لماذا لا نعتذر للأقليات جميعاً؟ - مقالات
أحدث المقالات

لماذا لا نعتذر للأقليات جميعاً؟

لماذا لا نعتذر للأقليات جميعاً؟

سامى عبداللطيف النصف

مذبحة أخرى يندى لها الجبين، تعرض لها إخوة أقباط فى المنيا دون ذنب ارتكبوه، ويأتي هذا ضمن مذابح ومضايقات تعرضت لها الأقليات الدينية والطائفية والعرقية التى تشاركنا أوطاننا العربية، وكذلك تركيا وإيران، لذا قد يكون من المناسب أن تنظر أمانة الجامعة العربية ومعها منظمة المؤتمر الإسلامي في أن تتقدم الجامعة العربية، نيابة عن الدول الأعضاء، ومعها دول الإقليم المسلمة، مثل تركيا وإيران، باعتذار تاريخي معلن ومحدد لكل شركائنا فى الأوطان الذين أخطأنا بقصد أو بدونه بحقهم، سواء كان الخطأ على المستوى الرسمي فى بعض البلدان كأن يحكم حزب إسلامي بلدا متعدد الأديان، كحال السودان، أو حزب عروبي قومي، كحال البعث، بلدا متعدد الأعراق مثل العراق وسوريا، أو كان الخطأ على المستوى الشعبي. إن اعتذار دولنا ومنظماتنا كالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى يجب أن يوجه للإخوة المسيحيين بكافة طوائفهم واليهود والصابئة والإيزيديين والبهائيين والبارسيين والدروز والعلويين والإسماعيليين والصوفيين والأحمديين والأرمن والأكراد والبربر والأمازيغيين والشركس والسامريين وذوي الأصول الأفريقية ممن استعبدناهم.

إن الاعتذار المستحق إن تم فلن ينقص من مكانتنا شيئا بل سيزيدها تحضرا وتقدما أمام أمم الأرض الأخرى، ويجبر قليلا خواطر أحبة وإخوة وشركاء لنا بأوطاننا، تعرضوا للأذى دون ذنب، ويظهر لهم أننا تخلصنا أخيرا من رواسب العنجهية والتخلف والعنصرية وتكفير المخالفين، وأننا نعدهم بعدم تكرار تلك الأخطاء التاريخية مستقبلا على مستوى الحكومات أو الشعوب، وسنحاول جاهدين اللحاق بركب الأمم المتقدمة في مشارق الأرض ومغاربها الذي كادت قوافله تختفى بعيدا عنا تحت الأفق.

آخر الكلام: لو قمنا بعمل كهذا فستضطر أمم ظلمتنا أو أخطأت بحقنا بالماضي أو الحاضر أن تتقدم باعتذارات مماثلة بحق دولنا وشعوبنا كخطوة أولى لتحقيق وتعزيز السلام بمنطقتنا المنكوبة بالحروب المدمرة بين الأديان والطوائف والأعراق.

* وزير إعلام كويتى أسبق

المصرى اليوم

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث