كشف تسجيل للرجل البريطاني الذي احتجز رهائن في كنيس بولاية تكساس الأميركية أنه كان يصلي لعامين كي يتمكن من تنفيذ الهجوم، وفقا لما نقلته فرانس برس عن وسائل إعلام، الخميس، تزامنا مع اعتقال مشتبهين بضلوعهما في الواقعة.
وأعلنت الشرطة البريطانية، الخميس، توقيف رجلين في إنكلترا في إطار التحقيق حول احتجاز رهائن في كنيس في ولاية تكساس الأميركية لحوالي عشر ساعات في نهاية الأسبوع الماضي.
وحدد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "أف بي آي" أن المواطن البريطاني، مالك فيصل أكرم (44 عاما)، هو محتجز الرهائن في كنيس في مدينة كوليفيل التي يبلغ عدد سكانها 23000 نسمة وتقع على بعد حوالى 40 كلم من دالاس في تكساس (جنوب).
وقتل أكرم في مداهمة للشرطة، السبت، بينما حرر الرهائن الأربعة سالمين.
"أتيتُ لأموت"
ونقلت الوكالة عن صحيفة "جويش كرونيكل"، ومقرها لندن، ما زعمت أنها تسجيلات للمحادثة الأخيرة بين أكرم وشقيقه، جالبار. في بريطانيا، حيث حدد أهدافه وراء الهجوم.
وقال أكرم لشقيقه، خلال احتجازه الرهائن: "أتيتُ لأموت"، مضيفا أنه "مفخخ" بـ "كافة أنواع الذخائر"، بينما يمكن سماع شقيقه وهو يطلب منه تسليم نفسه للشرطة.
وقالت هيئة البث البريطانية "بي بي سي" إن الخبراء يرون أن التسجيل أصلي.
وفي دلالة على أن الهجوم كان قيد التخطيط منذ فترة طويلة، قال أكرم في المكالمة: "لقد دعوتُ الله لعامين من أجل هذا.. سأعود إلى الوطن في كيس للجثث".
وذكرت فرانس برس أن التسجيلات تثير التساؤلات حول جدية التحقيقات التي أجرتها الوكالات الأمنية البريطانية في نشاطات أكرم مؤخرا.
ونقلت عن وسائل إعلام بريطانية أن أكرم كان موضع تحقيق أجراه جهاز الاستخبارات البريطاني الداخلي (إم آي 5)، عام 2020، وخلص إلى غياب التهديد.
وأشارت محطة "سكاي نيوز" التلفزيونية إلى أن أكرم الذي كان يعيش في بلاكبرن في شمال إنكلترا، وصل إلى الولايات المتحدة قبل حلول العام الجديد عبر مطار جون كينيدي في نيويورك قبل شراء السلاح المستخدم أثناء عملية احتجاز الرهائن.
يذكر أن شرطة مكافحة الإرهاب في شمال غرب إنكلترا أعلنت في بيان، الخميس: "أوقف رجلان هذا الصباح في برمنغهام ومانشستر. وهما في الحبس على ذمة التحقيق".
وكانت الشرطة، التي تتعاون مع السلطات الأميركية في هذا التحقيق، أوقفت، الأحد، مراهقين في جنوب مانشستر قبل أن تفرج عنهما الثلاثاء.
وقال والده، مالك أكرم، لصحيفة "ديلي ميل" إن ابنه اتصل بالمنزل عدة مرات أثناء الحصار وادعى أنه يحمل "مئات الرصاصات".
ونقل عنه قوله "لقد دمر نفسه ودمرنا".
"سيدة القاعدة"
وقال أكرم في المكالمة الهاتفية إنه يطالب بالإفراج عن عافية صديقي، عالمة الأعصاب الباكستانية المعروفة باسم "سيدة القاعدة"، والتي شكل اعتقالها رسالة بين أوساط المتطرفين.
يقول أكرم: "قلت لهم (الرهائن) أحضروها إلى هنا".
وصديقي، 49 عاما، هي عالمة باكستانية تلقى تعليمها في الولايات المتحدة، تقضي عقوبة بالسجن 86 عامًا بعد إدانتها بمحاولة قتل جنود أميركيين في أفغانستان.
وأثار الحكم عليها بالسجن في عام 2010، احتجاجات في باكستان ووجه تنظيم "القاعدة" دعوة للانتقام آنذاك.
ونفى محامي صديقي أي تورط لها في أزمة احتجاز الرهائن في الكنيس.
وفي مكالمة مضطربة، ادعى أكرم أن الاتهامات بحق صديقي "كانت مدبرة".
وأشار إلى قطع رأس الصحفي الأميركي، جيمس فولي، على يد تنظيم "داعش" عام 2014، بعد أن طالب الخاطفون بإطلاق سراح صديقي.
يقول: "لقد تركوه (فولي) يموت ولم يطلقوا سراحها لكن خمنوا ماذا، ربما سيتعاطفون مع اليهود..".
وقالت صحيفة "تايمز"، الخميس، إن أكرم أحيل مرتين إلى برنامج حكومي بريطاني يسمى "بريفينت" (Prevent) يهدف إلى ثني توجهات الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم عرضة للتطرف.
ونقلت عن مصادر قولها إن أكرم أحيل إلى البرنامج في عامي 2016 و2019 بسبب "مخاوف بشأن آرائه .. المعادية للغرب والمحافظة".
وأضافت الصحيفة أنه لم يتضح ما إن شارك أكرم بالفعل في البرنامج التطوعي