محمد جمال- القاهرة
دخل الكاتب المصري محمد عبد الله نصر، الشهير باسم "الشيخ ميزو"، في إضراب عن الطعام عقب ترحيله إلى سجن قسم شبرا الخيمة (شمال القاهرة)؛ تنفيذاً لقرار محكمة مصرية الأحد بسجنه 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان.
وقال أحد أفراد أسرته في اتصال هاتفي مع "هافينغتون بوست عربي"، إن الشيخ مصدوم من قرار حبسه، وقرر الدخول في إضراب عن الطعام ويرفض تناول أدويته.
وأكد مصدر أمني بمديرية أمن القليوبية ترحيل نصر إلى سجن قسم ثان شبرا الخيمة؛ تمهيداً لترحيله إلى سجن عمومي لتنفيذ حكم السجن الصادر ضده.
وشهد القسم إجراءات أمنية مشددة، حيث فرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول المكان وحول منطقة السجن، بعدما توافد عدد من محامي "الشيخ ميزو" وأقاربه وبعض مؤيديه.
المحامون
وأكد محامو المتهم لـ"هافينغتون بوست عربي"، أنهم تقدموا، الإثنين 27 فبراير/شباط 2017، باستئناف على الحكم، ودفع كفالة لإطلاق سراحه لحين نظر محكمة جديدة الاستئنافَ الذي تحدد له الثامن من مارس/آذار المقبل، منتقدين تسريع الحكم عليه في وقت كانوا يتقدمون فيه بطلبات إلى المحكمة لم تُنظر بعد.
وقال المحامي أحمد أيوب، أحد محاميي نصر، إنه "تم حسبه دون حضورنا كهيئة دفاع عنه"، مستغرباً سرعة صدور الحكم مع توقعهم التأجيل، مشيراً إلى انشغال أغلب المحامين في قضايا أخرى خارج القاهرة للاطمئنان"إلى اتجاه"المحكمة إلى"تأجيل القضية.
فيما قال مدير المؤسسة المصرية للخدمات القانونية، المحامي حميدو جميل البرنس، إن المحامين عن نصر "عقدوا اجتماعاً طارئاً مساء الأحد؛ للاتفاق على اتخاذ إجراءات الطعن بالاستئناف على ذلك الحكم".
وأضاف أن "كل هيئة الدفاع كانت تتوقع أن تكون جلسة الأحد للتأجيل لاستخراج تصريحات معينة، لذلك لم يحضر الجلسة المحامون أسعد هيكل وعلى أيوب وحميدو جميل البرنس".
وتابع: "فوجئنا بزميلنا في فريق الدفاع أحمد عبده ماهر يتصدى للمرافعة، وكان من الخطأ أن يمثل الشيخ نصر بنفسه أمام المحكمة، حيث إن حضوره ليس وجوبياً".
وأبدى المحامي أسعد هيكل أسفه على الحكم الذي أصدرته محكمة جنح شبرا الخيمة بحبس محمد عبد الله نصر 5 سنوات مع النفاذ (بلا كفالة) بتهمة ازدراء الأديان، مستغرباً صدور الحكم "بعد رفع الجلسة بوقت قليل".
وأكد أن فريق الدفاع زار نصر مساء"أمس في قسم شبرا الخيمة؛ للاتفاق على خطوات الاستئناف والاطلاع على أحواله الصحية بعد أنباء إضرابه عن الطعام.
تفاصيل القضية
وكان"المحامي سمير صبري قد حرك دعوى قضائية ضد الشيخ ميزو أمام محكمة شبرا الخيمة يتهمه فيها بازدراء الأديان وعقدت المحكمة جلستها، الأحد، لنظر القضية، وقضت بالحبس 5 سنوات مع الشغل والنفاذ. وعلى الفور، تم ترحيل المتهم إلى سجن قسم شبرا ثاني تمهيدا لترحيله إلى سجن عمومي لتنفيذ العقوبة.
وقبل صدور الحكم عليه، كتب "ميزو" يقول:
وكان نصر أثار جدلاً على مواقع التواصل بعدما"قال إنه المهدي المنتظر، ففي بيان أصدره "نصر" عبر صفحته على فيسبوك، قال:
ولاحقاً، كشف محمد عبد الله نصر أن الهدف من إعلانه هو السخرية من فكرة المهدي المنتظر، وعقب إعلانه ذلك، تقدم المحامي سمير صبري، بأول بلاغ لنيابة أمن الدولة العليا، ضد الشيخ "ميزو"؛ للمطالبة بالتحقيق في ادعائه أنه المهدى المنتظر.
وطالب "صبري" بإصدار قرار بالتحقيق مع محمد عبد الله نصر، وشهرته ميزو، وإحالته إلى المحاكمة العاجلة؛ لاتهامه بارتكاب جريمتي النصب وازدراء الأديان، المعاقب عليهما بالمواد (336 -98) من قانون العقوبات.
تصريحات "ميزو" التي أدخلته السجن
واشتُهر الشيخ محمد عبد الله نصر، الشهير بـ"ميزو"، بآرائه المثيرة للجدل منذ ظهوره على الساحة العامة عقب ثورة 25 يناير المجيدة، ومن أبرزها أن الرقص الشرقي ليس حراماً، ومن يقول خلاف ذلك فعليه أن يأتي بدليل،؛ لكون الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأتِ نص بالتحريم، بحسب زعمه.
وطالب بضرورة إدخال فن الرقص الشرقي في مناهج التعليم، قائلاً: "من يحرم الرقص الشرقي عليه أن يأتي بدليل للتحريم، الرقص أفضل من الطالبات اللاتي يرتدين خيماً سوداء (النقاب)، ويقطعن الطرقات ويدمرن المنشآت في الأزهر، وأنا عندما كنت صغيراً -والله- كنت أشاهد رقص نعيمة عاكف ولم تُثر شهواتي، وكنت أنظر إليه على أنه فن من أنواع الفنون والإبداع".
كما سبق له وصف صحيح البخاري بـ"المسخرة". وخلال مناظرة تليفزيونية مع شيوخ سلفيين، زعم أن بعض الروايات في التراث الإسلامي و"هيمنة التيار الوهابي السلفي المتشدد"، بحسب قوله، "هما منبع التطرف والإرهاب".
أيضاً، أنكر الشيخ "ميزو" عذاب القبر، مؤكّداً أنه ليس من ثوابت الدين الإسلامي، واعتبر الخلافة الإسلامية "خرافة وأسطورة، وليست فريضة أو وعداً من الله"، وأن النقاب "حرام شرعاً، وعادة يهودية وليس من الإسلام في شيء".
هافينغتون بوست عربي