عوامل الجهاد والتطرف العنيف في اوروبا … الدعاية المتطرفة - مقالات
أحدث المقالات

عوامل الجهاد والتطرف العنيف في اوروبا … الدعاية المتطرفة

عوامل الجهاد والتطرف العنيف في اوروبا … الدعاية المتطرفة

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا وحدة الدراسات والتقارير “4”

 

كشفت الشرطة الأوروبية “يوروبول” في مايو 2017  ببيان لها عن تمكنها من ضبط 2068 تعليقًا ذا محتوًى إرهابيٍّ، بعدة لغات مختلفة على عدد من مواقع الانترنت المختلفة، خلال 48 ساعة فقط ، وأشار تقرير الشرطة الأوروبية إلى أن  الحسابات ذات المحتوى الإرهابي، التي يستخدمها المتطرفون في عملية التجنيد والتحريض على العنف، وكذلك الدعاية المتطرفة لتنظيمي “داعشو”القاعدة”.

الجذب الالكترونى والدعاية المتطرفة  للجماعات الإرهابية

كشف تقرير لموقع (Chronicle Live) البريطاني  فى مايو  2018 والذي تناول شهادة “فيل ويلسون” العضو البرلماني عن دائرة سيجفيلد الانتخابية بالمملكة المتحدة أمام اللجنة الديموقراطية والشؤون السياسية بمجلس أوروبا كخبير، والتي يشرح فيها كيف استخدمت داعش عددًا من مصادر الدخل المربحة لتمويل عملياتها في العالم بما في ذلك الدعاية المتطورة ونشر مشاهد القتل والذبح بالإضافة إلى الأفكار المسمومة والمتطرفة، والتي يحاول غرسها في عقول الشباب.

ويستفيد تنظيم داعش من فكرة الدعاية لمضاعفة قوته، وجعل التنظيم يبدو أكثر قوة مما هو عليه التى تهدف إلى تشجيع داعميها من الذئاب المنفردة في دول مثل المملكة المتحدة على تنفيذ هجمات إرهابية، كما يؤكد التقرير على فكرة أن العلاقة بين الدعاية المتطرفة الداعشية والتمويل علاقة طردية فكلما توسعت مصادر التمويل كلما توفر أمام الجماعة الأموال اللازمة لإخراج مواد دعائية مؤثرة.

اصدرت مؤسسة بوليس اكستغينغ البريطانية  تقرير بعنوان “حرب الإنترنت الجديدة”: مكافحة التطرف الإلكتروني، ويقع في أكثر من 100 صفحة يوضح مدى خطر تهديد التطرف والإرهاب على الفضاء الإلكتروني في العالم، ولا سيما في أوروبا وفي المملكة المتحدة،واشار التقرير إلي ان التنظيم يعتمد على تيليغرام”بصورة أساسية، لأن رسائله مشفرة ويصعب اختراقها، إضافة إلى فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” و”غوغل” بهدف نشر ثقافتها المتطرفة والتكفيرية، وشن حرب نفسية لاستقطاب الشباب، للتطوّع في صفوفها والقتال في البلدان التي تحارب فيها .

أوضح التقرير أن أكثر من ثلثي الهجمات الإرهابية (76 %) ارتكبها أشخاص اطلعوا على الدعاية المتطرفة على الإنترنت وكانت في حيازة بعضهم وقام آخرون بتوزيعها على آخرين في الفترة من 2011-2015.

كشف تقرير فى  أكتوبر 2017 أن تنظيم  داعش يواصل  استخدام الألعاب الإلكترونية للتواصل مع الأطفال والمراهقين، في محاولة لتجنيدهم في صفوفه، وسط تصاعد الدعوات إلى الحد من هذه الظاهرة والتحذير من مخاطرها، ويعتبر هذا نوعا من تهكير اللعبة، وهذا الأمرُ موجود مع ظهور الألعاب إلا أنه بدأ بالتطور بشكلٍ أكثر احترافية وتنظيماً من السابق مع وجود الإنترنت واليوتيوب والألعابِ المقرصنة، وهكذا أصبح الموضوع أسهلَ من السابق ، ويعد تعديلُ الألعاب على الكمبيوتر أسهل من بقية الأجهزة لتوافُرِ أدواتِ التعديل على الإنترنت.

