كيف يصبح أبناء عائلات ميسورة إرهابيين؟ - مقالات
أحدث المقالات

كيف يصبح أبناء عائلات ميسورة إرهابيين؟

كيف يصبح أبناء عائلات ميسورة إرهابيين؟

قال وزير الدفاع السريلانكي روان فيجوارديني الأربعاء إن معظم الإرهابيين الذين قتلوا 359 شخصًا على الأقل في الكنائس والفنادق في سريلانكا الأحد الماضي "متعلّمون وينتمون للطبقة العليا من المجتمع، وعائلاتهم مستقرة ماليا تماما".

حديث الوزير السريلانكي يتعارض على الأرجح مع ما يعتقده الكثيرون بشأن الانتحاريين، إذ عادة ما ينحدر الانتحاريون من أوساط مجتمعية متدنية ولا يتميزون بمستوى دراسي جيد.

يسود تساؤل حول السبب الذي يجعل أبناء الأثرياء يفجرون أنفسهم، إذ يصعب تصور ابن ثري أو متعلم يلجأ للتعبير عن موقف معين بهذا الكم من العنف، ويتسبب في قتل أبرياء داخل دور عبادة.

أمثلة.....

أسامة بن لادن، الإرهابي الذي شغل العالم لعقود، لم تضطره الظروف المعيشية لتبني الفكر الإرهابي وهو ابن "القطب المعماري السعودي بن لادن".

كذلك عمر فاروق عبد المطلب، المعروف باسم "مفجر الملابس الداخلية"، ابن مصرفي نيجيري ثري وكان يدرس في جامعة كوليدج في لندن، وهي واحدة من أفضل الجامعات في العالم، عرف بمحاولته تفجير طائرة ركاب أميركية فوق "ديترويت" يوم عيد الميلاد عام 2009.

أنور العولقي، مولود في الولايات المتحدة كان يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة جورج واشنطن قبل انضمامه لتنظيم القاعدة في اليمن.

مجموعة بن لادن أكبر شركة مقاولات في السعودية

مثال آخر، "الجهادي جون" الذي كان مسؤولا عن قطع الرؤوس في تنظيم "داعش" وتسبب في مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي عام 2014، من "عائلة غنية نشأ في غرب لندن وتخرج من الكلية مع شهادة في برمجة الكمبيوتر" وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

محمد عطا، الخاطف الرئيسي في هجمات 11 سبتمبر ينحدر كذلك من عائلة متعلمة، فهو نجل محام مصري وكان يدرس للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة ألمانية.

لماذا؟

يرى متابعون أن الإرهابي "في حالة المقاتلين السنة، يتبنى إيديولوجية عنيفة، غالبا ما تكون طائفية بطبيعتها وتشجع على قتل من يوصفون بالكفار".

وثمة رأي يذهب إلى كون هؤلاء يعتقدون أنهم "ضحايا، يتعرضون للهجوم كونهم مسلمين، ويجب عليهم الانتقام".

لمعرفة حقيقة جنوح الإرهابي إلى العنف المسلح والأسباب "الموضوعية" وراء ذلك، درس خبير الإرهاب "مارك ساجيمان" في كتاب صدر عام 2004 بعنوان "فهم شبكات الإرهاب" السير الذاتية لـ 172 إرهابيا سنيا، ووجد أن الأصدقاء وأفراد الأسرة الواحدة غالبا ما انضموا إلى الجماعات الجهادية معا.

"ثلاثة أزواج من الإخوة السعوديين، على سبيل المثال، كانوا مختطفين في 11 سبتمبر. يمكن رؤية ذات الديناميكية مع الأخوين الانتحاريين في هجمات سريلانكا"، يخلص الرجل في حديث لشبكة "سي إن إن".

يعرّف الخبراء الإرهاب بأنه يحمل في الغالب مسعى "مادي"، فتنظيم طالبان مثلا يجند عشرات الآلاف من الإرهابيين في صفوف الفقراء ويدفع لهم رواتب شهرية ضخمة وهو السبب "في كون طالبان إحدى أكبر عصابات المخدرات في العالم".

وعلى النقيض من ذلك، يقول باحثون آخرون إن الجماعات الإرهابية البحتة "تتألف من "المؤمنين الحقيقيين الذين يتطوعون لأجل هدفهم ولا يتقاضون رواتب بشكل عام".

ولإقناع المتعلمين وأبناء الميسورين بالتخلي عن الفكر الإرهابي، يقترح محلل الأمن الوطني في شبكة "سي أن أن" الأميركية بيتر بيرغن، "إشراك رجال دين ذوي معرفة واسعة، أو إرهابيين سابقين، في ثني المتطرفين عن جنوحهم".

الحرة

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث