لم تبقَ "الأفلام الإباحية" التي عثر عليها في مخبأ زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لغزاً بعدما أخضعها فيلم وثائقي لـ"ناشيونال جيوغرافيك" للتحليل المعمق.
وفق الوثائقي، الذي يُعرض للمرة الأولى في 12 أيلول/ سبتمبر، قد يكون بن لادن استخدم هذه المقاطع في "تمرير رسائل مشفرة إلى قادة آخرين في القاعدة في جميع أنحاء العالم".
تعليقاً على الفيلم المعنون "ملفات بن لادن السرية"، قالت "ناشيونال جيوغرافيك": "تكشف الوثائق الجديدة التي تم الحصول عليها في المكان الذي قُتل فيه أسامة بن لادن عن الكثير من المعلومات بشأن حياته الشخصية. سيجمع 470 ألف ملف رقمي اللغز ويكشف عن الأساس المنطقي الكامن وراء عقل هذا الإرهابي. البيانات التي تكشف عن نفسية الشخصية المناقضة لنفسها، وعلاقتها مع الأسرة والدين وإرثها من العنف والتدمير".
عقب تحليل المواد الرقمية للعقل المدبر لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر، يُعتقد أن هذه المواد الإباحية استُخدمت في نقل الرسائل الإلكترونية من مؤسس القاعدة وإليه عبر تشفير الرسائل في هذه المقاطع لعدم ثقته برسائل البريد الإلكتروني.
غموض يتكشف شيئاً فشيئاً
منذ أن قضى بن لادن في مجمعه السري في أبوت آباد الباكستانية في 2 أيار/ مايو عام 2011، على يد قوات أمريكية خلال غارة ليلية، لف الغموض الكثير من ملابسات وفاة أكثر المطلوبين في العالم وانتشرت نظريات مؤامرة واتُّهمت واشنطن بعدم كشف الحقيقة كاملة.
لكن أمراً مثيراً للدهشة ظل محيراً، كشفت عنه وكالة "رويترز" في وقت لاحق من السنة نفسها، وهو عثور قوات الكوماندوز الأمريكية على مجموعة من الأفلام الإباحية أثناء البحث في مجمع بن لادن. ذكر مسؤولون للوكالة آنذاك أنهم ليسوا متأكدين من مكان اكتشاف المواد الإباحية في المجمع أو من كان يشاهدها، مبرزين عدم تيقنهم من امتلاك بن لادن هذه الأفلام أو حتى مشاهدته إياها.
ورفضوا نشر مقاطع الفيديو علناً، لأنها "شاملة إلى حد ما". وهي تضم نحو 470 ألف ملف رقمي، و250 غيغا بايت من البيانات، وأكثر من 100 محرك أقراص USB وأقراص DVD وأقراص مضغوطة، وخمسة أجهزة كمبيوتر، وهواتف محمولة.
يُذكر أن محلل الأمن القومي لدى شبكة "سي أن أن"، بيتر بيرغن، قدّم في الوثائقي نظرة رائدة إلى حياة لادن الشخصية من خلال فحص متعمق لمحركات الأقراص الثابتة التي رُفعت عنها السرية حديثاً.
يقول بيرغن صاحب أول مقابلة تلفزيونية مع بن لادن عام 1997: "استكشاف هذه الأقراص الصلبة، يوضح أن المعلومات الرقمية يمكن أن تقول الكثير. تركتْ ملفات أسامة بن لادن وراءها بصمة لرجل معقد مسؤول عن قتل الآلاف من الناس".
زاهد أم ماجن؟
وتابع: "سوف يتذكره التاريخ لذلك، ولكن من أجل اقتحام تصور هذا الزاهد في كهف بحملة دينية مقدسة، من المهم بالنسبة إلينا أن نرى كيف صاغ مقاطع الفيديو التي نقلها إلى متابعيه".
ولفت بيرغن إلى ضرورة "قراءة كيف ساعدته زوجاته المتعلمات جيداً في كتابة خطبه التحريضية. ومشاهدته وهو يغرس أطفاله وأحفاده في أيديولوجية الكراهية التي تؤدي إلى أعمال عنف ضد الحيوانات وتلاوة الشعر الجهادي"، معتبراً أن "فهمه أمر حيوي من أجل محاربة البن اللادنيين المحتملين في المستقبل".
وثمة احتمال آخر طرحه ريد ميلوي، عالم النفس الشرعي ومستشار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في تصريحه لـ"دايلي بيست"، وهو أن بن لادن "برغم كل مزاعمه الظاهرة بالورع والصلاح، قد يكون رجلاً عادياً أراد أحياناً إسعاد الذات"، مشدداً على أن "علم الأحياء (يقصد الطبيعة الذكورية) يتفوق على الأيديولوجيا".