ويتم التجنيد باستخدام اللعبة عن طريق تصميم شخصياتٍ وأعلام، وإضافة أصواتٍ وتبديلُ الشعاراتِ والسيارات ، فلعبة كصليل الصوارم  المتواجدة على اليوتيوب اعتمدت المونتاجَ في عملها وليس عرضاً للعبة بشكلٍ كامل، وإنما أجزاءٌ ومقتطفات منها تمكّن مبرمِجيها من تسخيرِ مونتاجهم على هواهُم كي يُظهروها بشكل قوي.

ويمتلك التنظيم سبع أذرع إعلامية يبث من خلالها العنف والإرهاب حول العالم، وهي: أجناد، الفرقان، الاعتصام، الحياة، إذاعة البيان، مجلة وموقع دابق و90 ألف صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفايسبوك وتويتر. ويروج التنظيم لأفكاره بـ12 لغة في جميع أنحاء العالم مستخدماً لذلك الإنترنت والتكنولوجيا. ويتميز المحتوى المتطرف للتنظيم بعدم المركزية ويعتمد على الفيديوهات التي تثير المشاعر وأكثر جاذبية في الدعاية،ووفق دراسة أعدها معهد بروكينغز، فإن نجاح داعش في شبكات التواصل الاجتماعي يعود إلى مجموعة من المستخدمين ذوي النشاط غير العادي، وعددهم بين 500 الى 2000 شخص.

مجندون عبر الانترنت

ويقول جوناثان أدلمان، أستاذ القانون بجامعة دنفر جوزيف كوربل للدراسات الدولية  إنه وفقاً لشهادات العائدين من مناطق الصراع بين صفوف داعش، فإن التنظيم يطلب من المنضمين حديثا بتسليم حساباتهم على مواقع التواصل تويتر أو فيسبوك إلى التنظيم الذي يعطيها إلى مختصين بالمواقع الإلكترونية يعملون بداخله، وثاني الطلبات تصوير مقاطع فيديو لدفع الشبان على الانضمام إلى تنظيم داعش، وإطلاق حملة جمع تبرعات مالية، وتعد هذه الطلبات مؤشراً كيف أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً رئيسياً في تفكير التنظيم.

اشارت التحقيقات واراء الخبراء فى مجال مكافحة الارهاب ان منفذ عملية فورتسبورغ  البالغ من العمر 17 عاما قام بالهجوم تحت تاثير دعاية تنظيم الدولة الإسلامية  ، وفى هذا الصدد اشار الصحفي الألماني شتيفان بوخن في حديث لقناة DW عربية إلي انه من المرجح أن يكون الشاب قد تطرف عبر الانترنت من خلال الدعاية” التي ينشرها تنظيم “داعش” على مختلف المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.

وتعتبر سالي جونز مواطنة بريطانية  أخطر امرأة بداعش قائدة شبكة تجنيد فتيات أوروبا والمطلوبة في العالم للعدالة  والتى تم استدراجها عبر محاثات بالانترنت  مع جنيد حسين وهو مقاتل داعشي من برمنغهام والذى تزوجته بمجرد وصولها الي سوريا ثم انضمت إلى معسكر فى الجنوب الغربي من الرقة لتقضي مدة ستة اسابيع وتعلمت أصول المتطرفين، وتلقت دروسا في التفسير والشريعة.

لقبت جونز تفسها بـ “أم الحسين البريطانية” لكي تفاخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بـ “دولة الخلافة”. وقد شجعت الأتباع على أن يقوموا بعمليات ضد الغرب، كما دافعت عن قيام داعش بقتل الرهائن الأجانب ويعتقد أنها ساهمت في عمليات تجنيد واسعة للنساء قبل أن يتم إغلاق حسابها على تويتر.

يحذر خبراء الأمن والمعنين في الجماعات المتطرفة رغم تراجع التنظيم على الارض وفي معاقله،  من الدعاية المتطرفة لتنظيم داعش على الانترنت حيث أنها لاتقل  اهمية عن انشطة التنظيم على الارض، بل كانت وسيلة فاعلة في كسب الشباب وسلب عقولهم، خاصة في دول اوروبا، وهذا ماجعل الدعاية المتطرفة تتصدر اهتمام دول اوروبا والمفوضية الاوروبية، وتضع سياسات وقوانين جديدة لمواجهة التطرف على الانترنت.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*