورية في ذلك الوقت، قد صعد الى اليهودية (2) وهي ايضا انضمت لنفوذ المفوض السوري كيرنيوس، ليُكتتب في مدينة بيت لحم لكونه من بيت داود. وبما انه من سكان الناصرة، وأن اليهودية تقع تحت سيادة الولاية السورية الرومانية نستطيع ان نقول أن يسوع كان يعيش تحت نظام الولاية السورية.

وُلد يسوع من نسل الملك داود من سبط يهوذا في مقاطعة اليهودية التي كانت تحت نفوذ ولاية سوريا الرومانية.

خريطة

خريطة الامبراطورية الرومانية وتظهر فيها سوريا ويهوذا عام 100م

قد يُصرّ أحدهم ويقول: ”ان المسيح ولد في بيت لحم، وهي اليوم مدينة فلسطينية“. صحيح، اليوم بيت لحم تقع تحت ادارة السلطة الفلسطينية، لكنها لم تكن كذلك في الفترة التي عاشها يسوع، بل أن آخر مرة ذُكر فيها الشعب الفلسطيني كان إبان حكم الملك داود، اي في الفترة الزمنية لكتابة سفر المزامير! مما يؤكد ان المسيح لم يحمل الجنسية الفلسطينية في فترة وجوده على الارض. هذا بالاضافة الى ان الفلسطينيين المذكورين في الكتاب المقدس لم يكونوا عربا ولم يسكنوا منطقة بيت لحم، هم شعب آخر مُختلف عن الشعب الفلسطيني اليوم.

ان تجاهل الجذور اليهودية للرب يسوع المسيح  في الفترة التي عاشها على الارض لا تجعله فلسطينيا، فعندما وُلد كانت بيت لحم في اليهودية، ولكن بعد ثورة اليهود "بار كوخابا“ ضد الرومان وقمع الامبراطور ادريان للثورة عام 136 م (3)، غيّر اسمها الى فلستينا، لتصبح ولاية سوريا فلستينا (سوريا فلسطين)

يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كورنتوس 9: 20 ”فصرت لليهودي كيهودي لاربح اليهود. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس“ وعلى هذا الاساس اؤمن ان المسيح سيكون فلسطينيا للفلسطيني واسرائيليا للاسرائيلي وسودانيا للسوداني واوروبيا للاوروبي لكي يخلصهم جميعا اذا تابوا عن خطاياهم وقبلوه مخلصا لهم.

ويبقى السؤال: ماذا سيستفيد الاممي، المولود مسيحيا او غير المسيحي، اذا اعتبر المسيح من سكان بلاده وهو لا يتبع المسيح في ايمانه وأعماله، يُنكر صلبه وموته وقيامته من الاموات؟

من قبل المسيح كسب موطنه السماوي وسيكون من أبناء الملكوت حيث يجلس المسيح على عرشه ويحكم.


(1) - https://ar.wikipedia.org/wiki/أغسطس_قيصر
(2) - https://he.wikipedia.org/wiki/התקופה_הרומית_בארץ_ישראל
(3) - https://ar.wikipedia.org/wiki/سوريا_فلسطين

لينغا

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*