الكنيسة التي في السبي الإسلامي - مقالات
أحدث المقالات

الكنيسة التي في السبي الإسلامي

الكنيسة التي في السبي الإسلامي

بقلم/ق.ايمن لويس

السبي .. احدى المحطات الهامة في حياة شعب الرب في التاريخ الكتابي ، وفي التعليم الروحي .. إن الرب لا يجرب بالشرور ولا يأتي بالبلاء ، لكنه يرفع الحماية عن شعبه أو ابنه او ابنته عندما يرتد ويجدف علي اسم الرب وعلي الروح القدس .. والتجديف هو اصعب الخطايا .. والاستمرار في هذه الحالة التي عادة ما تكون مصحوبه بكبرياء روحي وهمي كبير .. تجعل الرب يرفع الحماية عن هذا الإنسان أو الشعب

كما اشار جدعون في سفر القضاة .. إذا كان السقوط والتجديف والضلال جماعي .. وعند رفع الحماية يتم فقد الحرية ويتم السقوط في السبي ومعه يأتي الدمار والفقر والقهر والازلال والمهانة والعبودية .

إن السبي حالة شديدة الخطورة والالم في حياة شعب الرب "عبرانيين 6: ٤ لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، ٥وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، ٦وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. ٧لأَنَّ أَرْضًا قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَارًا كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْبًا صَالِحًا لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. ٨وَلكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ" .

في الغالب لا يستطيع الشعب أو الافراد تمييزها ، لأنها مصحوبه بالعمي الروحي .. لأن القادة الروحيين الذين رسالتهم قيادة الشعب للتوبة والتطهر ، هم من يتزعمون هذا التجديف ، وهذا الارتداد .. وعوضا عن قيادة الشعب لمعرفة الرب معرفة حقيقية بضمير صالح .. يتركون الرب ويقودون الشعب الي عبادات باطلة لها صورة التقوي ولكنها تسلب مجد الرب وتعطيه لاخر ؟!

قدم الكتاب المقدس خصوصا العهد القديم سرد واضح عن هذا الاثم الكبير ، والضلال الخطير الذي إذا كان الوقوع فيه فردي أو جماعي كان نتيجته الوقوع في السبي "إرميا ٢ : ٨ اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي، وَالرُّعَاةُ عَصَوْا عَلَيَّ، وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْل، وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ .. إرميا ٥ : ٣١ اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ ، وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ ، وَشَعْبِي هكَذَا أَحَبَّ. وَمَاذَا تَعْمَلُونَ فِي آخِرَتِهَا؟ .. إرميا ٢٣ : ١١ لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعًا، بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ" .

* هكذا يشرح إرميا النبي بداية قصة السقوط في السبي .. وفي 31:5 يوضح النبي عمق الماساة . أن الشعب سقط في قبضة الكهنه ، واحكم الكهنه قبضتهم علي الشعب وأحب واستعذب الشعب الانقياد والخضوع وراء ضلال الكهنة ، وفي هذا الشاهد التالي توضيح بتضليل الكهنه للشعب ، وتقديمهم رسالة تخدير بوعود كاذبة وامال خادعة يحذرهم منها النبي قائلا : "إرميا ٢٧ : ١٦ وَكَلَّمْتُ الْكَهَنَةَ وَكُلَّ هذَا الشَّعْبِ قَائِلاً: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ أَنْبِيَائِكُمُ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ قَائِلِينَ: هَا آنِيَةُ بَيْتِ الرَّبِّ سَتُرَدُّ سَرِيعًا مِنْ بَابِلَ. لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِالْكَذِبِ" .

إرميا ٢٩ : ١ هذَا كَلاَمُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِرْمِيَا النَّبِيُّ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَقِيَّةِ شُيُوخِ السَّبْيِ، وَإِلَى الْكَهَنَةِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَإِلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ،

* جرائم كهنوتيه .. عندما تحدث ارميا بما كلمه به الرب كرسالة تحذير للرجوع من الكغرتداد والكبرياء الروحي والضلال .. نجد تاكيد علي أنهم في شر واثم فظيع جعلهم يرفض أي نداء للرجوع للقداسة ،. بل يزدادون امعان في الشر .. إرميا ٢٦ : ٧ وَسَمِعَ الْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْمِيَا يَتَكَلَّمُ بِهذَا الْكَلاَمِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ .. إرميا ٢٦ : ٨ وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ إِرْمِيَا مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ أَنْ يُكَلِّمَ كُلَّ الشَّعْبِ بِهِ، أَنَّ الْكَهَنَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَكُلَّ الشَّعْبِ أَمْسَكُوهُ قَائِلِينَ: "تَمُوتُ مَوْتًا"! .. إرميا ٢٦ : ١١ فَتَكَلَّمَ الْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ مَعَ الرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: "حَقُّ الْمَوْتِ عَلَى هذَا الرَّجُلِ لأَنَّهُ قَدْ تَنَبَّأَ عَلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ كَمَا سَمِعْتُمْ بِآذَانِكُمْ" .

أخبار الايام الثانى ٢٩ : ٩ وَهُوَذَا قَدْ سَقَطَ آبَاؤُنَا بِالسَّيْفِ، وَبَنُونَا وَبَنَاتُنَا وَنِسَاؤُنَا فِي السَّبْيِ لأَجْلِ هذَا.

* هنا ناتي الي السؤال الهام .. هل دخل الشعب القبطي السبي من داخل هذا التوصيف ؟ ولماذا اقباط مصر تركوا للسبي ، بينما شعوب وامم مسيحية كثيرة في العالم ترتع في الخطية ولم تسلم للسبي ؟

ارجوا عزيزي القارئ الانتباه للملحوظة التي تحدثنا عنها انفا وهي جريمة التجديف والتي تفوق السقوط في الخطية .. هذا بالاضافة أن الشعب المسيحي عبر التاريخ عندما انقاد للكنيسة في خضوع جماعي لروح التجديف ضرب ضربات موجعه ومؤثره .. وفي العصر الحديث دخلت روسيا وحلفاءها الذين عرفوا بالاتحاد السوفيتي في سبي الحكم الشيوعي .. أن خطية التجديف الفردي تختلف عن الخطية الجماعية لشعب من الشعوب .

* الكنيسة التي في السبي .. قدمت هيئة الابواب المفتوحه دراسة رائعة عن الكنيسة التي في السبي ، من واقع التجربة الكنيسة في الدول الشيوعية .. فتوضع الكنيسة تحت سيطرت حكومات تعادي عمل الرب بل ومتحفزة ضد المسيحيين . حدث هذا في فيتنام الجنوببة وفي الصين وفي كل البلدان التي انتهجت النظام الشيوعي ، أو النظام الديني .

1- تعوق السلطة بناء الكنائس والتوسع في عددها او اتساع مساحتها .

2- الغاء عطلة يوم الاحد بقصد تعطيل المسيحيين عن تقديس يوم الرب بشكل جماعي حتي لا تظهر قوتهم ، ولكي يضعف حماسهم وتتفرق وحدتهم .

3- التضييق عليهم ومحاولت تفتيت التجمعات السكنية المسيحية حتي لا يظهر لهم وجود مؤثر فيجبروا علي التهجيرهم لمجتمعات سكنية غريبة يكونوا فيها اقليه مهمشه تحت المراقبه .

4- الخطاب العدائي الموجه ضد المسيحيين الملتزمين ليكونوا مبغضين ومكروهين ومنبوذين في المجتمع .

5- سلب ولاء الاجيال الجديدة بعيد عن انتمائهم الديني وتشكيكهم في ايمانهم وعقيدتهم ، ومكافئة من يتمرد ويعلن العصيان ويتم الاحتفاء به وحمايته .

6- جعل المناهج التعليمية منتقاه وموجهه لمهاجمة الفكر والتعليم المسيحي ولدعم الفكر العقائدي الذي ترغب السلطة في زرعه داخل العقل المجتمعي .

7- تشجيع الابناء علي العصيان علي الوالدين الملتزمين بالايمان والتسفيه من سلطانهم وافكارهم .

8- اضطهاد العمال المسيحيين وتضيق فرص العمل المهم ، وتمييز الآخرين عليهم .

9- استخدام الالة الاعلامية ضد المسيحيين والفكر المسيحي وعدم منح المسيحيين أي فرصه للتواجد أو الدفاع عن افكارهم وايضا تقويض حرية نشر الفكر المسيحي ولا يسمح الا بما ترضي به السلطة .

10- تخترق السلطة الحكومية النظام الكنسي المؤسسي .. وتستقطب القيادات الكنيسة وتشتري ولائهم ، وتوجههم وفق رؤيتها . وتتدخل في تعيين الهيكل الاداري .

11- تقاوم السلطة من خلال القيادة الكنيسة نفسها أي حركة تبشيرية أو نشاط كنسي روحي يمكن أن يحدث نهضة في الكنيسة . وتجعل القيادة الكنسية هي المكبح الذي يعطل العمل المسيحي .

12- تشجع علي الانشقاقات الكنسية ليس من مبدا احترام الحريات ولكن لتفتيت وحدتها .

13- يتم وضع الدستور والقوانين بما يخدم اهداف ورؤية السلطة ، بل ويمكن أيضاً تجاهل القوانين إن كان في صالح المسيحيين .

14- يصير اضطهاد المسيحيين سلوك اجتماعي معتاد ومقبول من كل فئات المجتمع .

15- ينظر للمسيحيين بنظرة أمنية مخابراتية كمجموعة متهمه تمثل تهديد للأمن والسلام الاجتماعي للبلاد .

16- التعدي علي المواثيق الدولية التي تقر حقوق الإنسان ، ومعادات الافراد أو الهيئات التي تطالب بالالتزام بها ، وتعتبرهم خونه ويخططون ضد النظام .

نموذج آخر .. بعد استيلاء عيدي أمين علي السلطة في اوغندا سنة 1971 انفق ملايين الدولارات علي تسليح جيش جرار وقوات البوليس ليضمن الاحتفاظ بالسلطة برغم تدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد .. كان من أهم اهدافه الاساسية هو محاربة المسيحية التي كانت تمثل 60% من تعداد السكان وكان يتم تصفية أي قيادة كنسية لا تعلن الخضوع للنظام والسلطة وتقوم بصياغة المسيحية وفق رؤية السلطة وليس وفق حق الانجيل .. هكذا تكون الكنيسة المرتدة في السبي .. ولا يمكنها الخروج من السبي الا بالرجوع للرب من خلال قيادة روحية مخلصة وامينة .

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث