صباح ابراهيم:
يدّعي مؤلف القرآن أو من قام بتحريف الكتاب لاحقا، أن السيد المسيح بشّر بني اسرائيل برسول يأتي من بعده اسمه أحمد! حيث جاء في سورة الصف: "وإذ قال عيسى ابن مريم، إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة، ومبشرا برسول يأتي بعدي اسمه أحمد"
عند تحليل هذا النص وكشف زيفه وتحريفه، نجد ما يلي:
1- هل من المعقول أن يبشر المسيح يهود بني اسرائيل برسول يأتي لهم من بين العرب الوثنيين، ومن بلاد بعيدة، ولا علاقة له مع يهود بني إسرائيل. الذين لا يتبعون إلا نبي يهودي من شعبهم؟
2- من الواضح أن اسم أحمد تم إقحامه ضمن النص بديلا عن بشرى المسيح بروح القدس الذي سيرسله الآب باسم المسيح معزيا ومرشدا لتلاميذه والمؤمنين به.
3- لماذا اسمه أحمد وليس محمد؟ ولماذا كتابة الإسم صريحا وليس وصفا للرسول؟
4- هذه الآية يتيمة ومنفردة في القرآن رغم اهمية منطوقها، وتعتبر من المتشابهات، لم يتم التأكيد عليه بسور أخرى.
5- المسيح في الإنجيل لم يبشر بمجيء أي نبي من بعده مطلقا، مؤكدا أنه ( الأول والآخر - البداية والنهاية) فكيف يبشر برسول يأتي من بعده وهو الأخير؟
6- خبّر السيد المسيح عن الأنبياء الكذبة القادمين بعده، فحذّر وقال: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ!"
7- القرآن لم يقفّي على المسيح برسول سوى بآية يتيمة واحدة لا يعطي فيها أي تفاصيل عن الرسول القادم سوى اسمه أحمد وليس محمد ، ونعتقد بأن الأسم تم اضافته لاحقا على النص.
8- يهود بني اسرائيل وكبار رجال الدين فيهم لم يؤمنوا بالمسيح أنه هو المخلص الذي تنبأ به أنبياؤهم السابقون، معتقدين بأن المخلص سيأتي فارسا يركب حصانا ويحمل سيفا ويقود اليهود بحروب ضد الرومان لينقذهم من الاحتلال الروماني. ولما كان المسيح رجلا مسالما يعمل الخير ويشفي المرضى ويحيي الموتى، لا يؤمن بالحروب والقتل وإزهاق الأرواح، بل جاء من السماء ليكون الفادي للبشر، لم يصدق اليهود المتعصبون أنه ابن الله الموعود والذي تكلم عنه النبي إشعياء وميخا وداود وغيرهم من الأنبياء.
9- مصحف ابي لم يذكر اسم أحمد في قرائته. وهذا دليل بأن الاسم مضاف على النص الأصلي .
استغل بعض المسلمين هذه الآية اليتيمة فأدّعوا كذبا أن المسيح بشّرَ بني اسرائيل بارسال البارقليط (المعزّي) وهذا هو الرسول احمد الذي بلغ عنه القرآن، ولكنهم لم يفطنوا الى الورطة التي وقعوا فيها وهي أن البارقليط هو روح الله لا يراه أحد، وليس انسان، وهو يمكث في داخل التلاميذ ويقويهم ويرشدهم لتعاليم السيد المسيح ويبقى معهم ومع المؤمنين بالمسيح الى الأبد. فهل هذه الصفات تنطبق على احمد او محمد؟
البارقليط (الروح المعزّي) سيرسله الآب باسم المسيح، فهل جاء محمد باسم المسيح؟
وإن كان ادعاء شيوخ الإسلام بأن الإنجيل محرّف، فلماذا النص الذي به ارسال البارقليط ليس محرفا ولا محذوفا؟
مواصفات البارقليط أو الروح المعزّي في الإنجيل لا ينطبق على أي مخلوق بشري، لأنه روح الله، فكيف يكون هو الرسول محمد؟
المسيح وعد بإرسال الروح القدس الى تلاميذه، وفعلا نزل عليهم بهيئة ألسِنة من نار ورعد قوي، بعد خمسين يوما من صعود المسيح إلى السماء، ومحمد جاء بعد المسيح بستمائة عام، فكيف يكون هو الرسول المقصود؟ وهل المسيح هو من أرسل محمد للنبوة؟
الروح القدس هو روح الله، والقدس تسمية خاصة بالله، لتنزيه الله عن أي مخلوق بشري. فكيف يدّعي المسلمون ان روح القدس هو جبريل وهو مخلوق وليس كائن أزلي؟
روح القدس تعبير عن روح الله القدوس، فهل أحمد أو محمد يحمل صفات الله وروحه؟
كفاكم خداعًا للناس.