قراءة في غزوة سيرلانكا - مقالات
أحدث المقالات

قراءة في غزوة سيرلانكا

قراءة في غزوة سيرلانكا

يوسف تيلجي:

 

يقول السيد المسيح : سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ . / من إنجيل يوحنا ( 16: 2-33) .

الموضوع :   BBC NEWS في 21 .4. 2019

"لقي 290 شخصا مصرعهم (وصل عدد القتلى لاحقا إلى 359 قتيل)  وأصيب 500 آخرون في سلسلة تفجيرات استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا ، بحسب الشرطة ومصادر طبية ، أُفيد بوقوع ثمانية انفجارات على الأقل ، استهدفت 3 كنائس في كوتشيكادي في كولومبو ومدينتي نغومبو وباتيكالوا ، وذلك أثناء إقامتها المراسم الدينية للاحتفال بعيد الفصح .."

القراءة :

أولا - مرت مذبحة سيرلانكا مرور الكرام على رد فعل المجتمع الدولي، وكأن الأمر متوقع! وذلك لأن العالم لا يهتم بمذابح المسيحيين ابتداء من مذابح الأرمن في أبريل 1914 – 1923 من قبل تركيا ، ومذابح سيفو / أيلول 1914 -1920/ للأشوريين والكلدان والسريان، من قبل تركيا أيضا، وغيرها الكثير، لم يستطع الغرب قادة ودولا وميديا، أن يسمي الأحداث بمسمياتها ! لم يتجرأ أي رئيس دولة أو قائد أو زعيم أن يقول ، مثلا : إن الإرهاب الإسلامي ضرب الكنائس في عيد الفصح ! وكأن العيد شهد صلب المسيح من جهة ، وشهد بذات الوقت نحر أتباعه من المسيحيين / شيبة وشبابا وأطفالا، فهنيئا لقادة الدول الغربية وأمريكا وكندا بلا استثناء، على ضبط النفس حفاظا على شعور المسلمين ! وينطبق عليهم قول الشاعر دريد بن الصمة : لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً   وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي.

ثانيا - أتعجب لصمت القيادات الكنسية جمعاء، على هذا الضعف والهوان والانكسار، الذين يجلسون على كراسيهم متقلدين صلبانا مذهبة ، قد خانوا مصلوبها ، فرجال الدين أجبن من أن يقولوا كلمة حق بصدد حدث كهذا، فهم ناكرون لسيدهم المسيح كنكران تلميذه بطرس له، والذي أصبح فيما بعد رسولا للمسيحية ، "وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ : « إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى." ( إنجيل مرقس 14: 72) ، ابقوا على حالكم ، صورا مشوهة لربكم ! ولكن تذكروا قول السيد المسيح  "وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." ( إنجيل متى 10: 33) . فمتى تقولون كلمة حق بما يجري من أضطهاد وقتل وتهجير للمسيحيين شعبكم !

ثالثا - من هذا المنبر / بخصوص الحدث أعلاه، بقي فقط دور وفعالية أقلام المفكرين والكتاب والمتنورين، وكل من له قوة وجرأة في قول الحق ! وذلك من أجل الدعوة إلى تحطيم صنم جاهلية الموروث الإسلامي الذي يدعو إلى قتل وتكفير الآخر، استنادا إلى حديث الرسول (أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ  عَلى اللَّهِ) .       فمن الضرورى العمل على توعية العالم الإسلامي وتنبيهه إلى أنه يعيش في رحاب القرن الواحد والعشرين وليس في تخلف الحقبة الجاهلية !

إضاءة:                                                                                                                                

ألا يكفي ما قتلتم من بشر منذ أكثر من 1400 سنة تحت حماية " إله القتل والدم " ! من أجل نشر الدعوة المحمدية التي تفتقد إلى " إله المحبة " !! الذي تقوم عليه الحضارة البشرية الإنسانية .

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث