بدأت الضغوط التي تمارس على حزب الله اللبناني تتزايد بشكل ملحوظ بعد تصنيفه منظمة إرهابية من قبل الأرجنتين، في خطوة هي الأولى من نوعها في أميركا اللاتينية.
وبات الحزب اللبناني، المرتبط بالنظام الإيراني، منظمة إرهابية "رسميا" في الأرجنتين، بدءا من الخميس 19 يوليو الجاري.
القرار جاء، على خلفية اتهامه بالضلوع في هجومين سابقين بالأرجنتين، الأول استهدف سنة 1994 مركزا للجالية اليهودية في العاصمة، راح ضحيته 85 شخصا وجرح أكثر من مئتين.
والثاني استهدف السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس العام 1992، وتسبب في مقتل 29 شخصا.
تجميد الأصول
وحدة المعلومات المالية في الأرجنتين أمرت من جانبها بتجميد أصول أعضاء حزب الله، وقالت في بيان لها "يواصل حزب الله تهديده للأمن وسلامة النظام الاقتصادي والمالي للأرجنتين".
مصدر حكومي أرجنتيني مطلع، أكّد أن أمر تجميد الأصول أدرج حزب الله تلقائيا في سجل الأرجنتين للمنظمات الإرهابية.
يذكر أن الأرجنتين كانت قد جمدت العام الماضي أصول 14 فردا من "عشيرة بركات" وهي عائلة كبيرة يقول مسؤولون إن لها صلات وثيقة بحزب الله.
يقول الكاتب والمحلل السياسي الأميركي مارك بيري إن القرار الارجنتيني "مكسب للولايات المتحدة الأميركية".
وفي حديث لـ "موقع الحرة" ثمّن بيري القرار الأرجنتيني، منتقدا "المواقف المتذبذبة للدول الأوروبية تجاه إيران".
المحلل السياسي داؤود خير الله، يرى من جانبه أن قرار الأرجنتين ستكون له "تداعياته في الولايات المتحدة وبعض دول أميركا اللاتينية، لكنه يستبعد أن يكون له أي تأثير في الداخل اللبناني".
تضييق الخناق على حزب الله
وكان حزب الله، المدعوم من إيران، قد تعرض إلى عقوبات من عدة دول على رأسها الولايات المتحدة، لكنه لا يزال شريكا أساسيا في العملية السياسية في لبنان.
وخلال الشهر الجاري، أدرجت واشنطن نائبين من حزب الله ورئيس ذراع الحزب الأمني على لائحة تمويل الإرهاب، في خطوة يرى البعض أنها قد تربك المشهد السياسي في لبنان.
يشار إلى أن تواجد حزب الله في دول أميركا اللاتينية، لا يقتصر على الأرجنتين. إذ يقول مسؤولون إن للحزب جماعات تنشط في منطقة الحدود بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي حيث تعقد صفقات مشبوهة لتمويل عملياتها في مناطق أخرى.
خريطة تظهر دول أميركا اللاتينية التي ينشط فيها "حزب الله" (مشروع كلارينون(
ومنطقة الحدود الثلاثية، أو ما يسمى بـ TBA هي موطن لمجتمع شيعي لبناني قوي، ترتبط مؤسساته (المساجد والمدارس ومنظماته الاجتماعية) بشكل وثيق مع حزب الله.
وقد صرحت الحكومة الأميركية علنا بأن حزب الله لاعب رئيسي في الاقتصاد غير المشروع لـ TBA، والذي قدرت السلطات المحلية في الآونة الأخيرة قيمته بـ 18 مليار دولار سنويا.
أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بواشنطن، إدموند غريب، لا يستبعد صدور قرارات مماثلة ضد حزب الله من باراغواي والبرازيل، ودول أخرى لها مواقف داعمة للولايات المتحدة الأميركية.
وفي حديث لـ"موقع الحرة" قال غريب "يمكن أن نشهد سلسلة اعتقالات لأفراد مرتبطين بحزب الله في هذه البلدان، خلال الفترة القادمة".
ومؤخرا سلمت البارغواي الولايات المتحدة نادر محمد فرحات (من مؤيدي حزب الله) للاستماع إليه في اتهامات مرتبطة بتهريب المخدرات وغسيل أموال.
إيمانويل أوتولينغي من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، قال إن نشاط حزب الله في أميركا اللاتينية "لن يتوقف بعقد قمم هنا وهناك".
محلّل: لا بد من أدوات قانونية لدرء شر حزب الله
وفي حديث لمحطة "فوكس نيوز" أكد أوتولينغي أن تطويق حزب الله يتوقف على تحيين أدوات قانونية تسمح بمحاصرة نشاطاته المشبوهة.
يشار إلى أن حزب الله لم يصدر أي تعليق على القرار الأرجنتيني الأخير، لكنه سبق وأن نفى ضلوعه في هجومي الأرجنتين.
للتذكير فإن دولا أخرى ومنظمات، سبق وأن صنّفت حزب الله، وجناحه العسكري المدعوم من إيران، كمنظمة إرهابية، تقفية للقرار الأميركي وهي كندا وبريطانيا وأستراليا، بالإضافة إلى نيوزيلندا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.
الحرة